عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 3  ]
قديم 29-05-2007, 02:06 PM
رشيدي وكلي فخر
عضو مبدع
الصورة الشخصية لـ رشيدي وكلي فخر
رقم العضوية : 1065
تاريخ التسجيل : 13 / 3 / 2007
عدد المشاركات : 384
قوة السمعة : 19

رشيدي وكلي فخر بدأ يبرز
غير متواجد
 
مشاركة رد : لمحبي القصص الطويله (أسرار الغزو العراقي االكويت) يرويها الشيخ سعود الناصر الصبا
في الحلقة الثالثة من اوراق الشيخ سعود الناصر الصباح عن الغزو والتحرير يكشف الشيخ سعود «الدور» الذي قام به العاهل الاردني الراحل الملك حسين لمنع استخدام القوة، وعندما فشل ولم يجد آذانا صاغية لدى المسؤولين الاميركيين كلف زوجته الملكة نور لكنها ايضا عادت برفض الطلب الاردني.

ويقول الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت اثناء الغزو الغاشم ان الملك حسين كان بمثابة المستشار السياسي لصدام حسين، واعطى اشارة واضحة إلى ان الادارة الاميركية والشعب لن يخوضا حربا لتحرير الكويت.

كما يكشف الشيخ سعود كيف ان الملك حسين امر بإرسال طيارين الى الكويت لسرقة اسطول الكويتية لان الطيارين العراقيين لا يجيدون قيادتها. وان الشاحنات الاردنية دخلت الكويت للسلب والنهب.

ويستعرض ايضا تفاصيل المعركة الدبلوماسية التي خاضتها الكويت الى جانب ادارة بوش لكسب قرار استخدام الخيار العسكري داخل الكونغرس، وقال ان مهلة الـ 45 يوما التي منحها القرار الدولي للعراق لسحب قواته كانت بمثابة مقايضة مع الروس لعدم استخدام الفيتو، ولكن الـ 45 يوما مرت كمحنة حقيقية خوفا من ممارسات القوات العراقية.


العاهل الأردني الراحل

كان مستشارا لصدام .. وأوحى له بأن أميركا لن تخوض الـحرب


تناول الشيخ سعود الناصر زيارة الملك حسين الى واشنطن وقال: موقف الملك حسين كان سيئا للغاية، وكان ايضا محل استياء الادارة الاميركية التي كانت تعتبر الاردن والملك حسين من الحلفاء، وحاول الملك حسين خلال الزيارة تبرير موقفه من الغزو وطلب مقابلة الرئيس بوش، الذي كان في بيته الصيفي لكنه لم يتلق أي رد ومكث في واشنطن يومين وهو ينتظر مقابلة الرئيس بوش، ثم وافق الرئيس الاميركي على مقابلته في ولاية «مي» وبعد اللقاء غادر الملك حسين وعلمت ان الرئيس بوش لام كثيراً الملك حسين ووبخه على موقفه، وقد حاول الملك حسين بشتى المجالات والطرق ان يثني الرئيس الاميركي عن التدخل العسكري لتحرير الكويت وان هذه قضية عربية يجب ان تحل ضمن اطار الجامعة العربية، والرئيس بوش رفض جميع هذه المطالبات وخرج الملك حسين من الاجتماع دون اي جدوى او نتائج لزيارته.

وبعد موقف الملك حسين كانت الشاحنات الأردنية تدخل الكويت للنهب والسلب مع القوات العراقية وارسل الملك حسين طياريين اردنيين لسرقة الطائرات الايرباص الكويتية لأن العراق لم يمتلك مثل هذه الطائرات، ولأن الطيارين الاردنيين قادرون على قيادة هذه الطائرات، وبالفعل أتى طيارون اردنيون وسرقوا هذه الطائرات، فكنت متحمسا ومستاء جداً مما حصل وباتصالي مع الحكومة في الطائف حول هذا الموضوع فضلت الحكومة آنذاك الا ندخل في مواجهة مع الملك حسين، فاستأذنت الحكومة بأن يترك المجال لي في ان يكون أي هجوم على الملك حسين ان يتم من قبلي وبالفعل هاجمت الملك حسين بكل أمانة، من باب العتب، خصوصا في ظل مواقف الكويت التاريخية مع الأردن ومع الملك حسين بالذات، فكان موقفة محل استغراب ونكران للجميل، وهاجمت الملك حسين هجوما عنيفا ولم أندم عليه، لأنه بالفعل كان يستحق هذا الهجوم وعلى أثره تم استدعاء القائم بالأعمال الكويتي في عمان الى القصر الملكي وأبدوا استياءهم من هذا الهجوم.


ظروف صعبة

كما أن الملك حسين وجه رسالة لـ«نيويورك تايمز» حاول فيها ان يشرح موقفه ويصحح صورته ولكن دون جدوى لأن العملية كانت واضحة للجميع، وذكر ايضا انه وهو يغادر الكويت لدى زيارته لها قبل الغزو كان يرثى لحال الجنود المتواجدين في المطار عند صعوده سلم الطائرة لما سيواجهون من ظروف صعبة مع النظام العراقي وكأن في رسالته يعترف بعلمه في نوايا النظام العراقي، وهو حاول اثناء وجوده في واشنطن ان يلتقي مع القيادات في الكونغرس ومجلس الشيوخ ولم يجد آذانا صاغية، والغريب في ذلك انه بعد ان فقد الأمل عاد الى الأردن وارسل زوجته الملكة نور الى واشنطن لتقوم بهذا الدور وكانت الملكة نور نشطة وتنقلت ما بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ والتقت مع الكثيرين من الاعضاء وحاولت ان تقوم باتجاه ومنحى الملك حسين نفسه لتثني الولايات المتحدة عن التدخل العسكري لكنها لم تنجح. وقد تصادفت معها مرات عدة في الكونغرس الأميركي، كما تصادف ان يكون موعدي مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ بعد موعدها، ووجدت منه كل استهجان لمواقفها.

وفشل الاردن اعلامياً وسياسياً في الوصول الى نتائج مع الادارة الاميركية والكونغرس الاميركي، وأنا في تصوري ان الملك حسين كان المستشار السياسي لصدام حسين لتقييم الموقف الاميركي من جراء الغزو العراقي، واعتقد انه أعطى اشارة واضحة لصدام بأن الادارة والحكومة والشعب الاميركي لن يكون لديهم أي نوع من التدخل العسكري.


غريب

والغريب ان معظم الدول التي أخذت مواقف ضد الكويت كانت هي التي تتلقى مساعدات خارجية من الكويت لبرامج التنمية، واتمنى ان تستفيد من هذا الدرس.

ويستعرض الشيخ سعود الناصر ايضاً تفاصيل المعركة الداخلية التي تم خوضها في الولايات المتحدة من اجل الحصول على موافقة مجلس الشيوخ على التدخل العسكري لتحرير الكويت، وروى كيف «ان بعض اعضاء مجلس النواب ومنهم النائب عن نيويورك ستيفن سولرز Steven Solars شكلوا رأس حربة للإدارة الاميركية ولنا في عملية إقناع الكونغرس بضرورة الحسم العسكري».

ويقول «لقد كانت المشكلة في الجناح اليميني في الحزب الديموقراطي الرافض للحسم العسكري المباشر، وقد لعب بعض اعضاء مجلس النواب والشيوخ دوراً مهماً في ترجيح الكفة التي كانت متقاربة جداً في مجلس الشيوخ لمصلحة قرار الرئيس الاميركي، واذكر ان عضو مجلس الشيوخ ليبرمان أبلغني بينما كنت في مفاوضات معه على ضرورة دعم الخيار العسكري قائلاً: لا تضيع وقتك فنحن معك ووفر جهودك لغيرنا،.. لا بل أكد لي انه مستعد للقيام بدور لدعم قضيتنا.. وكان لهؤلاء، الذين في الحقيقة كنا على عداء سابق معهم بسبب القضايا المتعلقة بالقومية والعربية وتحديداً الفلسطينية، دور كبير في دعم القضية داخل الاجتماعات المغلقة بين الجمهوريين والديموقراطيين».

ولم يكن هناك مشكلة في التصويت في مجلس النواب لان الاكثرية كانت تؤيد سياسة الرئيس بوش، وكانت مشكلتنا الاساسية في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو وفي كل ولاية عضوان وكانت الأغلبية في ذلك الوقت للديموقراطيين فكانت المهمة صعبة في كيفية تمرير أي قرار، وكنا نعد اعضاء مجلس الشيوخ بالرأس كيف سيصوت أو ماذا سيكون موقفه، فكانت عندنا الارقام متعادلة وخطرة جدا، فآل غور نائب الرئيس الاميركي السابق، كان موقفه غير معروف وغامضاً وحاولت جهدي ان اعرف أين يتجه هذا الشخص في موقفه، وكان يرفض ان يعطيني أي رأي وقال سيأتي الوقت المناسب لتعرف موقفي، وكنا بحاجة الى حوالي 10 أصوات من الحزب الديموقراطي لكسب المعركة وكانت هذه الأصوات العشرة غاية في الاهمية بالنسبة لنا، في حال لجوء الرئيس الى مجلسي الشيوخ والنواب.


جدل دستوري

كان هناك جدل دستوري وقانوني في الادارة الاميركية حول ما اذا كان الرئيس يحتاج الى ان يذهب للكونغرس كما كان هناك جدل في السابق ما بين الرئيس بوش ورئيسة وزراء بريطانيا تاتشر، لان موقفها يقول انه لا داعي للعودة الى مجلس الامن لأنه في ميثاق الامم المتحدة حق الدفاع الفردي والجماعي عن النفس مشروع فلا تحتاج الى العودة الى مجلس الامن للدخول في أي معركة، ولكن الرئيس يريد ان يمشي بحسب خطوات لا يلام عليها مستقبلا، فذهب الى مجلس الامن في امور عديدة، والذي نصح بوش بالذهاب الى مجلس الشيوخ والنواب هو النائب ستيفن سولرز من الحزب الديموقراطي، وقال له بصريح العبارة انصحك ان تذهب وانا اضمن لك اصوات مجلس النواب، ولنعمل سوياً لكسب المزيد من الاصوات في مجلس الشيوخ ولنغطِ خطواتنا الدستورية والقانونية لاننا لا نعلم الى ماذا ستؤدي هذه الحرب مستقبلا من مشاكل وخيمة، لذلك اجعل المجلس والشعب معك، وكان هذا مجال تداول خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وبالتالي الرئيس اقتنع ان يذهب الى مجلسي النواب والشيوخ.

الفلسطينيون

وكانت لدي مشكلة مع بعض العاملين في الخارجية الاميركية المتأثرين بالفلسطينيين مثل رئيس ادارة الشرق الادنى ومساعده ديفيد ماك David mac ووجدت مشكلة في التعامل معهما اذ لم يكن تركيزهما عن غزو الكويت ومعاناة الشعب الكويتي، بل عن معاناة الشعب الفلسطيني في الكويت، وان الكويت هي المسؤولة عن تفجير الفلسطينيين في الكويت!

> في ظل الاحتلال العراقي؟

- نعم في ظل الاحتلال العراقي، حتى انني وصلت معهم الى درجة المواجهة في هذه الظروف، وأخبرت نائب وزير الخارجية لاري ايغلبرغر عن هذه المشاكل، التي كانت بيني وبين هؤلاء، فاتصل بي وقال لي عندما تأتي لوزارة الخارجية لا تتوقف في الطابق السادس، بل احضر الي فورا في الطابق السابع، واترك هؤلاء لانهم اصحاب عقول تأثرت ببعض العناصر العربية التي تعمل في وزارة الخارجية الاميركية، وخلال 4 اشهر لم التق مع هؤلاء وكنت اصل الى الطابق السابع بوزارة الخارجية، والتقي مع نائب وزير الخارجية مباشرة، وحدث لي معه موقف، حيث كان مكتبه في الطابق السابع يطل على البيت الابيض، فقال لي اريد ان اقول لك شيئا واحدا لولا قرار هذا الرجل الفردي الذي يسكن البيت الابيض لما وصلنا الى ما توصلنا اليه والفضل يعود له شخصيا، وكنت اعرف انه يدعم اتجاهات الرئيس 100% .

بدأت القوات تتوجه، وكان اكبر تحرك وحشد للقوات الاميركية منذ الحرب العالمية الثانية، واذكر انني التقيت رئيس هيئة الاركان المشتركة، وكنا نتحدث عن حجم القوات المتجهة وعدد السفن المستخدمة لنقل هذه القوات وعدد الطائرات وغيرها، فقال لي عن طريق المزح «تستطيع ان تمشي على رجليك من الساحل الشرقي الاميركي الى السعودية» فكانت عملية ضخمة للغاية.


فـــيـــتـــو

بعد ذلك، كان هناك جدل داخل الادارة الاميركية بشأن الذهاب الى مجلس الامن، وكانت الاكثرية داخل الادارة لا ترغب، حتى لا تدخل في قضية اقناع روسيا والصين لان الخوف كان من «الفيتو».

وبعد ذلك اتخذ قرار بالذهاب الى مجلس الامن وتم صياغة القرار ومناقشته في ظل القرار الشهير 678 الذي اجاز للولايات المتحدة ودول التحالف اتخاذ التدابير اللازمة لاخراج العراق من الكويت، واعطى مهلة للعراق مهلة 45 يوما للخروج وهنا كان هذا القرار بالنسبة لنا صدمة كبيرة، لأنه يعطي العراق مهلة 45 يوما في الكويت.. ماذا سيعمل النظام العراقي في الشعب الكويتي والكويت خلال هذه الفترة؟ وما دام هناك قرار من مجلس الامن لا نستطيع عمل شيء، وعرفت فيما بعد ان هذه المهلة هي نوع من الترضية لروسيا حتى لا تستخدم الفيتو، كما ان الادارة الاميركية لم تكن راضية عن الموضوع، ولكن اجبرت على القبول فيه من اجل وحدة مجلس الامن والاجماع حول هذا القرار، فكنا امام محنة سنستمر فيها لمدة 45 يوما اخرى، وما سيحصل فيها من اغتيالات واغتصابات ونهب وسرقات داخل الكويت، فكانت ايضا فترة عصيبة، وكل هذه الامور تهون عن الفترة السابقة لاننا عرفنا الآن ان العملية اصبحت محكومة في وقت زمني.


صيغة ذكية

بعد قرار مجلس الامن في نوفمبر بدأت الادارة الاميركية تتشاور حول الاجراءات الممكن اتخاذها، وتمت صياغة القرار بالتعاون مع اعضاء مجلس النواب من الحزب الديموقراطي والصيغة التي كانت موضوعة ذكية جدا، لانها لم تصغ بشكل تعطي الرئىس الحق باستخدام القوة لتحرير الكويت، وانما كانت تعطي الرئيس الحق في اتخاذ التدابير لتنفيذ قرار مجلس الامن، وكانت المشكلة في مجلس الشيوخ، وسهرنا مع العديد من الاعضاء ليالي عدة، فمن الجمهوريين كان لدينا 45 صوتا مضمونا، ولكن الاكثرية كانت للديموقراطيين، ورئيس مجلس الشيوخ دستوريا هو نائب الرئيس، ففي حالة تعادل الاصوات دستوريا له الحق في ان يصوت رئيس المجلس، فعملنا حسابنا الذي كان يشير الى فارق صوت او صوتين في الكثير لصالح الرئيس، وهناك بعض الاصوات من النواب لم تعرف مواقفهم، ومنهم آل غور واثنان من الديموقراطيين، ولكن كان هناك نوع من الاطمئنان الى اننا نحظى بتأييد صوت او صوتين اكثرية في مجلس الشيوخ على الاقل وكانت الفترة صعبة جدا، لعدم وضوح النتائج التي ستترتب عليها الاوضاع العسكرية في حالة عدم تمرير هذا القرار في مجلس الشيوخ، ولانها ستكون ازمة سياسية داخل الولايات المتحدة، خصوصا ان الرئيس كان قراره الحرب، ولم يبعث نصف مليون جندي و1200 طائرة و6 حاملات طائرات لمجرد النزهة، لانه كان ينوي المعركة والحرب، ولكن في حال فشل هذا القرار في مجلس الشيوخ ويذهب الرئيس الى الحرب ستكون هناك مشكلة دستورية داخلية قد تؤدي الى استجواب الرئيس او الاطاحة به، وكان في ذلك الوقت معظم الشعب الاميركي مع الرئيس، وكنا نطلع على استطلاعات الرأي يوميا.

وعندما تم التصويت في 13 يناير 1991 كنا على اعصابنا وكنت متواجدا مع بعض المسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية في السفارة لمشاهدة البث الحي للتصويت في مجلس الشيوخ، فطلب الكلمة آل غور وقلت انه سيرجح الموضوع وعندما اعطي الكلمة كانت من اروع الكلمات التي ألقاها هذا الرجل في تاريخه السياسي، وكان صريحا وواضحا وحاسما، وفي نهاية كلمته قال: انا سأصوت مع هذا القرار، وعندما اعلنها بهذا الشكل فلا بد ان نكسب مع اثنين او ثلاثة من الديموقراطيين، وبالفعل عندما تم التصويت كانت النتيجة 52 لصالح القرار و47 ضد القرار.


سموه كان مرتاحا للغاية

من لقاء بوش

الأمير أُستقبل كرئيس دولة عظمى في واشنطن


تحدث الشيخ سعود عن زيارة سمو امير البلاد للولايات المتحدة وخطابه الشهير في الامم المتحدة واللقاء مع الرئيس الاميركي، فقال: «صاحب السمو توجه الى نيويورك لالقاء خطاب، 27/9/1990، امام الامم المتحدة وكان خطابا مؤثرا للغاية، ولقي كل الدعم والتأييد من قادة العالم وشعوبه.

وفي 28/9/1990 زار سمو الامير واشنطن والتقى مع الرئيس بوش واستقبل استقبالا حافلا واعطي حفاوة كاملة التي يستحقها كرئيس دولة عظمى، وامضينا فترة طويلة مع الرئيس بوش في البيت الابيض وشرح صاحب السمو للرئيس الاميركي كل المشاكل وابعاد القضية ككل.

وكانت زيارة مؤثرة فعلا للرئيس ولقراره، وخرج صاحب السمو بارتياح كامل من اللقاء بالتزام كامل من الادارة الاميركية.

ولكن الانسان كان دائما يفكر منذ ان حصل الغزو في 2/8/1990 ان الفترة ستستمر لمدة اسبوعين او ثلاثة اسابيع او لشهر وتنتهي الازمة، ولكن كنا نعلم في واشنطن أن قضية تجهيز قوات لمواجهة القوات العراقية التي وصلت الى مليون عسكري في الساحة الكويتية تحتاج الى قوة وفترة زمن طويلة لنقل القوات الى السعودية بالذات


الإعلام.. وقصة الفيلق السابع

روى الشيخ سعود كيف ان المحللين السياسيين والعسكريين اثروا في الشارع الاميركي.. والغربي ايضا وكانت شاشات التلفزة تجد في المعارضين للحرب مادة دسمة وكان صدام ايضا يتأثر بهذه التحليلات واستند اليها في ان اميركا لن تدخل الحرب.

هذا كان كله كلاما نسمعه ولكن بالفعل كانت شهادة شخص واحد التي كانت محل استغراب وهو ويليام كراون كان سابقا رئيس هيئة الاركان المشتركة في مرحلة رفع الاعلام على السفن الكويتية.

فكانت شهادته تحذر من التدخل وكان هذا نوعا من التأثير خاصة في رأي بعض الاعضاء من الكونغرس.

وعندما استدعى الرئيس بوش القيادات العسكرية للاعداد للحرب فاجأه كولن باول بالقول انه يحتاج ان يجلب الفيلق السابع من اوروبا والى ست حاملات طائرات متواجدة اضافة الى اشياء اخرى. وفوجئ باول بموافقة الرئىس وقال له: فليكن رغم أن جلب الفيلق السابع قد يودي إلى خلل في توازن القوة في المنطقة مع الاتحاد السوفيتي.


ــ


أروع كلمة

قال الشيخ سعود ان نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور الذي كانت مواقفه مترددة القى اروع كلمة سياسية في جلسة الحسم امام الكونغرس في 13 يناير 1991 وأيد الحرب لتحرير الكويت.

كشف الشيخ سعود الناصر الصباح في الحلقة الرابعة من اوراقه عن الغزو والتحرير ان الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش الأب، ابلغ نظيره السوفيتي وقتها ميخائيل غورباتشوف انه لن يتردد في خوض حرب عالمية ثالثة لتحرير الكويت «وان الكويت ستُحرر».


وقال الشيخ سعود ان الروس اقتنعوا بجدية واشنطن فتوجه بريماكوف الى بغداد لإقناع صدام بالانسحاب، لكن هذا كان تحت ضغوط حالت دون انسحابه، منها ضغوط من الداخل العراقي بعدما اعلن الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلا عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة.

واكد ان عددا كبيرا من الخبراء الروس وعناصر من الـ«كي.جي.بي» دخلوا الى الكويت بصحبة القوات العراقية في 2 اغسطس، وان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر، بأن العملية العسكرية لتحرير الكويت امر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير.


ويعتبر الشيخ سعود ان قمة الحسم كانت في هلسنكي عندما التقى الرئيس جورج بوش بنظيره السوفيتي غورباتشوف وابلغه ان الولايات المتحدة لن تتردد في خوض حرب عالمية ثالثة اذا تبين ان روسيا ستقف الى جانب العراق، وكشف الشيخ سعود جانبا من لقاء هلسنكي بالقول ان بوش كان صريحا وحاسما في الوقت نفسه، فقد اطلع غورباتشوف على تفاصيل الخلافات الداخلية في الاتحاد السوفيتي حول العراق وابلغه «ما يهمني هو تحرير الكويت.. ولن اتردد في اللجوء الى القوة الكاسحة».

ويكشف الشيخ سعود الذي كان سفيرا للكويت في الولايات المتحدة خلال فترة الغزو كيف ان خبراء روسا وعناصر من الاستخبارات السوفيتية «كي.جي.بي» دخلت مع القوات العراقية الى الكويت وشاركت في الغزو.

ويضيف في كشفه للحقائق والمفاجآت ان حجم القوة التي استقدمتها الولايات المتحدة الى المنطقة لم تكن لتحرير الكويت فقط، بل كانت تضع في الحسبان خوض مواجهة عسكرية مع السوفيت.

وفي ما يلي الحلقة الرابعة من اوراق الشيخ سعود:

اثناء الاحتلال كان لنا اتصالات شبه يومية مع المقاومة الكويتية في الداخل، وذلك عن طريق اجهزة اتصالات خاصة قمنا بشرائها من اميركا وارسلناها الى المقاومة عبر السعودية، وكنت على اتصال بشقيقي صباح والاخ الشيخ علي السالم الذي كان ضمن افراد المقاومة، كما كان هناك اتصال بين وسائل الاعلام الاميركية وعلي السالم لاطلاعهم على حجم الدمار الذي كان يحل بالكويت والوحشية التي مارسها النظام العراقي ضد الكويتيين.

وفي اكتوبر من عام 1990 طلبت الولايات المتحدة من الكويت تشكيل فريق لبحث اعادة الاعمار تحت مسمى «فريق العودة» يكون مطعما بمسؤولين يمثلون كافة الجهات الحكومية للقيام بشراء احتياجات الوزارات والدولة، تمهيدا لرحلة العودة إلى البلاد والتحرير.

وفعلا توجه فريق الى واشنطن للقيام بالاعداد لاحتياجات الدولة من وسائل لايصال التيار الكهربائي والماء والخدمات.

وكان الفريق برئاسة د. ابراهيم الشاهين، واذكر ان وزارة الدفاع الاميركية طلبت ايضا من الحكومة الكويتية انضمام مجموعة من الكويتيين إلى الجيش الاميركي ليكونوا معهم جنبا الى جنب.

أثناء دخولهم البلاد والقيام بعملية الترجمة، وبالفعل تم إعداد نحو 600 من الطلبة الكويتيين اضافة الى الطلبة العرب من مصر وبعض الدول العربية وتطوعوا مع الجيش الاميركي وخضع طلبتنا في اميركا ممن تطوعوا لتدريبات مستمرة مع الجيش الاميركي لفترة ثلاثة اسابيع وبعدها انخرطوا مع القوات لدخول الكويت.


زيارة بوش

في بداية نوفمبر عام 90 قرر الرئيس بوش زيارة القوات الاميركية في السعودية وتزامنت الزيارة مع مناسبة عيد الشكر، وكان بوش يرغب في قضاء هذه المناسبة الى جانب جنوده.

وكنت قد سبقت الرئيس الأميركي الى جدة، وهناك التقيت سمو أمير البلاد، وفور وصول بوش اجتمع مع سمو الأمير وكانت المباحثات التي جرت بين الطرفين مثمرة، طمأن بوش خلالها أمير البلاد والمواطنين بأن اميركا عازمة على تحرير الكويت، وبعدها انتقل بوش الى مواقع القوات في حفر الباطن وبعض المناطق التي احتشدت فيها الجيوش لنصرة الكويت، وكانت هذه الزيارة بمثابة مؤشر قوي للجميع على جدية اميركا في إخراج النظام العراقي من بلادنا.

رغم ان الاتحاد السوفيتي قام بكل ما هو مطلوب منه في مجلس الأمن لصالح الكويت والقرارات التي اتخذها مجلس الأمن، فإن اميركا لم تكن مطمئنة لموقف الاتحاد السوفيتي بسبب عدم قيامه بإقناع العراق بالانسحاب من الكويت.

ولذلك اضطر الرئىس بوش للقاء رئيس الاتحاد السوفيتي غورباتشوف لاستيضاح الموقف، وابلاغه بموقف اميركا ومجلس الامن تجاه القضية والعمل الذي تم على ارض الواقع، وبيان ان الامر في غاية الخطورة وانه ليس فقط متمثلا بقرارات مجلس الامن انما سيكون هناك عمل عسكري ومواجهة، وفعلا عقد الاجتماع في التاسع من سبتمبر في هلسنكي وحضر جميع مساعدي بوش من كافة جهاته الحكومية، وكان الحديث يتركز على شرعية الكويت وتنفيذ قرارات مجلس الامن، وبعدها طلب بوش الاجتماع مع غورباتشوف على انفراد ولم نعلم ما دار بينهما وبعد عودة الرئىس بوش الى اميركا حاولت ان اعرف حيثيات الاجتماع الثنائي لكن لم استطع الا بعد ايام، حيث نما إلى علمي ان بوش ابلغ غورباتشوف ان اميركا تعلم بعلاقة الاتحاد السوفيتي مع العراق وعلى اطلاع كامل بما يدور بهذه العلاقة حتى من جهة وجود خبراء عسكريين الى جانب الحرس الجمهوري العراقي في الحشود على الحدود الكويتية فضلا عن ابلاغه علم اميركا بالانشقاق الحاصل بين الاستخبارات السوفيتية والحكومة حول السياسة السوفيتية التي يجب اتباعها، حيث بين بوش للرئيس السوفيتي ان كل هذا لا يعنيه وما يهمه هو استقلال الكويت وخروج القوات العراقية من اراضيها وعودة الشرعية الكويتية.. واكد له ان واشنطن ستستخدم القوة العسكرية لاخراج العراق مهما كلف الامر.

حتى ان بوش ابلغ غورباتشوف صراحة ان الولايات المتحدة مستعدة لخوض حرب ضد السوفيت اذا اقتضى الامر في اي حال من الاحوال اذا تبين ان موسكو طرف في غزو الكويت، فكانت هذه رسالة واضحة وقوية من بوش للرئىس السوفيتي.


جهود

وفور عودة غورباتشوف إلى بلده بدأت الجهود الدبلوماسية السوفيتية بالتحرك من خلال ارسال رئىس الاستخبارات السوفيتية بريماكوف للعراق في محاولة لاقناع النظام العراقي بالانسحاب من الكويت فضلا عن جولاته المكوكية إلى الدول المجاورة وابلغ صدام حسين ان العالم قد يواجه حربا عالمية ثالثة اذا حدث العمل العسكري فكانت جولاته مكثفة لتثني صدام عن موقفه.

مكاسب

كان العراق في بداية الامر يبحث عن مكاسب ويمكن ان تكون هناك نوايا للانسحاب لكن كان العراق في الوقت نفسه لا يعتقد ان الكويت هذا البلد الصغير يحرك جهود العالم لتحريره عن طريق العمل العسكري او من خلال حرب عالمية ثالثة حيث ان هذه المواجهة ليست بين الكويت والعراق والدول العربية انما بين اميركا والاتحاد السوفيتي، لكن من المؤكد ان لقاء هلسنكي وضع الخط الواضح للاتحاد السوفيتي بأن يخرج العراق عن طريق المبادرات السوفيتية أو نخرجه بالقوة من الكويت.

> هل يعني ذلك ان العراق لم يأخذ بالنصائح السوفيتية بل بمشورة الملك حسين؟

ـ يجب ان نسأل أنفسنا قبل الاجابة عن هذا السؤال: هل الاتحاد السوفيتي مارس أي ضغوط على العراق بعد قمة هلسنكي، أم ان الاتحاد السوفيتي لم يأخذ التهديدات الأميركية على محمل الجد، فهذا يؤكد ان الاتحاد السوفيتي لم يكن مقتنعاً بالعمل العسكري لقوات التحالف بقيادة اميركا حتى بعد هلسنكي الى ان وصل الوضع الى نوفمبر عندما دعمت اميركا قواتها بالفيلق السابع ومضاعفة حجم الجيش، وفي ذلك الوقت نشطت جهود السوفيت عن طريق بريماكوف وبدأت الأصوات السوفيتية تنادي صدام بالانسحاب لأن الوضع في غاية الخطورة.

وحول علم القيادة الكويتية بوجود خبراء روس مع الجيش العراقي أثناء الغزو، قال الشيخ سعود ان عدداً كبيراً من الخبراء الروس دخلوا بصحبة القوات العراقية في الثاني من اغسطس، اول يوم للغزو، وكانوا متخصصين في نوعين من الصواريخ هما «بروج والسلبرامز»، وهذا ما أكدته صور الأقمار الصناعية حيث زرعوا الصواريخ في الأراضي الكويتية ثم انسحبوا، فالمخابرات السوفيتية (كي. جي. بي) كان لها دور في ذلك خصوصاً بعد الخلافات التي نشبت بينها وبين القيادة السوفيتية، ووقتها كانت للاستخبارات السوفيتية قوة كبيرة وتأثير قوي في القرار السوفيتي، وكانت لها خطط ومآرب تختلف عن القيادة السياسية، فتركت السياسة لغورباتشوف وعملت جنباً الى جنب مع صدام حسين من خلال ترتيبات معينة.


ناقوس الخطر

لكن اؤكد ان ناقوس الخطر دق عند السوفيت في شهر نوفمبر عندما تأكدوا ان العملية العسكرية أمر جدي، وان العراق مهدد بالتدمير وان الاتحاد السوفيتي ليست له القدرة على مواجهة الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، حيث ان حجم القوات التي جلبتها اميركا ودول التحالف الى المنطقة كانت أكبر بكثير من قضية تحرير الكويت، وكانت تضع في الحسبان مواجهة قوة أكبر، فهل كان يعلم العالم ان غواصتين نوويتين كانتا موجودتين وعلى أهبة الاستعداد لمواجهة قوى أكبر من العراق، فضلاً عن السلاح النووي الموجود في مياه الخليج على حاملة الطائرات.. فجميع الأسلحة والعتاد كانت موجودة تحسباً لأسوأ الاحتمالات، وكان المقصود بها احتمال تحرك السوفيت للوقوف مع العراق.

لم أؤيد الـحل السلمي

قال الشيخ سعود انه مع بداية شهر اكتوبر كان من المستحيل ان يكون هناك حل سلمي مع العراق بعد تقدم القضية وتوافر الحجم الكبير من القوات الاميركية والتحالف. وبالنسبة لي فكنت لا أتمنى الحل السلمي لأن ما ارتكبه النظام العراقي بحق الكويت وشعبها كان كبيراً جداً.

وانا كنت لا أؤيد الحل السلمي لأن انتشار القوات العراقية على الحدود من جديد أمر خطير جداً، ولو كان الانسحاب في ايام الغزو الاولى لقبلنا، لكن بعد الدمار الذي خلفه والوحشية التي مارسها ضد الشعب الكويتي كان الحل السلمي لانسحاب العراق عبارة عن مكافأة للمجرم.


لماذا لم ينسحب صدام؟

اعتقد ان سبب عدم انسحاب صدام يكمن في انه كان تحت ضغوط من الداخل بعدما أعلن ان الكويت المحافظة التاسعة عشرة، فضلاً عن الشارع العربي الذي دفعه الى المواجهة زاعما ان الكويت البوابة لتحرير فلسطين، وأخذ صدام الغرور بقوته وجنوده، ووجود مليون جندي عراقي في الكويت زاد من هذا الغرور وشعر ان اكبر قوة في العالم لن تخرجه من الكويت خصوصاً بعد التأييد الذي حصل عليه من قبل بعض القيادات فضلاً عن ذلك كان صدام يجهل حجم الحشود الاميركية ولم يسمع لبريماكوف في شهر نوفمبر.

لقاء جنيف عزيز لم يتسلم الرسالة وبيكر لوح بـ«النووي»

كان اجتماع وزير الخارجية الاميركي جيمس بيكر مع نظيره العراقي طارق عزيز في جنيف مهماً للغاية كونه انعقد في التاسع من يناير قبل عاصفة الصحراء بأيام قليلة لأن الادارة الاميركية تريد ان تكسب اكبر عدد من اصوات الكونغرس لتمرير القرار الذي صوت عليه في 13 يناير اي بعد الاجتماع بأربعة ايام حيث كانت بعض اصوات الكونغرس تقول: امنحوا الحل السلمي فرصة اطول قبل دخول الحرب، فكان هذا الاجتماع بالنسبة لنا صدمة رغم اني اعرف ماذا يريد بوش من هذا الاجتماع، لكن كنت متخوفاً من نتائجه ومناورة العراق على هذا الصعيد، فسلم بيكر رسالة من بوش الى صدام ورفض وزير الخارجية العراقي تسلمها لانها تحتوي على لغة التهديد.

فالقضية من الجانب الاميركي حسمت لانها قامت بكل الجهود للحل السلمي لكن صدام لم يستجب، انتهت المفاوضات ولم يفهم العراق الرسالة الاميركية.

وعندما خرج بيكر قال ان المفاوضات العراقية الاميركية فشلت، وحذر بيكر العراق من استخدام اسلحة الدمار الشامل، وقال اذا حصل ذلك فإن الشعب الاميركي سيطلب الرد بأقوى سلاح لدى اميركا، والمقصود بذلك كان النووي، وفي تلك اللحظات انفرجت الأزمة بالنسبة لنا وشعرنا بارتياح كبير، وبعدها بأربعة ايام تم التصويت في الكونغرس لصالح الحرب وحصل بعدها الرئيس الاميركي على التفويض.
يتبع ...


توقيع رشيدي وكلي فخر
لا إله إلا الله

 

 



Facebook Twitter