قبيلة بني رشيد - ذكرى من القدم

يا عازف الناي لا ترم علينا أشجانك وهمومك وتجعلنا نقاسمك إياها رغما ً عنا و بدون ما نشعر فأنت حقا ً فريد الإبداع شجي الإيقاع تستثير الخلان وتلعب في الوجدان.

يا عازف الناي قلوب العشاق شديدة الحساسية يثيرها أدنى شجن ويبعثرها ذكريات زمن. وهي الجسر الذي يمتد بين الخل وخليله وعليه تتلاقى الأرواح والعواطف والمشاعر والأحاسيس.

يا من طال فراقها واستحال عناقها إنني لأعلم أنك أشد شوقا ً مني للقاء و أنا كذلك ولكن شاء الله أن يباعد بيننا إلى أجل لا نعلمه ولكن أسأل الله أن لا يتركنا هكذا وأن يقضي فينا أمره فقد بلغ منا العشق مبلغه.

اللهم إنا نسألك أمرين لا ثالث لهما:-

أن تقرب أجسادنا كما قربت بين قلوبنا أو تباعد بين قلوبنا كما باعدت بين أجسادنا.

----------------------

يـا عـازف النـاي يـا ذكـرى مـن الـقِـدَم ِأواهُ لــــــو تــنــفــع الآهــــــات والـــنــــدم ِ

أبـدعـت فــي روعــة التقسـيـم فانقسـمـتبـيـنــي وبـيـنــك روح الــحــزن ِ والألـــــم
فــي بـحــة الـنــاي ذكـــرى مـــن طفولـتـنـاياعـازف النـاي كـم فـي النـاي مـن نـغـم
طـــال الـفــراق ونـــار الـشــوق مـضـرمــةوالـبــعــد يـجــلــب كـــــل الـــهـــم والــســقــم
والــحـــزن والـضــيــق والـتـنـهـيـد والـنــكــدقُـل مـا تشـاء ُ بحـرف الــواو مــن ألــم
وواو رب وواو الــــــحــــــال والابــــــتــــــداءغيـر المعـيـة ِ واو العـطـف ِ والقـسـم
إنـــي قـتـيـل الـهــوى مـــن عـيــن عـاربــةتــغـــار مـنــهــا بــنـــات الـــــروم والـعــجــم
عيونـهـا سـحـر عـطـف ٍ كــاد يهلـكـنـيأشــدُ مــن شــر ِ طلـسـم عـابـد الصـنـم
يـــا حـــزن قـلـبـي علـيـهـا كـلـمـا غـربــتشـمــسُ الـنـهـار وجـــاء الـلـيـل والـغـســم
رأيـتـهــا ذات َ يـــــوم ٍ بـعــدمــا بـلــغــتســــنّ الـنـســاءِ وجــــاءَ الــســن بـالـقـيــم
جـاءت تجـاري النسيـم الـعـذب فانكـشـفجــزءًا مـــن الـســاق حـتــى آخـــر الـقــدم
كأنـهـا البـيـضُ مسـلـوقٌ عـلـى طـبـق ٍمـن جـودةِ الطبـخ ِمطهيـا ًعلـى فحـم
صافحتهـا وعيـون العـشـق شاخـصـة ٌعــلـــى جــمـــال رداء الــســتــر والــشــيــم
فـــــزل كــفـــي بـــكـــف ٍ جــــــل خــالــقــهو أكسـاه لحمـا ً طـريـا ً مـالـه عـظـم
مـن روعـة الحـسـن تـربـو مــن طراوتـهـامـا مثلهـا فــي لـحـوم الخـلـق مــن لـحـم
قــالــت نُــريـــدُ ومـــــن فـــــوق ِ إرادتــنـــاإرادة ُ الله ِ مــــا تُـبْـنــى عــلـــى وهـــــم
فسـالـتِ العـيـن ُدمـعـا ً مـــن غـزارتــهأكــــــــــــاد لا أنــــــطــــــق لاءً ولا نــــــعــــــم
سـبـحــان مــــن اعـتـنــى فـيـهــا وكـوّنـهــامــن نقـطـة ِ الـمـاءِ لـمـا بــات بالـرحـم
حـتـى استـقـرَ الـجـمـالُ وســـط مضغـتـهـاوكـمّــل الـحُـسـن نــفــخ الــــروح والـنـســم
تـمـازجـت روحـهــا و إعــجــاز صـورتـهــاتــكــادُ مــــن روعــــةِ الـتـصـويـر تـبـتـســم
لـيـسـت عـلــى الله شـيـئـا حــيــن أتـقـنـهـافالله أوجـــد كـــل الـخـلــق ِ مــــن عــــدم
لـكـنـهـا عـــــن جـمــيــع الـخــلــق فـائــقــةإذا نـــظــــرت لـــهــــا مــرســومـــة رســـــــم
فــــي الــفــم أيــــة إعــجــاز ٍ وبسـمـتـهـامرسـومـةٌ مــن بـديـع الصـنـع فـــي قـلــم
يــــا لائـــــم الـقــلــب فـيــهــا لا تـؤاخــذنــيفـالـعـشـق يـــــورثُ داء الــصـــم والـبــكــم
لأكــتـــبـــنّ بــــهــــا أبــــيــــاتَ خــــالـــــدة ًتُروى مع الشعر ِ و الأمثال ِ والحكم
تبـقـى مــدى الـدهــر والأيـــام مـــا بـقـيـتجـــنـــادل الـــنـــاس والأجـــيــــال والأمـــــــم
إن كــان عـشـقـي لـهــا ذنـبــا فأشـهـدهـاإنــي مـصـر ٌ عـلـى ذنـبـي ولـــو عـظــم
أعـظــم مـــن الــذنــب عــفــو الله خـالـقـنـاوالله يــعــفــو عــظــيــم الـــذنـــب والــلــمـــم
يـا غـافـر الـذنـب يــا مــنْ لا شـريـك لــهرُحــمــاك تــوســعُ كــــل الــذنــب والــجُـــرم
فيـنـا مـــن الـعـشـق شـيـئـا أنـــت تعـلـمـهسبحـانـك! أنـــت رب الـعــرش ِ والـكــرم
يــا مـالـك المـلـك يــا البـاقـي إلــى الأبـــدومـلــك غــيــرك مـهـمــا طــــال لــــم يــــدم
أسـألـك فــي اسـمــك الأعـظــم ومجـمـلـهسِــرٌ مــن الغـيـب مــا يـعــرفْ لـــه اســـم
إن كـــــان لـــيـــس لـــنـــا حــــــظ بـدنـيـتـنــافــجُـــدْ عـلـيـنــا وأنـــــت الــعـــادلُ الــحــكــم
وطمئـن القلـبَ يـومَ الجمـع ِ واجمعـنـيفـيــهــا بـــــدار ِ قـــــرار الـخــلــد والـنــعــم

الى العضو حرير