قبيلة بني رشيد - راعي إبل يمتطي بعيره لبضعة كيلو مترات بحثاً عن منقذ لضحايا الطائرة المنكوبة

لم تصدق عينا راعي الإبل الذي شاهد الطائرة وهي تهوي على جانبها الايسر أن مايحدث امامه قبيل عصر امس الاول من مشهد دراماتيكي هو واقع وليس حركة التفافية أعتاد على مشاهدتها للطائرات المروحية العابرة للصحراء بعد ان حلّقت باتجاهه لأكثر من ثلاث مرات متتالية وكأن من بداخلها يشيرون إليه بتلويحة الوداع الاخير على ارتفاع منخفض وفي المرة الرابعة اختفت عن الانظار .. هكذا بدت المشاهد الاولى لمحمود أحمد راعي الابل الذي بدت علامات الدهشة تعلو جبينه حتى بعد ان تأكد من فرضية سقوط الطائرة فأناخ بعيره الذي يمتطيه وسارع مهرولا نحو الدخان المتصاعد خلف الكثبان الرملية وعلى بعد بضعة امتار من المكان الذي سمع منه دوي الارتطام و جفلت منه إبله.. شاهد دخانا كثيفا يعلو من وراء الكثبان الرملية وأنتابته حيرة ..ماذا سيفعل في هذه الصحراء القاحلة وكيف له ان يبلغ وبشكل عاجل عن سقوط الطائرة ؟.. وأقترب رويدا علّه يسمع صوت من بداخل الطائرة ثم علا بصوته مكبرا الله أكبر لا إله الا الله .. ولكن لاصوت يردد معه سوى بقايا اشارات الانذار التي خفتت هي الاخرى وكما جفل بعيره من دوي الصوت الذي احدثه الارتطام كان هو كذلك تنتابه حالات الفزع من الاقتراب .. ويستطرد الراعي محمود الذي ادلى للأجهزة الامنية بمعلومات عن الحادثة أن العواصف الترابية الشديدة وانعدام الرؤية في تلك اللحظات كانت عائقا شديدا له لمواصلة اقترابه من الطائرة ولكنه قرر ان يمتطي بعيره الى اقرب مكان قد يجد فيه شخصاً يحمل وسيلة اتصال الى ان تمكن من ابلاغ احدى الدوريات الامنية التي اكملت بقية المتابعة.. الشاهد الوحيد في حادث العمودية السوداني محمود أحمد كان معتادا على المرور بإبله خلف تلك الكثبان الرملية بشكل شبه يومي قال ان مايفصله عن الحادثة عشرات الأمتار القليلة ويضيف ان الوقت الحقيقي لسقوط الطائرة كان في تمام الساعة الثالثة والنصف من عصرالاثنين وهي تهوي من جهة الشمال إلي الجهة الجنوبية وهي على الجنب الأيسر وبسرعة عالية سقطت خلف الكثيب وشاهد أعمدة الدخان ترتفع من موقع الحادث .ويؤكد محمود ان المنطقة كانت تخلو من المارة باستثنائه ولم يلاحظ اثناء سقوطها على اشتعال نيران بها او نحو ذلك ما يدل على عطل ربما فني ويرجح راعي الابل ان الاجواء المليئة بالعواصف كانت تعيق من يسير على الارض فكيف بمن هم على ارتفاع عال في أحوال جوية سيئة للغاية.

مضيفا بان الرؤية شبه معدومة على الأرض من العواصف الترابية التي غطت المنطقة المحيطة بموقع الحادث هي أمر اعتاده الرعاة في الصحراء .وفي ذات السياق يروي الرعاة في منطقة وادي الدواسر ان هذه هي الطائرة الثانية التي تسقط في المنطقة فيما تشير التقارير الاولية الى ان موسم العواصف الترابية الذي يبدأ من شهر مارس يحجم الكثيرون عن مواصلة عملهم في الصحراء خاصة عند اماكن الرعي الا ان الارض الخضراء والعشب المنتشر على مساحات واسعة في المنطقة يغري البعض على البقاء.