قبيلة بني رشيد

قبيلة بني رشيد (http://ban3abs.com/aa/index.php)
-   المنتدى الإسلامـــي (http://ban3abs.com/aa/forumdisplay.php?f=3)
-   -   الكبيرة الثامنة (http://ban3abs.com/aa/showthread.php?t=45914)

ابراهيم راشد 12-12-2008 09:05 PM

الكبيرة الثامنة
 
الكبيرة الثامنة :

عقوق الوالدين

قال الله تعالى : { وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا }
أي برا و شفقة و عطفا عليهما { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف و لا تنهرهما } :
أي لا تقل لهما بتبرم إذا كبرا و أسنا و ينبغي أن تتولى
خدمتهما ما توليا من خدمتك على أن الفضل للمتقدم و كيف
يقع التساوي و قد كانا يحملان أذاك راجين
حياتك و أنت إن حملت أذاهما رجوت موتهما ثم قال الله تعالى :
{ و قل لهما قولا كريما } أي لينا لطيفا { واخفض لهما
جناح الذل من الرحمة و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } و قال الله تعالى : { أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير }
فانظر رحمك الله كيف قرن شكرهما بشكره قال ابن عباس رضي الله عنهما :
ثلاث آيات نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل منها واحدة بغير قرينتها
( إحداهما ) قول الله تعالى :
{ أطيعوا الله و أطيعوا الرسول }
فمن أطاع الله و لم يطع الرسول لم يقبل منه ( الثانية ) قول الله تعالى :
{ و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة } فمن صلى و لم يزك لم يقبل منه
( الثالثة ) قول الله تعالى :
{ أن اشكر لي و لوالديك }
فمن شكر الله و لم يشكر لوالديه لم يقبل منه و لذا قال النبي صلى الله عليه و سلم
[ رضى الله في رضى الوالدين و سخط الله في سخط الوالدين ]
و [ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه و سلم في الجهاد معه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أحي والداك ؟ قال :
نعم قال : ففيهما فجاهد ]
مخرج في الصحيحين فانظر كيف فضل بر الوالدين و خدمتهما على الجهاد !

و في الصحيحين
[ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
ألا أنبئكم بأكبر الكبائر : الإشراك بالله و عقوق الوالدين ]
فانظر كيف قرن الإساءة إليهما و عدم البر و الإحسان بالإشراك و في الصحيحين أيضا
[ أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
لا يدخل الجنة عاق و لا منان و لا مدمن خمر ]
و عنه صلى الله عليه و سلم قال :
[ لو علم الله شيئا أدنى من الأف لنهى عنه فليعمل العاق ما شاء أن يعمل فلن يدخل الجنة و ليعمل البار ما شاء أن يعمل فلن يدخل النار ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ لعن الله العاق لوالديه ] و قال صلى الله عليه و سلم :
[ لعن الله من سب أباه لعن الله من سب أمه ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ كل الذنوب يؤخر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين فإنه يعجل لصاحبه يعني العقوبة في الدنيا قبل يوم القيامة ]
و قال كعب الأحبار رحمه الله :
إن الله ليعجل هلاك العبد إذا كان عاقا لوالديه ليعجل له العذاب و أن الله ليزيد في عمر العبد إذا كان بارا بوالديه ليزيده برا
و خيرا و من برهما أن ينفق عليهما إذا احتاجا فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :
يا رسول الله إن أبي يريد أن يحتاج مالي فقال صلى الله عليه و سلم :
[ أنت و مالك لأبيك ]
و سئل كعب الأحبار عن عقوق الوالدين ما هو ؟
قال هو إذا أقسم عليه أبوه أو أمه لم يبر قسمها و إذا أمره بأمر لم يطع أمرهما و إذا سألاه شيئا لم يعطهما و إذا ائتمناه خانهما
و سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن أصحاب الأعراف من هم و ما الأعراف ؟
فقال :
أما الأعراف فهو جبل بين الجنة و النار و إنما سمي الأعراف لأنه مشرف على الجنة و النار و عليه أشجار و ثمار و أنهار و عيون و أما الرجال الذين يكونون عليه فهم رجال خرجوا إلى الجهاد بغير رضا آبائهم و أمهاتهم فقتلوا في الجهاد فمنعهم القتل في سبيل الله من دخول النار و منعهم عقوق الوالدين عن دخول الجنة فهم على الأعراف حتى يقضي الله فيهم أمره
و في الصحيحين
[ أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله من أحق الناس مني بحسن الصحبة ؟
قال أمك قال ثم من ؟
قال : أمك قال : ثم من ؟
قال : أمك قال : ثم من ؟
قال : أبوك ثم الأقرب فالأقرب ]
فحض على بر الأم ثلاث مرات و على بر الأب مرة واحدة و ما ذاك إلا لأن عناءها أكثر و شفقتها أعظم مع ما تقاسيه من حمل و طلق و ولادة و رضاعة و سهر ليل
رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا قد حمل أمه على رقبته و هو يطوف بها حول الكعبة فقال : يابن عمر أتراني جازيتها ؟ قال : و لا بطلقة واحدة من طلقاتها و لكن قد أحسنت و الله يثيبك على القليل كثيرا
و [ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أربعة نفر حق على الله أن لا يدخلهم الجنة و لا يذيقهم نعيمها :
مدمن خمر و آكل ربا و آكل مال اليتيم ظلما و العاق لوالديه إلا أن يتوبوا ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ الجنة تحت أقدام الأمهات ]
و جاء رجل إلى أبي الدرداء رضي الله عنه فقال :
يا أبا الدرداء إني تزوجت امرأة و إن أمي تأمرني بطلاقها فقال أبو الدرداء : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :
[ الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم و دعوة المسافر و دعوة الوالد على ولده ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ الخالة بمنزلة الأم أي في البر و الإكرام و الصلة و الإحسان ]
و عن وهب بن منبه قال :
إن الله تعالى أوحى إلى موسى صلوات الله و سلامه عليه يا موسى وقر والديك فإن من وقر والديه مددت في عمره و وهبت له ولدا يوقره و من عق والديه قصرت في عمره و وهبت له ولدا يعقه
و قال أبو بكر بن أبي مريم :
قرأت في التوراة أن من يضرب أباه يقتل و قال وهب :
قرأت في التوراة : على من صك والده الرجم
و عن عمرو بن مرة الجهني قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :
يا رسول الله أرأيت إذا صليت الصلوات الخمس و صمت رمضان و أديت الزكاة و حججت البيت فماذا لي ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
[ من فعل ذلك كان مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين إلا أن يعق والديه ]
و قال صلى الله عليه و سلم :
[ لعن الله العاق والديه ]
و جاء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :
[ رأيت ليلة أسري بي أقواما في النار معلقين في جذوع من نار فقلت :
يا جبريل من هؤلاء قال :
الذين يشتمون آباءهم و أمهاتهم في الدنيا ]
و روي أن من شتم والديه ينزل عليه في قبره جمر من نار بعدد كل قطر ينزل من السماء إلى الأرض و يروى أنه إذا دفن عاق والديه عصره القبر حتى تختلف فيه أضلاعه و أشد الناس عذابا يوم القيامة ثلاثة : المشرك و الزاني و العاق لوالديه
و قال بشر :
ما من رجل يقرب من أمه حيث حيث يسمع كلامها إلا كان أفضل من الذي يضرب بسيفه في سبيل الله و النظر إليها أفضل من كل شيء
[ و جاء رجل و امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يختصمان في صبي لهما فقال الرجل :
يا رسول الله ولدي خرج من صلبي و قالت المرأة :
يا رسول الله حمله خفا و وضعه شهوة و حملته كرها و وضعته كرها و أرضعته حولين كاملين فقضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمه ]

( موعظة ) :
أيها المضيع لآكد الحقوق المعتاض من بر الوالدين العقوق الناسي لما يجب عليه الغافل عما بين يديه بر الوالدين عليك دين و أنت تتعاطاه باتباع الشين تطلب الجنة بزعمك و هي تحت أقدام أمك حملتك في بطنها تسعة أشهر كأنها تسع حجج و كابدت عند الوضع ما يذيب المهج و أرضعتك من ثديها لبنا و أطارت لأجلك وسنا و غسلت بيمينها عنك الأذى و آثرتك على نفسها بالغذاء و صيرت حجرها لك مهدا و أنالتك إحسانا و رفدا فإن أصابك مرض أو شكاية أظهرت من الأسف فوق النهاية و أطالت الحزن و النحيب و بذلت مالها للطبيب و لو خيرت بين حياتك و موتها لطلبت حياتك بأعلى صوتها هذا و كم عاملتها بسوء الخلق مرارا فدعت لك بالتوفيق سرا و جهارا فلما احتاجت عند الكبر إليك جعلتها من أهون الأشياء عليك فشبعت و هي جائعة و رويت و هي قانعة و قدمت عليها أهلك و أولادك بالإحسان و قابلت أياديها بالنسيان و صعب لديك أمرها و هو يسير و طال عليك عمرها و هو قصير هجرتها و مالها سواك نصير هذا و مولاك قد نهاك عن التأفف و عاتبك في حقها بعتاب لطيف ستعاقب في دنياك بعقوق البنين و في أخراك بالبعد من رب العالمين يناديك بلسان التوبيخ و التهديد ( ذلك بما قدمت يداك و أن الله ليس بظلام للعبيد ) :
( لأمك حق لو علمت كثير ... كثيرك يا هذا لديه يسير )
( فكم ليلة باتت بثقلك تشتكي ... لها من جواها أنة و زفير )
( و في الوضع لو تدري عليها مشقة ... فمن غصص منها الفؤاد يطير )
( و كم غسلت عنك الأذى بيمينها ... و ما حجرها إلا لديك سرير )
( و تفديك بما تشتكيه بنفسها ... و من ثديها شرب لديك نمير )
( و كم مرة جاعت و أعطتك قوتها ... حنانا و إشفاقا و أنت صغير )
( فآها لذي عقل و يتبع الهوى ... و آها لأعمى القلب و هو بصير )
( فدونك فارغب في عميم دعائها ... فأنت لما تدعو إليه فقير )

[ حكي أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه و سلم
شاب يسمى علقمة و كان كثير الإجتهاد في طاعة الله في الصلاة و الصوم و الصدقة فمرض و اشتد مرضه فأرسلت امرأته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إن زوجي علقمة في النزع فأردت أن أعلمك يا رسول الله بحاله فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم عمارا و صهيبا و بلالا و قال :
امضوا إليه و لقنوه الشهادة فمضوا إليه و دخلوا عليه فوجدوه في النزع فجعلوا يلقنونه ( لا إله إلا الله ) و لسانه لا ينطق بها فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبرونه أنه لا ينطق لسانه بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه و سلم : هل من أبويه أحد حي ؟ قيل : يا رسول الله أم كبيرة السن فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال للرسول : قل لها إن قدرت على المسير إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و إلا فقري في المنزل حتى يأتيك قال :
فجاء إليها الرسول فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت : نفسي لنفسه فداء أنا أحق بإتيانه فتوكأت و قامت على عصا و أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلمت فرد عليها السلام و قال لها : يا أم علقمة أصدقيني و إن كذبت جاء الوحي من الله تعالى كيف كان حال ولدك علقمة ؟ قالت : يا رسول الله كثير الصلاة كثير الصيام كثير الصدقة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فما حالك ؟ قالت : يا رسول الله أنا عليه ساخطة قال : و لم ؟ قالت : يا رسول الله كان يؤثر علي زوجته و يعصيني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن سخط أم علقمة حجب لسان علقمة عن الشهادة ثم قال : يا بلال انطلق و اجمع لي حطبا كثيرا قالت يا رسول الله و ما تصنع ؟ قال : أحرقه بالنار بين يديك قالت : يا رسول الله ولدي لا يحتمل قلبي أن تحرقه بالنار بين يدي قال : يا أم علقمة عذاب الله أشد و أبقى فإن سرك أن يغفر الله له فارضي عنه فوالذي نفسي بيده لا ينتفع علقمة بصلاته و لا بصيامه و لا بصدقته ما دمت عليه ساخطة فقالت : يا رسول الله إني أشهد الله تعالى و ملائكته و من حضرني من المسلمين أني قد رضيت عن ولدي علقمة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : انطلق يا بلال إليه وانظر هل يستطيع أن يقول لا إله إلا الله أم لا ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء مني فانطلق فسمع علقمة من داخل الدار يقول : لا إله إلا الله فدخل بلال فقال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة و أن رضاها أطلق لسانه ثم مات علقمة من يومه فحضره رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بغسله و كفنه ثم صلى عليه و حضر دفنه ثم قام على شفير قبره و قال : يا معشر المهاجرين و الأنصار من فضل زوجته على أمه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا و لا عدلا إلا أن يتوب أن يتوب إلى الله عز و جل و يحسن إليها و يطلب رضاها فرضى الله في رضاها و سخط الله في سخطها فنسأل الله أن يوفقنا لرضاه و أن يجنبنا سخطه إنه جواد كريم رؤوف رحيم ]




الكبائر [ جزء 1 - صفحة 39 ]

ذكرى الاحزان 13-12-2008 12:03 AM



http://abeermahmoud2006.jeeran.com/535-Jzakom.gif

ابراهيم راشد 13-12-2008 01:46 AM

الله يسمع منك
ويرفع قدرك


الساعة الآن +4: 10:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص