يكشف الشيخ سعود الناصر في اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل «اللقاء الصدمة» مع وفد الاخوان المسلمين في السفارة الكويتية في واشنطن اثناء فترة الغزو.. وكيف انه بينما كانت الكويت تجيّش طاقاتها وكوادرها للتحرير كان د. اسماعيل الشطي ود. طارق سويدان، وعبدالله العتيقي يطلبون منه دعما ماديا يبلغ خمسين مليون دولار لدعم انشطة «الهيئة العالمية لمناصرة الكويت». :?
وقال الشيخ سعود ان المفاجأة كانت عندما طلب الوفد هذا المبلغ لتسويق مشروع مقاتلة الوجود الاميركي في المنطقة!
وروى الشيخ سعود في الحلقة السابعة من اوراقه كيف ان اتحاد الطلبة الذي كان يسيطر عليه الاخوان المسلمون عملوا على منع الطلبة الكويتيين من التطوع كمترجمين مع القوات الاميركية اثناء حرب تحرير الكويت بدعوى انهم كفار ولا يجوز التطوع مع النصارى واليهود.
وفي ما يلي تفاصيل الحلقة السابعة من اوراق سعود الناصر:
قلت لإسماعيل الشطي: غادر الولايات المتحدة خلال 24 ساعة.. وإلاّ!
بداية قال الشيخ سعود «بينما كنت في السفارة في واشنطن وكان ذلك في اكتوبر عام 1990 طلب 3 اشخاص مقابلتي وهم د.اسماعيل الشطي ود.طارق السويدان وعبدالله العتيقي، ولم اكن اعرف من يمثلون ولا من هم ووافقت رأسا على مقابلتهم.
رحبت بهم وسألتهم عما يريدون وما اذا كان بالامكان خدمتهم فقالوا انهم جاءوا من الطائف للتحرك في الولايات المتحدة، وخاصة في المراكز الاسلامية والمساجد لدعم قضية الكويت وانهم انشأوا الهيئة العالمية لمناصرة الكويت».
وتابع: «قلت لهم جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم وسألتهم على ماذا ستتركز نشاطاتكم وذكروا ان نشاطهم هو زيارة المراكز الاسلامية والمساجد لتوضيح قضيتنا وابعادها».
واوضح الشيخ سعود ان من نشاطات بعض المراكز الاسلامية التي ترفض وجود القوات الاميركية وتحريرها الكويت كانت مصدر ازعاج، وتمنيت لو ان هذه المجموعة توضح الصورة الحقيقية للقضية في المراكز الاسلامية.
50 مليون دولار
واضاف «قالوا لي انهم انشأوا هذه الهيئة بمباركة من حكومة الطائف، وان الهدف من مقابلتي هو تقديم الدعم المادي لهذه الهيئة.
وسألتهم كم تريدون فاجابوا نريد 50 مليون دولار.
وقلت اني لا املك هذا المبلغ وليس لدي تعليمات من الطائف بإعطائكم هذا المبلغ ودعمكم في هذا النشاط.
ويقول الشيخ سعود انه بعد ان طلبوا هذا المبلغ استفسرت منهم لتنسيق مواقفنا ككويتيين عن طرحهم الذي سيطرحونه في هذه المراكز.
فاجاب د.اسماعيل الشطي، وكنت وقتها اعامله باحترام، ان الشعار الذي سيرفعونه هو «انه يجب مقاتلة الوجود الاميركي في المنطقة». :shock:
واستطرد الشيخ سعود «الصدفة انني قبلها بيوم كنت في البيت الابيض باجتماع مع مجلس الامن القومي واطلعوني على خطة تعزيز القوات ومضاعفتها في المنطقة لإعطائها القدرة على الهجوم تمهيدا لتحرير الكويت.
ويقول الشيخ سعود «لم انس كلامهم بأنه يجب ان نقاتل الوجود الاجنبي في المنطقة، وكان السفير عبدالعال القناعي حاضرا الاجتماع، وسألت الشطي عن قصده بهذه العبارة.
فكرر انهم لا يريدون قوات اجنبية وانه يجب ان تستبدل هذه القوات بقوات اسلامية لتحرير الكويت، وسألتهم مجددا ان كانوا جادين فيما يقولون واكدوا ذلك، واصابتني صدمة ولم أتخيل ان يخرج هذا الكلام من كويتيين، الا انه اتضح انهم لا يريدون قوات اميركية وفرنسية وبريطانية لتحرير الكويت.
تافهة
وتابع «لم اكن اعرف من تمثل هذه التيارات لانها بالنسبة لي تيارات تافهة ولا افهمها، والذي كان يفهمها السفير عبدالعال القناعي واصابته الصدمة لما سمعه، وقلت له «اسمع يا اسماعيل، ان جلست يوما واحدا في الولايات المتحدة فلن تعرف ما سيأتيك، ونصيحتي لك ان تأخذ اول طائرة وترجع الى الطائف، وان عملت اي ندوة من المنطلق الذي تتحدث فيه فلا تلُم الا نفسك انت وجماعتك، وسأجعل الحماية من الامن الاميركي الذين لدي في السفارة يتابعونك الى ان تخرج من اميركا، وفعلا اتجه الى نيويورك ثم الى الطائف».
اما عن طارق سويدان فقال «كان لديه منحة دراسية.. وهذه من المهازل التي لدينا في الكويت التي تبعث طلبة من هذا النوع في منح دراسية ويستغلون هذه المنح لغسل ادمغة طلبتنا، وكانت لي معهم مواقف كثيرة قبل الغزو، وظل سويدان في واشنطن، ويتصل يوميا بالسفارة ساعيا لمقابلتي، ثم قابلته وسألته عما يريد وقال انه يريد ان يتعاون، واذا لم نستطع ان ندفع له 50 مليونا فمن الممكن ان يتدبر اموره بـ 5 ملايين». oll:
ورد عليه الشيخ سعود «حتى لو كان معي دولار واحد لن اعطيك اياه، ورجاء لا اريد ان اراك مرة اخرى».
جورج واشنطن
ويضيف «اثناء انعقاد الندوة الكبرى في جامعة جورج واشنطن، وبعد ان قدمت كلمتي فُتح المجال لمن يريد ان يسأل، ولاحظت ان من بين الطلبة الذين يريدون ان يسألوا طارق سويدان، وكنت اعلم انه يريد ان يحرجني، لانه من المحرج ان يكون كويتيا ويقول ان الكويتيين لا يريدون ان تتدخل قوات اجنبية لتحرير البلاد، وكنت اعرف منطقه، وسألت رئيس الجامعة عنه عما اذا كان من طلبتهم واجاب رئيس الجامعة بالنفي، ثم طلبت من رجال الامن التخلص منه، وتم رميه خارج الجامعة.
اتحاد الطلبة
وتطرق الشيخ سعود الى اتحاد طلبة الكويت فرع الولايات المتحدة وقال «كانوا يطلقون على أنفسهم صفة الديموقراطية، فأي ديموقراطية، وهم انتخبوا أنفسهم وكلهم من جماعة الاخوان المسلمين، الى ان جاءت فترة طلبت فيها وزارة الدفاع الاميركية توفير مترجمين للانضمام اليها ووفرنا 600 شخص من الطلبة وبدأ اتحاد الطلبة العمل ضدنا في اتجاه معاكس، فكانوا يتصلون بالطلبة ويحذرونهم من الانضمام والتطوع تحت شعار انه لا يجوز التطوع مع الكفار والنصارى، وكثير من الطلبة ترددوا».
واضاف الشيخ سعود «اول دفعة كانت تضم 200 طالب في فندق هيلتون في فرجينيا حيث كان مركز التجمع، وكان هناك جنرال اميركي كلف بهذه العملية مع فريق كامل، وبعد فترة اتصل بي الجنرال وقال ان هناك مجموعة ملتحين يعملون فوضى في المجموعة، وان هناك شيئا لا افهمه لاني لا افهم لغتهم».
تحريض
ويقول الشيخ سعود «ذهبت الى الهيلتون مع الامن ووجدت ان اعضاء اتحاد الطلبة يحرضون الطلبة على عدم التطوع، وفقدت اعصابي، وسألتهم عما يفعلونه وذكروا انه واجب عليهم ان يفهموا الطلبة دينهم وانه يجب ألا يتطوعوا مع النصارى واليهود، وطردتهم من الفندق وطلبت من الجنرال الا تدخل هذه المجموعة الى الفندق، الا انهم ظلوا يتصلون بالطلبة محاولين التأثير عليهم».
تاريخ قديم
ويقول الشيخ سعود «تاريخي معهم يرجع الى الثمانينات منذ ان انشأوا الاتحاد، حيث اجتمعوا في بيت في كارولينا وانتخبوا أنفسهم، ثم جاؤا وقالوا نحن اتحاد طلبة الكويت ـ فرع الولايات المتحدة، وقلت لهم من انتخبكم فلدي 3 آلاف طالب في الولايات المتحدة، وهم 6 الى 7 اشخاص، وصاروا امرا واقعا.
المشكلة الأساسية
ويتابع «مشكلتنا الأساسية من الكويت، لأن اكثر اعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت - فرع الولايات المتحدة وما يقارب 90 في المائة منهم موظفون في الدولة ومبعوثون لدراسات عليا، وهم اعضاء الهيئة الادارية، وهذا لا يجوز اصلا، ووقتها المكتب الثقافي في الولايات المتحدة وكان يرأسه د. مساعد الهارون يزود الاتحاد بعناوين وهواتف كل طالب كويتي يصل الى الولايات المتحدة، الى ان اتصل بي بعض الطلبة الجادين الذين حضروا الى الولايات المتحدة للدراسة، وليس للانشطة الطلابية واشتكوا وطالبوني بعدم اعطاء الاتحاد هواتف وعناوين الطلبة، وان هذه خصوصية، وانا استغربت من يزود الاتحاد بالعناوين، واكتشفت انه المكتب الثقافي، وطلبت من المكتب الثقافي عدم تزويد الاتحاد بأي شيء والاكتفاء بتزويد الطالب الجديد بمعلومات حول الاتحاد ومكانه وعنوانه وارقام هواتفهم، والطالب حر في الاتصال بهم».
زيارة ولي العهد
وفي عام 1988، ومع زيارة سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله للولايات المتحدة يقول الشيخ سعود
«كانت هذه زيارة رسمية للشيخ سعد لتوقيع الاتفاقية لشراء طائرات F-18، وطلبت الهيئة الادارية مقابلة الشيخ سعد، واستأذنت لهم من الشيخ سعد ووافق، وعند لقائهم الشيخ سعد اكتشفت أنهم جاءوا ليقدموا شكوى ضدي، وقالوا انه ليس هناك تعاون بينهم وبيني، وأنني احجب عنهم ارقام واسماء الطلبة.. أنا كنت جالسا والشيخ سعد كان لديه خلفية عن هذا الموضوع وطلب سماع رأيي، وقلت انه ليس هناك رأي، بل خصوصية للموضوع، فنحن نبلغ الطلبة بمكان الاتحاد وهواتفه، ومن لديه رغبة من الطلبة في الانضمام الى الاتحاد ينضم، والطالب حر، ولا تدخل في خصوصياته، ثم قال الشيخ سعد ان السفير معه حق وليس من حقكم معرفة عنوان كل طالب وطالبة في الولايات المتحدة.
بوش يحضر الفيلم.. وأنا بالي في الكويت
قال الشيخ سعود انه كان يلاحظ جيدا سلوك الرئيس جورج بوش، والناس يشاهدونه يسافر في عطلة نهاية الاسبوع الى كامب ديفيد للراحه ولعب الغولف! والبعض يتساءل انت في حالة حرب خاصة الكويتيين والاخ يلعب غولف، واكثر من مرة دعاني الرئيس بوش لمشاهدة فيلم سينمائي في البيت الابيض في السهرة حيث توجد صالة عرض، و3 مرات يتصل بي ويدعوني لمشاهدة فيلم، واذهب اليه في البيت الابيض بالجناح الخاص للسكن في صالة العرض، ولديه Popcorn، وتكون زوجته باربرا حاضرة، وكان يحضر معنا مستشار الامن القومي ومساعده ريتشارد هامس المعني في شؤون الشرق الادنى وبحوزته الملف الكويتي، وكنا نحضر العرض السينمائي بكل ارتياح دون الحديث عن السياسة، وبلباس غير رسمي، ونجلس كأننا اسرة واحدة.. وكنت اشاهد الفيلم ولكنني لست مع الفيلم.. بالي مشغول. وكان لديه ثقة بالنفس وبما يفعله، فهذه اوقات للراحة، والناس كانوا يأخذون عليه انه يلعب الغولف، ولكن عادة الاميركان انهم لا يغيرون مجرى حياتهم بسبب ازمة تم اتخاذ القرار بها، اذ هناك اجهزة تقوم بدورها.
واكد الشيخ سعود ان علاقته بعائلة بوش الاب ما زالت قائمة، وانه يحضر اي مناسبة تخصهم وهو شخص يجب ألا ينساه تاريخ الكويت.
وعن زوجته باربرا قال «باربرا لا تتدخل في السياسة، وان كانت تتحدث عن اوضاع الكويت ولقاءاتي معهم لقاءات اسرية ببساطة وتواضع».
اتصال يومي
حول الاتصالات مع القيادة فقد كنت اتلقى اتصالا هاتفيا يوميا من سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله بين الساعة الرابعة والسادسة مساء بتوقيت واشنطن، وذلك بشكل يومي دون استثناء لمعرفة جميع الامور وللوقوف على كل الاحداث الجديدة، ولا اعتقد انه مرّ يوم، دون ان يتصل، وكان، شفاه الله، مهتما جدا بكل الامور ويتابع كل صغيرة وكبيرة.
صدام عدو لدود لأميركا
فند الشيخ سعود الناصر النظرية التي تقول ان صدام حسين يخدم الولايات المتحدة، مشيرا الى ان صدام عدو لدود للولايات المتحدة.
وتابع «صحيح انه ايام الحرب العراقية - الايرانية خدم صدام مصالح أميركية وساعد الأميركان ونحن في الكويت ساعدنا صدام ايضا، ومن يتهم الاميركان بانهم يريدون بقاء صدام، فيجب ان يتهمنا نحن ككويتيين باننا نريد بقاء صدام لاننا دعمناه وساعدناه في السابق».
مواطنون من أجل كويت حرة
هناك موضوع يجب عدم اغفاله وهو دور المواطنين الكويتيين المتواجدين في واشنطن والذين عملوا من دون كلل لنصرة القضية الكويتية ومنهم د. حسن الابراهيم ود. علي الطراح الذي كان وقتها يرأس المكتب الثقافي ورولا دشتي وسمير هوانة وجميع الاخوة والأخوات، وانشأوا جمعية في واشنطن اسمها Citizens For Free Kuwait وترجمتها «مواطنون من اجل كويت حرة» وكانوا نشطين وساعدوني كثيرا في مجال الندوات والتحرك الاعلامي، وكنا نوزع الادوار بيننا وكانوا خير عون لي.
خرائط بيتي
ذكر الشيخ سعود انه في احدى المرات اطلعوني على صور للاقمار الصناعية لدوار البدع والدبابات والمدافع والخنادق التي كانت فيه. واضاف «كنت انظر الى الخرائط وانا اضحك وسألني بات لانج لماذا تضحك هل تتمنى ان نصور بيتك، وسألته كيف تعرف ان بيتي في هذا المكان ثم قال انه يعرف اين بيتي وانه حاليا مقر للقيادة العراقية».
وتابع «بعدها بيومين احضر صورا لبيتي توضح الاسلحة والخنادق وكل الاسلحة التي امام المنزل، وطلب مني خرائط البيت لانه من المحتمل ان تقتحم المارينز البيت».
وقال الشيخ سعود انه بعد ان عاد الى منزله طلب من اولاده رسم مخطط البيت توضح المداخل والمخارج.
الا ان السكرتيرة قاطعتنا وقالت ان المهندس الذي نفذ ديكورات البيت من المحتمل انه يحتفظ بالخرائط، وفعلا اتصلت السكرتيرة بالمهندس ووجدت الخرائط لديه، ثم ذهبت الى بات لانج واعطيته الخرائط، وسألني من اين جئت بها، ومازحته قائلا: لستم انتم فقط من يعمل، فنحن نعمل ايضا.
في الحلقة الثامنة من اوراق سعود الناصر عن الغزو والتحرير يروي الشيخ سعود رحلة المواجهة مع سفراء دول الضد في الميدان الاعلامي، وكيف ان السفير العراقي محمد المشاط تحاشى مرارا المواجهة الى ان وقع فريسة مواجهة اذاعية فشتم البرنامج ومقدمه وغادر.
كما يكشف الشيخ سعود الموقف الصدمة للسفير الموريتاني عندما ايدت بلاده الغزو بينما هو يطلب مني رسميا اعادة دفع رواتب المدرسين الموريتانيين في بلاده بعدما توقف دفع الرواتب نتيجة تجميد الارصدة الكويتية.
ويتحدث الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة اثناء فترة الغزو عن «ساعة الفرج» التي حانت بعدما اعطى الكونغرس في 13 يناير 1991 الرئيس بوش حرية اتخاذ كل الاجراءات لتنفيذ القرارات الدولية.
روى الشيخ سعود جانبا من رحلة المواجهة مع السفير العراقي في واشنطن آنذاك محمد المشاط في المحطات التلفزيونية وغيرها، وقال: كنت اطلب المناظرة معه، لكنه كان يتحاشى ذلك وعندما يعلم انني على الجهة المقابلة من أي برنامج يتحاشاني ويعتذر عن المشاركة الا انه في احدى المرات، وكان يوم وصول الشيخ صباح الى واشنطن في 13 اغسطس وظهرت على الهواء وفوجئ بي وفقد اعصابه لأن ليس لديه حجة بالهروب، وكان موقفه يومها ضعيفا بسبب اخذ العراق رهائن اميركان ومحاصرته السفارات.
ومرة اخرى في برنامج اذاعي، ولم يكن يعرف انني معه على الهواء في البرنامج، وطلب مني مقدم البرنامج عدم التحدث الا بعد السفير العراقي لأنه لا يعلم انني معه على الهواء، وأخذ يتكلم ويكرر اسطوانته وبعدما انتهى من الكلام كشف المذيع ان سفير الكويت معنا على الهواء، وعندها عمل المشاط قصة وشتم مقدم البرنامج واقفل الخط.
مصير المشاط
ولكن ماذا حل بعدها بالسفير المشاط، يقول الشيخ سعود «صدام حسين استدعى سفراءه في واشنطن والامم المتحدة والدول الكبرى لاجتماع في بغداد لتقييم الوضع، وكان المشاط قد اكد في اجتماع سابق لصدام انه لن تكون هناك حرب من قبل الولايات المتحدة لتحرير الكويت، مستندا الى آراء الليبراليين في اميركا وكان يرى التظاهرات ضد الحرب ونقل هذه الصورة لصدام، ثم طلب الرئيس العراقي اجتماعا آخر للسفراء، وقد وجد السفير المشاط ان هذا الاجتماع سيكون الاخير له لأنه يعلم ان صدام يريد تصفيته لانه اعطاه معلومات خاطئة تشير الى ان الولايات المتحدة لا تنوي خوض حرب، فتوقف وهو في طريقه الى بغداد في فيينا بحجة العلاج وان الطبيب المعالج في النمسا، ثم اتصل بالسفارة الكندية وطلب اللجوء، ثم جرى اتصال بين الولايات المتحدة وكندا، والولايات المتحدة رأت ان هروب سفراء صدام عنه يعكس هزيمة سياسية بالنسبة لصدام، وكان ذلك في اكتوبر او اوائل نوفمبر وقد وافقت كندا على طلب اللجوء.
وقال «انا كنت سفيرا في واشنطن ومحالا الى كندا وفنزويلا، ولي زيارات كثيرة لكندا وكنت التقي رئيس الوزراء الكندي كثيرا، وبعد الحرب اجتمعت معه لاشكره، وسألته اين السفير المشاط، واجاب انه دخل كندا بالخطأ، وقلت له انا اعرف الترتيب الذي حصل بينكم وبين الولايات المتحدة ولا داعي لهذا لاننا ممكن ان نطلبه كمجرم حرب، وبعدها قال رئيس وزراء كندا لي ان المشاط حتى الان لا يستطيع الاستقرار وكل حي يسكنه يضايقه اهل الحي الى ان يطرد وتركوه وشأنه فهو ليس قادرا على العيش.
موريتانيا والرواتب
وذكر الشيخ سعود ان موريتانيا من الدول التي وقفت مع الغـــــزو رغـــم ان الكــــويت كــــانت تدفع رواتب المدرسين فيها وبعــــض رواتب الاطباء.
واضاف «وبما ان الاموال جمدت فتوقفت رواتب المدرسين في موريتانيا، ومن الوقاحة ان السفير الموريتاني في واشنطن يتصل بي على الرغم من موقفهم السيىء تجاهنا، ويقول اننا اوقفنا رواتب المدرسين ونطلب ان تستمر، ولم اكن اعرف عن الموضوع، وعندما استفسرت اكدوا لي اننا ندفع الرواتب، وجاءتني تعليمات من الطائف بعدم تحويل هذه الرواتب لهم وتم ايقافها.
ولا انسى علاقاتي مع السفير السعودي في واشنطن الامير بندر بن سلطان واجتماعاتي به كانت يومية ومستمرة وسفراء مجلس التعاون وسوريا السفير وليد المعلم كانوا يزورونني بشكل شبه يومي، والملفت للنظر ان المندوب اليمني الدائم في الامم المتحدة حيث كان ناطقا بلسان العراق بشكل واضح، حتى عندما طرد السفير العراقي محمد المشاط كان الاشطر هو الذي يأخذ مكان السفير العراقي في اي مناظرات بيننا في التلفزيون، ولدي تسجيلات لبعض البرامج حيث كان يتحدث وكأنه السفير العراقي.
وفي احدى المرات قلت له انني لا اعرف مع من اتحدث مع السفير العراقي ام اليمني في الامم المتحدة؟.. فهو يدافع وكأنه السفير العراقي ويطالب بعدم تدخل الولايات المتحدة وان الحل يجب ان يكون عربيا.
وضوح الصورة
وذكر الشيخ سعود انه من بعد نوفمبر 1990 وبعد اعلان الرئيس جورج بوش مضاعفة القوات الاميركية في المنطقة كانت الصورة واضحة ان الحرب قادمة وانها قضية وقت، ثم جاء قرار مجلس الامن والتصويت في الكونغرس في 13 يناير 1991 حيث ان هناك عضوا فعالا في الكونغرس وهو ستيفن سولارز ديموقراطي اقنع الرئيس بوش بالذهاب الى الكونغرس وهو الذي صاغ الطلب للرئيس بوش بصيغة ذكية ليعطي الكونغرس الرئيس حق اتخاذ الاجراءات اللازمة وليس شن حرب، فلم تكن كلمة حرب موجودة في الطلب، ويتابع «اتصل بي سولارز، وهو صديق، في الثانية فجرا، وطلب حضوري الى منزله ووصلت الى عنده في الثانية والنـــــصف فـجرا وعرض علي صيغة الطــــلب الذي سيقدمه الرئـــــيس في الكونغرس، وطلـــب ابداء اي ملاحظات، وفعلا قرأت الطلب وكــان مصاغا بشكل ذكي جدا، ولم يكن في النص جواز للرئيس بدخول حرب وانما صاغها بشكل ان الكونغرس يدعم قرار مجس الامن 678 الذي اعطى مهلة للعراق الى 15 يناير 1991، وان الكونغرس يدعم الرئيس بكل التدابير اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الامن 678.
ويضيف الشيخ سعود «لستيفين سولارز جهد واضح وكبير لدعم قضيتنا، وقال انه سيضغط على الاعضاء الديموقراطيين للموافقة، وبعدها اخذ الرئيس هذا الطلب وتم تعديل بعض الامور في البيت الابيض، قبل ارسالها للكونغرس، حيث تم التصويت عليها.
ضوء أخضر
وقال: «بعد 13 يناير جاء الفرج فكان هناك ضوء اخضر امام الرئيس وتم اعطاؤه الشرعية داخل ادارة الولايات المتحدة بعد ان تمت الشرعية في مجلس الامن».
ويوضح الشيخ سعود انه بعد 13 يناير بدأ العد التنازلي، وعقد مؤتمر جنيف بين وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر ونظيره العراقي طارق عزيز، وكنت خائفا من لعبة عراقية في هذه الاثناء، ولكن لله الحمد ان طارق عزيز رفض استلام الرسالة الموجهة من بوش الى صدام واعتبرها تهديدا واهانة.
ويصف الشيخ سعود لقاء جنيف بالمغامرة، ولحسن الحظ ان جميع الفرص التي اتيحت لصدام لم يستغلها بالانسحاب، ولم يستغلها في آخر اللحظات بعدما انتهك الكويت ونهبها كلها، وكانت كارثة لو انسحب انسحابا نصفيا من الكويت.
ساعة الصفر
واشار الى ان هذه الخطوة كانت مطلوبة من الرئيس لحشد اكثر تأييد له وقال الرئيس بوش «سأذهب الى ابعد الحدود I will gotothe extra yard، وانه لا يريد اي مبرر من السياسيين في الكونغرس بانتقاده بأنه لم يستنفد كل الوسائل، الى ان استنفد كل الوسائل الدولية والمحلية والذهاب الى ابعد الحدود في مؤتمر جنيف، وعندما اعلن بيكر فشل مؤتمر جنيف بدأت ساعة الصفر.
ايام الصمت
ووصف الشيخ سعود الايام الثلاثة التي سبقت الحرب بأيام الصمت وقال «ان كل الذين يستخدمون الطرق السريعة امام وزارة الدفاع كانوا يعرفون ان هناك عملية مرتقبة ويتوقعونها، حيث يلاحظ نشاط غير طبيعي في الوزارة وغيرها مليئة بالسيارات حتى في المساء، وبعد 13 يناير كانت وزارة الدفاع خلية عمل والكل يلاحظ ذلك ولمدة 24 ساعة، مما يؤكد ان ساعة الصفر مقبلة، وكانت هذه الايام الثلاثة صمتا، ولكن كنا نعرف انه لي هناك شيء قبل تاريخ 15 يناير المهلة الاخيرة المحددة للعراق في الانسحاب من الكويت «لأن هذا التزام التزمت به الولايات المتحدة بالقرار 678».
مواقف مشرفة
يقول الشيخ سعود انه مقابل موقف المندوب اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة كان للسفير اليمني في واشنطن عبدالمحسن العيني، وهو رئيس الوزراء السابق مواقف مشرفة، فالعيني رجل فاضل وقال لي انه «غير راض عما حصل واعدك بأنك لن تسمع مني اي تصريح او مقابلة او كلام حول هذا الموضوع»، وفعلا لم يدل بأي تصريح، وابتعد ابتعادا كليا عن هذا الموضوع.
خالد آل خليفة داوم في سفارتنا
يقول الشيخ سعود ان مواقف الشيخ خالد بن احمد آل خليفة لا تنسى وكان دبلوماسيا في سفارة البحرين بواشنطن، ولكنه كان يداوم في السفارة الكويتية اكثر من دوامه في السفارة البحرينية وجزاه الله خيرا، وقف معنا وقفة رجل من اول يوم في الغزو والى التحرير، وهو الآن سفير البحرين في لندن.
الكويت حرة
يقول الشيخ سعود ان السفير العراقي المشاط فوجئ بعد خروجه من محاضرة في جامعة جورج واشنطن بهجوم طلابي عنيف، وقد الصقوا ملصقات على سيارته مكتوبا عليها «الكويت حرة» Free kuwait.
أسلحة الدمار الشامل
يؤكد الشيخ سعود انه رأى صورا لأسلحة الدمار الشامل العراقية على الحدود الكويتية - السعودية عن طريق الاقمار الصناعية الاميركية.
ويقول «كان هناك 18 مدفعا حددتها الاستخبارات الاميركية وطلبت قصفها قبل اي عملية عسكرية لأن هذه المدافع تحتوي على اسلحة كيمياوية».
وذكر الشيخ سعود ان هذه المدافع شكلها مختلف تماما عن المدافع العادية، حيث بها فتحات جانبية تعدم ما تبقى من القذيفة بعد اطلاقها وانها تشبه رحم المرأة».
وقال الشيخ سعود ان القوات الاميركية كانت تؤكد ان لدى العراق اسلحة دمار شامل لكن ليس لديهم القدرة على توصيلها الا عن طريق المدافع او تحميلها بطائرات واستخدامها بقنابل صغيرة، وان كل هذه المدافع ستضرب منذ البداية، والطائرات ستضرب وهي في قواعدها.
واكد الشيخ سعود انه تم ضرب هذه المدافع خلال اول نصف ساعة من الحرب.
يكشف الشيخ سعود الناصر في الحلقة التاسعة من اوراقه عن الغزو والتحرير تفاصيل الدقائق الثماني التي جمعته بوزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر في السادس عشر من يناير وابلغه ان عاصفة الصحراء ستهب بعد ساعتين.
ويقول الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت لدى واشنطن في تلك الفترة انه هاتف الشيخ سعد العبدالله في جدة قبل نحو ساعة ونصف الساعة من عاصفة الصحراء وابلغه «الريوق الساعة 2».
ويكشف الشيخ سعود ايضا كيف ادت الضغوط العربية إلى وقف الحرب، وكيف ان حرق الآبار الكويتية عجل في العملية البرية.
كما يتحدث عن طلب الجنرال شوارزكوف مهلة 24 ساعة للقضاء على فرقتين في الحرس الجمهوري، ولكن لم ينل ما يريد بسبب ضرورة الحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
في السادس عشر من يناير وهو اليوم الذي سبق يوم بدء عاصفة الصحراء يروي الشيخ سعود ما حدث ويقول «كنت في المنزل بانتظار السفير السعودي الأمير بندر بن سلطان، وما ان وصل الأمير بندر حتى دق جرس الهاتف، وكان على الجهة الأخرى وزارة الخارجية الأميركية وقالوا ان الوزير جيمس بيكر يريد لقائي فوراً في الوزارة، وطلبوا مني الا أدخل من المدخل الرئيسي لكثرة وسائل الاعلام عند الباب ولانتظارها القرار النهائي للحرب، وخلال 20 دقيقة من الاتصال وصلت الى الخارجية وبينما كنت في الطريق سألت نفسي لماذا يريدني بيكر، وماذا يمكن ان يقوله لي؟ وعادة الخارجية لم تكن همزة الوصل. والاتصالات والمعلومات كنت اتلقاها من البيت الابيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الدفاع، وكنت اتساءل هل هناك مبادرات دبلوماسية جديدة، ولم اتوقع ابداً ان معلومة الحرب ستأتيني من وزارة الخارجية».
واضاف «وصلت الى الخارجية وعلى الفور الى الطابق السابع مقر بيكر وكانت سكرتيرة بيكر تنتظرني عند المصعد وقالت ادخل فوراً فالوزير في انتظارك، وما ان دخلت مكتب بيكر حتى رحب بي ودعاني الى صالون صغير في مكتبه وأنا بانتظار الرسالة.. وقلت له «ما الأمر»؟ فأجاب بعدما نظر الى ساعة يده وساعة معلقة على الحائط، وكانت تشير الى الخامسة مساء بتوقيت واشنطن وقال «بعد ساعتين بالضبط ستبدأ عملية تحرير الكويت، أي في الثانية فجراً بتوقيت الكويت».
وذكر الشيخ سعود انه لم يستطع تمالك نفسه من شدة التأثر وقال: «ارتجفت يداي وشعرت برعشة في جسدي ولم أجد نفسي إلا وأنا أطلب من بيكر كوب ماء كان على مكتبه فلبى طلبي في الحال».
وبعدما شربت الماء طلب مني عدم الاتصال بأحد وعدم تبليغ أحد حول هذا الموضوع لأن أي تسرب لهذه المعلومة سيعرض الطيارين الى الخطر، ووعدته بذلك، ولم يطل اجتماعي مع بيكر اكثر من ثماني دقائق وقد كانت أصعب ثماني دقائق في حياتي.
ويضيف «لا أعلم كيف عدت الى السفارة فلم أجد نفسي الا محاطاً بالموظفين وكانوا جميعاً بانتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة بعد انتهاء مهلة الـ 45 يوماً.
وكان الأمير بندر ما زال في انتظاري بالسفارة وتبادلنا النظرات فعرف انني تلقيت موعد الضربة، وكان هو قد سبق ان تلقى الموعد لأن الولايات المتحدة بحاجة الى موافقة المملكة قبل ست ساعات.
ومن صالون السفارة الى غرفتي الخاصة أعد الدقائق لا بل اللحظات وكان السؤال الكبير الذي يجول في خاطري كيف ابلغ القيادة في الطائف؟
وفي غرفتي الخاصة كانت مهلة الساعة ونصف الساعة الباقية لبدء عاصفة الصحراء بمثابة دهر، والأفكار كانت تجول وتصول ورسوت على ضرورة ابلاغ القيادة رغم الوعد الذي قطعته لبيكر لأن الواجب الوطني يدفعني الى ذلك.
فكان أول اتصال مع الشيخ صباح الاحمد وكانت الساعة تشير الى الواحدة فجراً بتوقيت المملكة، وكان الجواب ان الشيخ صباح غيرموجود. وتوقعت ان يكون عند صاحب السمو الأمير وطلبت مكان اقامة صاحب السمو الا ان الشيخ فهد اليوسف الذي رد على مكالمتي نفى وجود الشيخ صباح وأبلغني ان الأمير نائم.
اتصلت بالشيخ سعد العبدالله في جدة وكان لا يزال مستيقظاً ودار بيني وبينه الحوار التالي:
ـ طال عمرك تفطرت أم لا؟
ـ الشيخ سعد: الساعة واحدة ومو وقت افطار.
ـ الريوق الساعة 2 أي بعد ساعة من الآن، لا تنام وانتظر الريوق.
حينها رد الشيخ سعد بالقول: وصلت الرسالة.. شكراً
وبعدها عاودت الاتصال بسمو الأمير وأبلغوني ان الأمير لديه اتصال مع الشيخ سعد وهو يتحدث إليه الآن».
بدأت الحرب
«بعدها جلست في غرفتي وكان ابني الأصغر صباح في العاشرة من عمره تقريباً معي وفتحت جميع المحطات انتظر خبر بدء الحرب، وكان صباح يريد ان يذهب الى غرفته وقلت له اجلس، وتساءل: لماذا؟ فقلت له اجلس وستعرف، وبعدما نُقل الخبر على محطات التلفزة، وأول محطة نقلت الخبر هي ABC في تمام السابعة بتوقيت واشنطن».
دموع
ويقول الشيخ سعود «عندها لم اعد اتمالك نفسي وترقرقت عيناي بالدموع وشعرت بأن الديرة راده ».
ولا انسى كيف ان الفرحة والبهجة عمتا ارجاء السفارة بعد بدء الضربات الجوية، وبعدها خرج الناطق باسم البيت الأبيض واعلن رسميا بدء حرب تحرير الكويت، مطلقا اسم عاصفة الصحراء عليها.
جبارة
ووصف الشيخ سعود القوات الاميركية بالجبارة، حيث ضمت ما يقارب 3600 طائرة، وعتاد لم يكن له مثيل، مشيرا الى ان قلبه كان مع الموجودين داخل الكويت.
وقال «لا اعتقد ان احدا رأى حجم الدمار الذي حصل جنوب العراق، لأنه مع بداية الحرب سحب صدام الحرس الجمهوري الى جنوب العراق وابقى الجيش النظامي في الكويت، وهنا الضربة التي انهت الجيش الجمهوري، حيث صارت مذبحة في جنوب العراق وتم تدمير أفراد الجيش الجمهوري في اماكنهم، ولم يستطيعوا اسقاط ولا طائرة».
واكد انه منذ اليوم الاول دُمِّرت كل الطائرات وكل مراكز القيادة والتحكم والرادارات واصبح المجال مفتوحا لقوات التحالف.
وذكر ان مذبحة المطلاع لا شيء بالنسبة لما حصل في جنوب العراق وانها كانت تسلية.
لم يبق شيء
وزاد «وصلنا الى يوم 24 فبراير 1991 وبعد مذبحة المطلاع وبدأ الرأي العام يضغط، حتى الطيارون الذين التقيتهم قالوا انه لم يبق شيء عسكري نضربه، واتصلت بي الاستخبارات الاميركية العسكرية وقالت ان هناك افواجا من السيارات العسكرية تخرج من شمال الكويت الى العراق فهل لديك معلومة من هم وهل بينهم كويتيون؟، وأجبت بالنفي، وبأن الكويتيين خرجوا عن طريق السعودية، فقال انهم سيتعاملون معهم وهذه قوات تنسحب ولا نريد لهم ان ينسحبوا، وبعد المكالمة بنصف ساعة، بدأت القوات الاميركية بضرب الافواج التي كانت تخرج من جهة المطلاع.
مصدر المعلومات
وكانت وكالة الاستخبارات العسكرية التي كانت مصدرا اساسيا للمعلومات عما كان يدور داخل الكويت، وما هو قائم وما هي الخطة الاستراتيجية، وكان هناك شخصان يعطيانني ملخصا يوميا وهما مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الادنى آرت هيوز Art Hughes والشخص الثاني هو Pat Lang بات لانغ، حيث كانا يحضران لي صورا يوميا تبين تواجد القوات العراقية في الكويت ومواقعها بكل وضوح، كما اشاهدك هذا اليوم، وما فيها من مدافع ودبابات وصواريخ وحفر الخنادق على طول البحر، وكان المنظر مؤلما».
يتبع ..