![]() |
ما السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط ؟
ما السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط ؟ السر أن المؤمن يؤمن بأن هناك إلهاً رحيماً قديراً يجيب المظطر إذا دعاه , ويكشف السوء , ويمنح الجزيل , ويغفر الذنوب , ويقبل التوبة , ويعفو عن السيئات , ارحم من الوالدة بولدها . وأبر بخلقه من أنفسهم , يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الحائر إذا وجد ضالته , والغائب إذا وفد , والظمآن إذا ورد , إله يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ويزيد , ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو , إله يدعو المعرض عنه من قريب ويتلقى المقبل عليه من بعيد ويقول : (( أنا عند ظن عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً , وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً , وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )) . إله يداول الأيام بين الناس , فيبدل من بعد الخوف أمناً ومن بعد الضعف قوة , ويجعل من كل ضيق فرجاً , ومن كل هم مخرجاً .. ومع كل عسر يسراً , فلذلك يأمل المؤمن فيه , هذا مبعث الأمل , وهذا هو السر : الإعتصام بالإله البر الرءوف الرحيم العزيز الكريم الفعال لما يريد , يعيش المؤمن على أمل لا حد له , إنه دائماً متفائل , ينظر إلى الحياة بوجه غير الذي ينظر إليها الكافر , لا ينظر إلى الحياة بوجه عبوس قمطرير , فهو إذا حارب فهو واثق بالله أنه سينصره , لأنه مع الله والله معه (( إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون)) ( الصافات : 172- 173) إذا مرض لم ينقطع أمله أبداً من العافية (( الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ )) ( الشعراء : 78- 80 ) إذا اقترف ذنباً أو جرماً فإنه لاييـأس من المغفرة , ومهما كان الذنب عظيماً فإن عفو الله أعظم (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم(( ( الزمر : 53 ) والمؤمن إذا أعسر وضاقت ذات يده أمل في الله ولم يزل إيمانه فيه عظيماً لقوله تعالى : (( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا )) ( الشرح : 5 – 6 ) ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر جحراً لدخل اليسر عليه حتى يخرجه . والمؤمن إذا انتابته كارثة من كوارث الزمن ووقعت به المصيبة : فإن أمله في الله مازال موجوداً ,كيف يكون موجوداً والوالد قد مات ؟ كيف يكون موجوداً والبيت قد احترق , والمال قد ذهب , نعم إنه موجود في رجاء الأجر على احتساب المصيبة بالصبر (( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )) ( البقرة : 156 ) هذا هو السر في عدم يأس المؤمن لأن أمله موصول بخالقه ومن كان كذلك فقد فاز وأفلح وطرد اليأس من قاموس حياته ! |
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
|
جزاك الله الف خير
|
الساعة الآن +4: 03:48 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.