![]() |
لا تطري الفرقى على المحزون
"ياذا الحمام".. من عمق التاريخ إلى الحاضر..
http://http://www.aluae.net/vb/image...1130004122.jpg لم يكن يعرف الجيل الجديد عن هذه الأغنية، إلا أنها من تقديم الفنان الكويتي فيصل السعّد. "ياذا الحمام" قصيدة نسبت لأكثر من شاعر منهم محمد بن لعبون إلا أن الشاعر محمد بن علوش على الأرجح هو من كتبها نظراً لروحها وأسلوبها القريب من قصائده السابقة، ومحمد بن علوش هو من فطاحل الشعر في الزبير وقد كتب هذه السامرية الرائعة التي مازال العديد من الفنانين يقدمها بشكلها المعروف التي بنيت عليه، منهم الفنان محمد عبده في ألبوم السامريات، وكذلك الفنان سلامة العبدالله رحمه الله في متوسط السبعينات واشتهرت منه أكثر نظراً للمساحة التي يتفوق فيها سلامة العبدالله بالسامري. هذه الأعمال الكلاسيكية الخالدة في أعماقنا مازال آباؤنا يتذكرونها ويحفظون أبياتها كثيراً لأنها من تاريخهم وتعبر عن عواطفهم ومعاناتهم، هي محاورة الشاعر مع الحمام "القماري" كناية عن المعشوق الغائب: ياذا الحمام اللي سجع بلحون وشبك على عيني تبكيها ذكرتني عصّر مضى وفنون قبلك دروب الغي ناسيها http://http://www.blueplanetbiomes.o...dry_desert.jpg إنها من إبداعات الجيل المميز بالعطاء والاختيار الفني المميز، ولم تكن تغنى انفراديا بل كان المجاميع يتغنون بها في التجمعات والأعراس ورحلاتهم البرية تتنقل في أنغامها وتطريبها المستمر لسنوات، وهي من أصعب الأنغام الشعبية نظرا لأحرف المّد والإعراب والتنوع الأدائي. سامرية "ياذا الحمام" أخذت العشق للأنغام الشعبية "الكلاسيكية" وقربتها أكثر من الخيال للواقع، من جماليات هذه الألحان الشعبية أنها دائما تمتّد معنا وتعيش رغم تاريخها البعيد، لأنها انعكاس البيئة وتعبير عن الحب ودراسة فعليه للماضي الجميل. لا تطري الفرقى على المحزون ما داني الفرقى وطاريها أهلي يلوموني ولا يدرون والنار تحرق رجل واطيها. "ياذا الحمام" قراءة مميزة للواقع والتميز عبر نثره في أبيات جميلة لتعيش لعبة الماضي والحاضر، فيساوي بين ذكريات الأمس الحنون، ومتاعب الحاضر دون أن ينسى أن للزمن دورته التي تعيد ترتيب المشاعر والأشياء، وهنا نرى التواصل بين الطبيعة والخلق في قلب المشهد الشاعري ليطل "الحمام" القماري في مزاولة لرسم التراث الذي نحبه كثيرا، كل هذا يأتي من صور تتغلغل في قلب الشاعر لتظهر لنا أنغام روحانية جميلة يكون إيقاعها "السامري" كواقع للحياة الجميلة لذلك الجيل، أيضا هي أجراس موسيقية توالدت مع سّر الكلمات لتكون ألحانها كأجمل صورة خيالية نسمعها.. يامن يباصرني انا المفتون والروح فيها ما يكفيها ومن الولع والحب انا مجنون هذي المحبة قولوا وش فيها. "ياذا الحمام" وهي تتمعن في الذكرى الجميلة للتطريب الشعبي وقراءة التاريخ الغزلي بين أجيال ماضية، تعترف أن الفراق شطر حبهما، وهي طريقة الفنانين التأثيريين لتتيح لنا مساحة أكبر للضوء كي نكشف من خلاله عن عمق الجراح في رسم مشهد قديم لعاطفة جميلة هي الحب ونتعرف بواسطتها على مفردات الحب الرومانسي الحاضرة بكثافة والتي تشكلت بمظهر جميل بفضل الإيقاع السامري الذي يرصّد النغمات والألحان لتتواصل كسحر غنائي جميل تعشقه حين سماعه، ربما هي نغمات تراثية متجلية تصبح معهم وتتجلى في المساء حين يغنونها جماعيا أو فرادى. يامن يعاوني على الغليون والدلة الصفراء مركيها ستة بناجر واربعة يزهون وان اقبلت فالنور غاشيها وصف جميل وصورة مميزة لتلوين المشهد التراثي في التعاون الجميل عند شّرب القهوة والتباهي في لونها وعدد الفناجين وربابتها المستمرة، هي محاكاة لواقعهم ومشروع توثيقي لتعريفنا بمعاناتهم من خلال قصائدهم وأغانيهم التراثية الخارجة من أرض خصبة دائما ما تعطي أفضل القصائد والألحان الكلاسيكية كما هي الصورة في وصف المعشوق وجمالية لباسه "الأصفر".. لم يتغير اللحن وظل بنفس الروح والبناء في تواصل المذهب مع الإيقاع والموروث الأزلي. ابو لبة صفرا زهت باللون توه باسبوع العيد كاسيها عمره ثمان مع سبع مزيون مشي الحمامة مشيته تيها لا يصل إدراك التماثل بين جزئيات الماضي وعطاءات الحاضر حد التطابق، بل يقتصر على إعادة تمثيل الموقف القديم، وهو يعاد تشكيله في أغانيهم وقصائدهم تغفو في صورة تنبع من انفساح العقول حتى لو كان الأمر يخص عواطف البشر لتتحرك الصورة لنشعر بعبق الماضي وحنينه مما يمنح للنفس سكينة مطمئنة عند قراءة معاناتهم، سلامة العبدالله رحمه الله دائما ما يعد بناء هذا العمل التاريخي ليكون صياغة مستمرة للأغنية المحلية منذ السبعينات الميلادية وحتى اعتزاله، عاد وقدمها الفنان الكويتي فيصل السّعد في نهاية الثمانينات الميلادية من خلال الجلسات قبل أن يقدمها نسخ أصلية في التسعينات الميلادية. أبو هيا طربِ يشيل فنون ما ثمن الدنيا وطاريها دائما ما تطفو الأغاني الكلاسيكية على السطح بقدرتها اللغوية وبنائها اللحني، وهي تأخذ موقف القراءة الجادة للأجراس الموسيقية حتى وان كان طابعها في الأصل سامريات جماعية، إلا أنها حين ما تفرّد للغناء الفردي تجدها تزهو لتعطي تواصلا حسيا مع متذوقي الأعمال التراثية، هي من الأعمال الخالدة التي نعشقها ونحب سماعها بشكل مستمر للبناء الصحيح وقراءة التاريخ بين أسطر كلماتها والتفاعل في أنغامها، إنها ذهبية تاريخية لا نمل منقرآتها ولاطلاع عليها |
*
* فلكلور وذكريات الماضي يامحلاها * اخوي الاحهر اشكرك على اختيار الرائع * وتعليقاتك وشرحك المفصل . تسلم أنأملك عزيزي * * تقديري |
اشكر مرورك وتواجدك الرائع
|
بارك الله فيك
تحياتي لك وتقديري |
أخي الفاضل
ألاجهر بالرغم انني اهتم بالشعر الفصيح ولا أتذوق أبدا الشعر النبطي ولكن هذه الرائعه استوقفتني وجعلتني أنوخ كابي هنا لأرتشف من مناهلها فالك الجنه ودمتم بحفظ الله |
أستاذي الرائع
الأجهر سنفونيه خياليه تسرح بفكرك الى أبعد الاميال لتذكرك بعبق الايام الخوالي أيام من الصعب استعادتها بالتو واللحظه http://http://www.aluae.net/vb/image...1130004122.jpg ياذا الحمام اللي سجع بلحون وشبك على عيني تبكيها ذكرتني عصّر مضى وفنون قبلك دروب الغي ناسيها http://http://www.blueplanetbiomes.o...dry_desert.jpg لا تطري الفرقى على المحزون ما داني الفرقى وطاريها أهلي يلوموني ولا يدرون والنار تحرق رجل واطيها. يامن يباصرني انا المفتون والروح فيها ما يكفيها ومن الولع والحب انا مجنون هذي المحبة قولوا وش فيها. يامن يعاوني على الغليون والدلة الصفراء مركيها ستة بناجر واربعة يزهون وان اقبلت فالنور غاشيها ابو لبة صفرا زهت باللون توه باسبوع العيد كاسيها عمره ثمان مع سبع مزيون مشي الحمامة مشيته تيها أبو هيا طربِ يشيل فنون ما ثمن الدنيا وطاريها http://alfrasha.maktoob.com/ups/u/17...856/265330.gif |
براك اشكر مرورك وتعليقك
|
.
: الله يسم يدينك مشاركة في قمة الروعة تسلم يدينك ياخوي الاجهر : . |
الساعة الآن +4: 08:53 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.