نايف بن عبدالعزيز: الإنسان
هذه المساحة لتهنئة النفس، فرداً أو شعباً، وإلا فإن نايف بن عبدالعزيز،
بدلالة اسمه لغة أو شخصاً أكبر من أن تصل إليه تهنئتي المتواضعة.
في أحلك الظروف التي مررنا بها منذ بزوغ يوم الوحدة،
انتصر بنا نايف بن عبدالعزيز ولنا على فلول الضلال ومازال غيرنا في كل مكان
بلا استثناء في منتصف الحرب على الإرهاب البغيض،
أما نحن فقط فقد رمينا بها من وراء الظهر.
انتصر بنا نايف بن عبدالعزيز لسبب بسيط: لأنه قادنا جميعاً بالإجماع فرداً فرداً،
مواطناً مدنيا أو صاحب خوذة رسمية، مفكراً أو رجل أمن
ولأننا حين احتشدنا وراءه كنا ننطلق خلفه من سببين: الأول لأنه غرس فينا الإيمان
بأن المعركة مع هذه الفلول هي إنقاذ سمعة دين عظيم وإعادة الهيبة لتاريخ أمة ووطن،
والثاني، لأنه حين أجمع علينا جميعاً أجمعنا عليه وبتلك المعادلة التي تختصرها أربع كلمات ستنجح أي معركة،
وقد نجحنا ومازال الآخرون في معمعة التجربة.
ورغم المهمة الأمنية التي اضطلع بها تاريخ نايف بن عبدالعزيز
بكل ما فيها من لوازم الحزم والصرامة والحدة،
لم يخلع نايف بن عبدالعزيز ثوبه الإنساني حتى في التعامل مع الخوارج أو الخارجين على القانون.
اختلفنا معه في فكرة – المناصحة – ورأينا أنها في شيء من جوانبها
تكافئ المجرم فأبى سيد الأمن أن تخلع قيادة هذا البلد ثوبها الأبوي
الذي اشتهرت به وميلها الجارف إلى الصفح والعفو،
ثم اكتشفنا أنه ينجح بعكس ما كنا نتوقع،
لأن شاذاً واحداً أو حتى عشرة لن يغيروا الثابت الراسخ في علاقة هذا الشعب بقيادته.
هذه العلاقة التي لم تعرف الخوف ولا الطبقية.
تلك العلاقة التي برهنت مع الزمن أن العلاقة بين الشعب والقيادة
تقاس بترمومتر الأمن وبهذا المقياس الدقيق برهن الزمن أننا للأسرة أقرب من دلالة تباينات الشعب.
وفي داخل الأسرة قد نخطئ وقد نجنح ولكننا نعود في المساء بين يدي الأب.
فتشت عن كل الأشياء في شخص هذا – النايف – الكبير فاخترت أن أكتب عن الإنسان
لأنها لم تكن قيمة الرجل فحسب، إنها قيمة بلد.