![]() |
عنترة بن شداد
عنترة
هو عنترة بن شداد العبسي أحد شعراء العرب وفرسانهم وأبطالهم ومن أصحاب المعلقات، أمه أمة حبشية يقال لها زبيبة، وكان لعنترة أخوة من أمه عبيد وكان هو عبدا أيضا لأن العرب كانت لا تعترف ببني الإماء إلا إذا امتازوا على أكفائهم ببطولة أو شاعرية أو سوى ذلك. وسرعان ما اعترف به أبوه لبسالته وشجاعته وكان السبب في ذلك أن بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فلحقوهم وقاتلوهم وفيهم عنترة فقال له أبوه كر يا عنترة فقال له العبد لا يحسن الكر وإنما يحسن الحلاب والصر. فقال كر وأنت حر فكر وقاتل يومئذ فأبلى واستنفذ ما في أيدي القوم من الغنيمة فادعاه أبوه بعد ذلك. عنترة أحد أغرب العرب وهم ثلاثة عنترة وأمه سوداء واسمها زبيبة، وخفاف بن ندبة وأبوه عمير من بني سليم وأمه سوداء وإليها نسب والسليك بن السلكة من بني سعد وأمه اسمها السلكة وإليها نسب وهو أحد الصعاليك العرب الشجعان. كان عمرو بن معد يكرب الزبيدي يقول كنت أجوب الجزيرة العربية لا أخاف إلا من أبيضين وأسودين أما الأبيضان فربيعة بن زيد المكدم وعامر بن الطفيل وأما أسوداها فعنترة والسليك بن السلكة. كان عنترة شجاعا لا كالشجعان وكان أجود العرب بما ملكت يداه ولم يكن ذلك الشاعر الذي يعتد به فكانت مقطوعاته قصيرة. وسابه رجل فعيره بسواده وسواد أمه وأنه لا يقول الشعر فقال عنترة والله إن الناس ليترافدون الطعمة فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك مرفد الناس وإن الناس ليدعون في الغارات فيعرفون بتسويمهم فما رأيتك في خيل مغيرة في أوائل الناس قط. وإن اللبس ليكون بيننا فما حضرت أنت ولا أبوك ولا جدك خطة فصل وإني لأحضر اللبس وأوفي المغنم وأعف عند المسألة وأجود بما ملكت يدي وأفضل الخطة الصماء وأما الشعر فستعلم فكان أول ما قاله معلقته المشهورة هل غادر الشعراء من متردم. ولكني لا أرى هذا فالشعر لا يكون هكذا ينتقل الإنسان من البيت والبيتين إلى المعلقة دفعة واحدة وإنما له مقطوعات كثيرة وقصائد إذا ما عرفنا أن القصيدة تزيد على عشرة الأبيات ولهذا فهو شاعر قبل المعلقة وقد تكون المعلقة قمة نتاجه من ناحية الطول إلا أن نفسه في قصائد كثيرة يظهر لمن يقرأ شعر عنترة. ابتلى عنترة بعشق عبلة وأهاج ذلك شاعريته ورفض عمه أن يزوجه عبلة وهو عبد فكان حافزا ليدفعه إلى الأمام للمعالي وللفروسية. حضر عنترة حرب داحس والغبراء وأبلى بلاء حسنا وصارت العرب تعده من فحولها بل إن السيرة اعتبرته أسطورة من أساطير العرب وسيرته من ست مجلدات ضخمة حوت التاريخ العربي الجاهلي فالغساسنة والمناذرة وملوك حمير وصراع العرب في ذي قار مع الفرس. وهذه السيرة فيها الكثير من القيم الخلقية والمثل العليا الكثير. وقد كتبها الشيخ يوسف بن إسماعيل وكان متصلا بالعزيز الفاطمي بالقاهرة دونها في اثنين وسبعين كتابا جعل كل اثني عشر كتاب في مجلد. عده صاحب الجمهرة ثاني أصحاب المجمهرات ويقول ابن قتيبة إن قصيدته هل غادر الشعراء تسميها العرب المذهبة. أما أبو عبيدة فعده في الطبقة الثالثة من الشعراء. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه ما وصف لي أعرابي فأحببت أن أراه إلا عنترة. معلقة عنترة وقال: عنترة بن معاوية بن شداد بن قراد، وكذا يعقوب بن السكيت. وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد: عنترة بن شداد بن معاوية بن قراد أحد بني مخزوم بن ربيعة بن مالك بن قطيعة بن عبس العبسي. وقيل: ابن عود بن غالب، وكانت أمه حبشية، ويكنى أبا المغلس وقال غيره هو عنترة بن شداد بن معاوية بن رباح. وقيل بن عوف بن مخزوم بن ربيعة بن مالك ابن قطيعة بن عبس. هل غادر الشعراء من متـردم= أم هل عرفت الدار بعد توهم لا تكون مثقلة ومخففة وعاطفة، فلما لم تقف حروف العطف، أدخلت عليها الواو، ونظيره ما حكي عن الكسائي: أنه يجيز جاء في القوم إلا حاشا لأن حاشا ضعفت عنده إذا كانت تقع في غير الاستثناء ويروى: أم هل عرفت الربع، والربع المنزل في الربيع، ثم كثر استعمالهم حتى قالوا: لكل منزل ربع وإن لم يكن في الربيع وكذلك الدار من التدوير، ثم كثر استعمالهم حتى قيل لكل دار، إن لم يكن مدورا والتوهم: قل هو الابتكار ويحتمل أن يكون الظن. أعياك رسم الدار لـم يتـكـلـم = حتى تكلم كالأصـم الأعـجـم إلا رواكد بينـهـن خـصـائص = وبقية من نؤيها المـجـرنـثـم ولقد حبست بها طويلا نـاقـتـي = ترغو إلى سفع رواكد جـثـم] يا دار عبلة بالجواء تـكـلـمـي = وعمي صباحا دار عبلة واسلمي دار لآنسة غضيض طرفها = طوع العناق لذيذة المتبسم] فوقفت فيها ناقتي وكأنهـا = فدن لأقضي حاجة المتلوم الفدن: القصر، والمتلوم: المنتظر، وعنى بالمتلوم نفسه، لأقضي منصوب بإضمار أن ولام كي بدل عنها واللام متعلقة بوقفت فيها. وتحل عبلة بالجواء وأهلنا = بالحزن فالصمان فالمتثلم وقال أبو جعفر: الجواء بنجد، والحزن لبني يربوع، والصمان لبني تميم، والمتثلم مكان. وتطل عبلة في الخزوز تجرها = وأظل في حلق الحديد المبهم حييت من طلل تقادم عـهـده = أقوى، وأقفر بعد أم الهيثـم أقوى: خلا، والمقوون الذين فني زادهم، كأنهم خلوا من الزاد، وقيل المسافرون كأنهم نزلوا الأرض القواء، وأقفر معناه كأقوى، إلا أن العرب قد تكرر إذا اختلف اللفظان، وإن كان المعنى واحدا كقول الحطيئة: ألا حبذا هند وأرض بها هـنـد= وهند أتى من دونها النأي والبعد وكقول الآخر: فقد تركتـك ذا = مال وذا نشب حلت بأرض الزائرين، فأصبحت = عسرا علي طلابك ابنة محرم شطت مزار العاشقين فأصبحت = عسرا علي طلابك ابنة مخرم ومخرم اسم رجل، وقيل اسمه مخرمة ثم رخم في النداء. علقتها عرضا وأقتل قومـهـا زعما لعمرو أبيك ليس بمزعم علقتها: أي أحببتها يقال علق، وعلاقة من فلانة، وقوله عرضا أي كانت عرضا من الأعراض، اعترضني من غير أن أطلبه، ونصبه على البيان، وفي قوله زعما قولان أحدهما في أحبها، وأقتل قومها فكأن حبها زعم مني، والقول الآخر أن أبا عمرو الشيباني قال يقال زعم يزعم زعما إذا طمع، فيكون على هذا الزعم اسما يعني الزعم. وقال ابن الأنباري علقتها، وأنا أقتل قومها فكيف أحبها، وأنا أقتلهم؟! أي كيف أقتلهم وأنا أحبها؟ ثم رجع مخاطبا نفسه فقال: زعما لعمر أبيك ليس بمزعم أي هذا فعل ليس بفعل مثلي والزعم الكلام، ويقال أمر فيه مزاعم أي فيه منازعة، قال وقوله عرضا منصوب على المصدر والزعم كذلك. ولقد نزلت فلا تظني غـيره = مني بمنزلة المحب المكرم إني عداني أن أزورك فاعـلـمـي = ما قد علمت وبعض ما لم تعلمـي حالت رماح ابني بغـيض دونـكـم = وزوت جواني الحرب من لم يجزم [يا عبل لو أبصرتنـي لـرأيتـنـي = في الحرب أقدم كالهزبر الضيغم] كيف المزار وقد تربـع أهـلـهـا = بعنيزتين وأهلـنـا بـالـغـيلـم عنيزتين والغيلم موضعان يقول كيف أزورها، وقد بعدت عني، وتعذرت زيارتها، والمزار مرفوع بالابتداء على مذهب سيبويه، وبالاستقرار على مذهب غيره. إن كنت أزمعت الفراق فإنما = زمت ركابكم بليل مظلـم ما راعني إلا حمولة أهـلـهـا = وسط الديار تسف حب الخمخم قال أبو عمرو الشيباني: الخمخم: بقلة لها حب أسود، إذا أكلته الغنم، قلت ألبانها وتغيرت، وإنما يصف أنها تأكل هذا لا تجد غيره. وروى ابن الأعرابي الحمحم بالحاء المهملة غير المعجمة. ومعنى البيت أنه إذا أكلت حب الحمحم لجفاف العشب، والوقت خريف، وذلك أنهم كانوا مجتمعين في الربيع، فلما يبس البقل ارتحلوا: وتفرقوا منها اثنتان وأربعون حلوبة = سودا كخافية الغراب الأسـحـم وإن قيل كيف جاز أن في أحدهما معطوفة على صاحبه قلت لأنهما اجتمعا فصارا بمنزلة جاءني زيد وعمرو الظريفان، والكاف في كخافية في موضع نصب والمعنى سودا مثل خافية الغراب الأسحم. يتبع---- |
[
فصغارها مثل الدبى وكبـارهـا = مثل الضفادع في غدير مفعـم ولقد نظرت غداة فارق أهلـهـا = نظر المحب بطرف عيني مغرم وأحب لو أسقيك غير تـمـلـق = والله من سقم أصابك من دمي] إذ تستبيك بذي غـروب واضـح = عذب مقبله لذيذ الـمـطـعـم [وكأنما نظرت بعينـي شـادن = رشأ من الغزلان، ليس بتوأم] وكأن فأرة تاجـر بـقـسـيمة = سبقت عوارضها إليك من الفم أي وكأن فأرة مسك، والتاجر هنا العطار، والعوارض منابت الأضراس واحدها عارض، وهذا الجمع الذي على فواعل لا يكاد يجئ إلا جمع فاعلة نحو ضاربة، وضوارب، إلا أنهم ربما جمعوا فاعلا على فواعل لأن الهاء زائدة كهالك وهوالك فعلى هذا جمع عارضا على عوارض. أي سبقت الفأرة عوارضها، وإنما يصف طيب رائحة فمها، وخبر كأن قوله سبقت، وقوله بقسيمة هو تبيين وليس بخبر كأن، وهي الجونة، وقيل سوق المسك، وقيل هي العير التي تحمل المسك. أو روضة أنفا تضمن نبتهـا = غيث قليل الدمن ليس بمعلم والمعلم والمعلم، والعلامة واحد، والمعنى أن هذه الروضة ليس في وضع معروف فيقصدها الناس للرعي فيؤثروا فيها، ويوسخوها، وهي أحسن لها. المرفوع لأن الكلام قد طال، ألا ترى أنك إذا قلت ضربت زيدا وعمرو فقطعت عمرا على التاء كان حسنا لطول الكلام. [أو عاتقا من أذرعات معتقـا = مما تعتقه ملوك الأعجـم] [نظرت إليه بمقلة مكحـولة = نظر المليل بطرفه المتقسم وبحاجب كالنون زين وجههـا = وبناهد حسن وكشح أهضـم ولقد مررت بدار عبلة بعدما = لعب الربيع بربعها المتوسم] جادت عليه كل بكـر حـرة = فتركن كل قرارة كالدرهم ويروى كل بكر ثرة، أي جادت بمطر جود، والبكر السحابة في أول الربيع التي لم تمطر، والحرة البيضاء، وقيل الخالصة، والثرة الكثيرة، والثرثار بمعناه، وإن لم يكن من لفظه، والقرارة الموضع المطمئن من الأرض، يجتمع فيه السيل. وكأن القرارة مستقر السيل، والهاء في عليه ضمير الموضع، وشبه بياضه ببياض الدرهم، لأن الماء لما اجتمع استدار أعلاه فصار كدور الدرهم. حا وتسكابا، فكـل عـشـية = يجري عليها الماء لم يتصرم وتسكابا مثله في إعرابهن كل عشية منصوب على الظرف والعامل فيه يجري لم يتصرم لم يتقطع،وخص مطر العشي لأنه أراد الصيف، وأكثر ما يكون بالليل مطره. وخلا الذباب بها فليس ببارح = غردا كفعل الشارب المترنم هزجا يحك ذراعـه بـذراعـه = فعل المكب على الزناد الأجزم يريد قدح المكب الأجذم على الزناد، فهو يقدح بذراعه، فشبه الذباب به إذا سن ذراعه بالأخرى، وقال بعضهم: الزناد هو الأجذم، وهو قصير، فهو أشد لإكبابه عليه، فشبه الذباب إذا سن ذراعه بالأخرى برجل أجذم قاعد يقدح نارا بذراعه. والأجذم المقطوع اليد. وقال ابن الأنباري هزجا منصوب بالرد على الغرد، والقدح منصوب على المصدر وعلى الزناد صلة للمكب أي قدح الذي أكب على الزناد. تمسي وتصبح فوق ظهر حشية = وأبيت فوق سراه أدهم ملجم وحشيتي سرج على عبل الشوى = نهد مراكله نبيل المحـتـرم قوله لعنت: يدعو عليها بانقطاع اللبن من ضرعها، وأنها لا تحمل ولا تلد، والشراب هنا اللبن. خطارة غب السـرى زيافة = تطس الإكام بذات خف ميثم وكأنما أقص الإكام عشـية = بقريب بين المنسمين مصلم تأوي له قلص النعام كما أوت = حزق يمانية لأعجم طمطم يتبعن قلة رأسـه وكـأنـه = حرج على نعش لهن مخيم صعل يعوذ بذي العشيرة بيضـه = كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم شربت يماء الدحرضين فأصبحت = زوراء تنفر عن حياض الديلم وقال أبو زيد الكلابي حياض الديلم آبار معروفة عندنا وقد أوردت فيها إبلي غير مرة. وكأنما ينأى بجانب دفها الـو = شي من هزج العشي مؤدم هر جنيب كلما عطفت لـه = غضبى اتقاها باليدين وبالفم أبقى لها طول الأسفار مفرقدا = سندا ومثل دعائم المتـخـيم أي المتخذ خيمة. بركت على ماء الرداع كأنـمـا = بركت على قصب أجش مهضم المعنى: أنها حين بركت جشت في صوتها فشبه جنبيها بالقصب. وكأن ربا أو كحيلا معـقـدا = حش الوقود به جوانب قمقم [نضحت به والذفرى فأصبح جاسدا = منها على شعر قصار مـكـدم بلت مغانيها بـه فـتـوسـعـت = منه على سعن قصير مـكـرم] ينباع من ذفرى عضوب جـسـرة = زيافة مثل الفنـيق الـمـكـدم قال ابن الأعرابي: ينباع: ينفعل من باع يبوع إذا مر مرا لينا فيه تلو كقول الآخر: تمت ينـبـاع = انبياع الشجاع وقال غيره: هو من نبع ينبع، ثم أشبع الفتحة فصارت ألفا والذفريان في أذنيها العظمان النابتان وراء الأذن، ومنتهى الشعر، وأول ما يعرق من البعير الذفريان، وأول ما يبدأ فيه السمن لسانه وكرشه، وآخر ما يبقى في السمن عيناه وسلاماه، ثم عظام أخفافه،والغضوب، والغضبى: واحد وأما غضوب للكثير كظلوم وغشوم، والجسرة الطويلة، وقيل الماضية في سيرها، وقيل الضخمة القوية، والزيافة المسرعة، والفنيق: الفحل، والكدم: العض. إن تغدفي دوني القناع فإنني = طب بأخذ الفارس المستلئم يقول إن نبت عينك عني وأغدقت دوني قناعك فإني حاذق بقتل الفرسان وأسر الأقوام. أثنى علي بما علمت فإننـي = سهل مخالطتي إذا لم أظلم ومعنى البيت إذا رآك الناس قد كرهتني، فأغدقت دوني القناع، توهموا أنك استقللتني، وأنا مستحق لخلاف ما صنعت فأثني علي بما علمت. فإذا ظلمت فإن ظلمي باسل = مر مذاقته كطعم العلقـم [ولقد أبيت على الطوى وأظله = حتى أنال به كريم المطعـم] ولقد شربت من المدامة بعدمـا = ركد الهواجر بالمشوف المعلم أي بعدما ركدت الشمس، ووقفت، وقام كل شيء على ظله، والركود: السكون، والهواجر جمع هاجرة، وهي الظهيرة، ويقال لها هجير أيضا. والمشوف الدينار والدرهم، وقيل الكأس، وقيل البعير المهنوء، يقال: شفت الدينار إذا نقشته قال النابغة الجعدي. كهولا وشبانا كـأن وجـوهـهـم = دنانير مما شيف في أرض قيصر بزجاجة صفـراء ذات أسـرة = قرنت بأزهر في الشمال مفدم قرنت أي جعلت [قرينته]، والأزهر الإبريق من فضة أو رصاص. في الشمال: شمال الساقي، مفدم مسدود بالفدام وهي خرقة تجعل على رأسه تكون مصفاته. فإذا شربت فإنني مستهـلـك = مالي وعرضي وافر لم يكلم وإذا صحوت فما أقصر عن ندى = وكما علمت شمائلي وتكرمي وحليل غانية تركـت مـجـدلا = تمكو فريصته كشدق الأعلـم تمكو فريصته، تصفر، والفريصة في الأصل الموضع الذي يرعد من الدابة عند البيطار، وهي لحمة تحت الثدي والكتف، ترعد عند الخوف، والكاف في موضع نصب أي تمكو مكاء مثل شدق الأعلم. سبقت يداي له بعاجل طعنة = ورشاش نافذة كلون العندم [ف مغانم لو أشاء حـويتـهـا = ويصدني عنها الحيا وتكرمي] هلا سألت الخيل يابنة مـالـك = إن كنت جاهلة بما لم تعلمي [لا تسأليني واسألي بي صحبتي = يملأ يديك تعففي وتكرمـي] ولقد ذكرتك والرمـاح نـواهـل = مني وبيض الهند تقطر من دمي فهممت تقبيل السـيوف لأنـهـا = لمعت كبارق ثغرك المتبـسـم إذا لا أزال على رحالة سـابـح = نهد تعاوره الكمـاة مـكـلـم الرحالة سرج من سروج العرب، كانت تعمل من جلود الشياه واحدة الرحائل تتخذ للجري الشديد، تعاوره الكماة بفتح الواو وكسرها، وفتح الراء وضمها، أي طعنه ذا مرة وذا مرة، أي تتداوله بالطعن وأصله تتعاوره [فحذف إحدى التائين]. طورا يجرد للطـعـان وتـارة = يأوي إلى حصد القسي عرمرم يخبرك من شهد الوقائع أنـنـي = أغشى الوغى وأعف عند المغنم ومدجج كره الكـمـاة نـزالـه = لا ممعن هربا ولا مستسـلـم نزاله: منازلته في الحرب، لا ممعن أي مسرع، فيذهب ويعدو هربا ولا يسلم نفسه. فطعنته بالرمح ثم علـوتـه = بمهند صافي الحديدة مخذم جادت يداي له بالعاجل طعنة = بمثقف صدق الكعوب مقوم صدق أي صلب، الكعوب جمع كعب وهي أنبوب الرمح والجمع أنابيب. برحيبة الفرغين يهدي جرسها = بالليل معتس الذئاب الضرم الرحيبة الواسعة: الفرغين: تثنية الفرغ، وهي مدافع الماء إلى الأودية الجرس: الصوت، المعتس من الذئاب: الطالب. الضرم جمع ضارم الجياع. فشككت بالرمح الأصم ثيابـه = ليس الكريم على القنا بمحرم |
أوجرت ثغرته سنانا لهذمـا = برشاش نافدة كلون العندم فتركته جزر السباع ينشـنـه = يقضمن قلة رأسه والمعصم يقال: جزرته السباع، إذا تركته جزرا له، والجزر الشحم، والجزر الشاة، والجزر الناقة تذبح وتنحر، وينشنه يتناوله قال تعالى (وأنى لهم التناوش) وأنشد أبو عبيدة لغيلان بن حريث: فمتى تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجـراز الـفـلا ومن قرأ التناؤش بالهمزة ففيه قولان: أحدهما بمعنى غير المهموز، وأن الواو أبدلت فيها همزة لما انضمت كما يقال أدؤر في جمع دار، والقول الآخر إنه من النيش وهي الحركة في إبطاء. يقضمن: يقطعن، وإنما يكون بأطراف الأسنان خاصة والخضم بجميع الأسنان. ومشك سابغة هتكت فروجـهـا = بالسيف عن حامي الحقيقة معلم ربذ يداه بالقداح إذا شتـا = هتاك غايات التجار ملوم
قد كن يخبأن الوجوه تستـرا = فاليوم حين بدون للنظـار [فطعنته بالرمح ثم علـوتـه = بمهند صافي الحديدة مخذم] والمهند ما عمل بالهند، وقال أبو عمرو الشيباني النهنيد شحذ السيف. عهدي به مد النهار كأنـمـا = خضب البنان ورأسه بالعظلم بطل كأنه ثيابه فـي سـرحة = يحذى نعال السبت ليس بتوأم قال حسان بن ثابت: وأرض يحاربها المـدلـجـون = ترى السبت فيها كركن الكثيب كأن دموع الـعـين يوم تـرحـلـوا = جمال تهادى خال في السلك أو سبت يا شاة ما قنص لمن حلت له = حرمت علي وليتها لم تحرم فبعثت جاريتي فقلت لها اذهبي = فتحسسي أخبارها لي واعلمي قالت رأيت من الأعادي غـرة = والشاة ممكنة لمن هو مرتـم فكأنما التفتت بجـيد جـداية = رشأ من الغزلان حر أرثم نبئت عمرا غير شاكر نعمتي = والكفر مخبثةٌ لنفس المنعم مخبثة: مفعلة من الخبث. ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى = إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم في حومة الموت الذي لا تشتكي = غمراتها الأبطال غير تغمغـم إذ يتقون بي الأسنة لم أخـم = عنها ولكني تضايق مقدمي لما سمعت نداء مرة قد عـلا = وابني ربيعة في الغبار الأقتم ومحلم يسعون تحت لوائهم = والموت تحت لواء محلم أيقنت أن سيكون عند لقـائهـم = ضرب يطير عن الفراخ الجثم [ولقد هممت بغارة في لـيلة = سوداء حالكة كلون الأدلـم] لما رأيت القوم أقبل جمعهـم = يتذامرون كررت غير مذمم أي حملت عليهم غير مذموم، وقوله لما رأيت القوم أقبل جمعهم أي قد أقبل فحذف قد، وقوله يتذامرون أي يحض بعضهم بعضا وغير منصوب على الحال كأنه قال كررت مخالفا للمذمة، ويتذامرون موضعه في محل نصب على الحال، وأقبل جمعهم حال القوم. يدعون عنتر والرماح كأنها = أشطان بئر في لبان الأدهم والوجه الثاني ما رواه المبرد عن بعضهم إنه كان يسميهم عنتراً، فعلى هذا الوجه لا يجوز إلا الضم، ويجوز أن يكون عنتراً في هذا الوجه منصوبا بيدعون. والواو في قوله والرماح واو الحال. والأشطان جمع شطن وهو حبل البئر يريد أن الرماح في صدر هذا الفرس بمنزلة حبال البئر من الدلاء؛ لأن البئر إذا كانت كبيرة كثيرة الوراد، فقد اضطربت الدلاء فيها فيجعل فيها حبلان لئلا تضطرب واللبان الصدر. يدعون عنتر والسيوف كأنـهـا = برق تلألأ في سحاب مظـلـم يدعون عنتر والدروع كـأنـهـا = حدق الضفادع في غدير نجـم يدعون عنتر والنبـال كـأنـهـا = طش الجراد على المنادح حوم يدعون عنتر والوغى ترمي بهم = والموت نحو لواء آل محـلـم [كيف التقدم والرماح كـأنـهـا = برق تلألأ في السحاب الأركم؟ كيف التقدم والسيوف كـأنـهـا = غوغا جراد في كثيب أهـيم؟ فإذا اشتكى وقع القنا بلـبـانـه = أدنيته من سل عضب مخـذم] ما زلت أرميهم بغرة وجـهـه = ولبانه حتى تسـربـل بـالـدم يقول عن فرسه، ويروى بثغرة نحره، واللبان: الصدر تسربل صار بمنزلة السربال وهو القميص. [يدعون عنتر والدماء سـواكـب = تجري بفياض الدماء وتنهمـي يدعون عنتر والفوارس في الوغى = في حومة تحت العجاج الأقتـم يدعون عنتر والرماح تنوشـنـي = عادات قومي في الزمان الأول] ولقد شفى قلبي وأبرأ سـقـمـه = قول الفوارس ويك عنتر أقـدم ويروى شفى نفسي، ويروى قيل الفوارس، وهو واحد من الأقيال وهم الملوك، ويك معناها: ألم تر وأما ترى، وروى سيبويه عن الخليل أن وي كلمة منفصلة يقولها المتندم إذا تنبه على ما كان منه. فكأنهم قالوا على التندم في قوله تعالى (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وأنشدوا لنبيه بن الحجاج: تسـألان مـالا وإن رأتـانـي = قل مالي قد جئتماني بنـكـر وي كأن من يكن له نشب يحبب = ومن يفتقر يعش عيش ضـر وقوله ويك معناه ويحك وقد قال بعضهم معناه ويلك، وكلا القولين خطأ؛ لأنه كان يجب على هذا أن يقرأ: ويك أنه كما يقال: ويلك أنه، وويحك أنه. على أنه قد احتج صاحب هذا القول بأن المعنى ويلك اعلم [لقوله تعالى] (وي كأنه لا يفلح الكافرون) وهذا خطأ من جهات: إحداها: حذف اللام من ويلك، وحذف اعلم، لأن مثل هذا لا يحذف؛ لأنه لا يعرف معناه. وأيضا وأن المعنى لا يصح؛ لأنه لا يدري من خاطبوا بهذا. وروي عن أهل التفسير أن معنى ويك ألم تروا ما ترى، والأحسن في هذا ما روى سيبويه عن الخليل وهو وي مفصولة كأنه قالوا على التندم. وازور من وقع القنا بلبانة = وشكا إلي بعبرة وتحمحم والتحمحم صوت متقطع ليس بالصهيل. لو كان يدري ما المحاورة اشتكى = ولكان لو علم الكلام مكلـمـي وقوله ولكان جاء باللام فإنه محمول على المعنى. والتقدير لو كان يدري ما المحاورة لاشتكى، وهو عطف جملة على جملة. [آسيته في كـل أمـر نـابـنـا = هل بعد أسوة صاحب من مذمم فتركت سيدهـم لأول طـعـنة = يكبو صريعا لليدين ولـلـفـم ركبت فيه صـعـدة هـنـدية = سحماء تلمع ذات حد لـهـذم] والخيل تقتحم الخبار عوابـسـا = من بين شيظمة وأجرد شيظـم [ولقد كررت المهر يدمي نحره = حتى اتقتني الخيل بابني حـذيم إذ يتقى عمرو، وأذعـن غـدوة = حذر الأسنة إذ شرعن لدلهـم يحمي كتيبته ويسعى خلـفـهـا = يفري عواقبها كلـدغ الأزقـم ولقد كشفت الخدر عن مربـوبة = ولقد رقدت على نواشر معصم ولرب يوم قد لـهـوت ولـيلة = بمسور ذي بارقين مـسـوم] ذلل ركابي حيث شئت مشايعـي = قلبي وأحفزه بأمـر مـبـرم ويروى مشايعي همي، وأحفزه برأي مبرم. ذلل جمع ذلول والذلول من الإبل وغيرها الذي هو ضد الصعب، وركابي في موضع رفع بالابتداء وينوى به التقديم، وذلل خبر وإن شئت كان ذلك رفع بالابتداء وركابي خبره، وإن شئت جعلت ركابي فاعلا يسد مسد الخبر فيكون على هذا قال: ذلل ولم يوجد لأنه جمع تكسير. والمعنى أن ناقتي معتادة للسير ذلولة، وروى الأصمعي مشايعي، وقال معناه لا يعزب عقلي في حال من الأحوال واحفزه أدفعه، والمبرم المحكم. ولقد خشيت بأن أموت ولم تكـن = للحرب دائرة على ابني ضمضم الشاتمي عرضي ولم أشتمهما = والناذرين إذا لقيتهما دمـي [أسد علي وفـي الـعـدو أذلة = هذا لعمرك فعل مولى الأشأم] إن يفعلا فلقد تركت أباهـمـا = جزر السباع وكل نسر قشعـم يقول: إن نذرا دمي فقد قتلت أباهما، وأجزرته للسباع أي تركته جزرا والقشعم الكبير من النسور، والقشعم أيضا الموت، والقشعم العنكبوت. [لما استقام بصدره مـتـحـامـلا = لا قاصدا صمد الطريق ولا عمي إن العدو علـى الـعـدو لـقـائل = ما كان يعلمه وما لـم يعـلـم] لا تحسبن طعان قيس بـالـقـنـا = وضرابهم بالسيف حسو التـرتـم أمي زبيبة لست أنكر اسـمـهـا = وأنا ابن فرق الجماجـم والـفـم ملاحظة أخيرة وردت أبيات في العقد الفريد من قافية المعلقة وفيها بعض التشابه منسوبة إلى أفنون التغلبي وهو شاعر جاهلي فأردت أن أثبتها قال أفنون التغلبي: ولقد أمرت أخاك عمـرا مـرة = فعصى وضيعها بذات العجرم في غمرة الموت التي لا تشتكي = غمراتها الأبطال غير تغمغـم وكأنما أقدامـهـم وأكـفـهـم = سرب تساقط في خليج مفعـم لما سمعت نداء مرة قـد عـلا = وابني ربيعة في العجاج الأقتم ومحلم يمشون تحـت لـوائهـم = والموت تحت لواء آل محلـم لا يصدفون عن الوغى بوجوههم = في كل سابغة كلون العظـلـم ودعت بنو أم الرقاع فأقـبـلـوا = عند اللقاء بكل شاك مـعـلـم وسمعت يشكر تدعي بخـبـيب = تحت العجاجة وهي تقطر بالدم يمشون في حلق الحديد كما مشت=أسد العرين بيوم نحس مظلم والجمع من ذهل كأن زهاءهم = جرد الجمال يقودها ابنا قشعم والخيل تحت العجاج عوابسـا = وعلى سنابكها مناسج من دم 23232bani-3abs:o |
الله يعطيك العافيه ياخالد العويمري على الموضوع الرائع واتمنى منك المزيد
تقبل تحياتي دمت بود ..... |
يعطيك العافيةاخوي
ومشكور علي الموضوع |
ألاخ العزيزخالد
ألف شكرلك على جهودالمفيدة لاهنت |
يعطيك العافيه خالد العويمري
وكل الشكر لك على هذا المجهود الراائع تحياتي لك |
يعطيك الف عافيه يا خالد العويمري لا هنت ا بطل في هاذه الماسيات من شاعر ابو الفوارس عنتره بن شداد
انشهد انها تجيب الواحد للخيال تقبل مروري.... |
الساعة الآن +4: 05:02 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.