قبيلة بني رشيد - وآمركم أن تذكروا الله

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
فقال الله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا }.سورة الأحزاب:41-42.
يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرا كثيرًا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى اللّه، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب.
وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة اللّه ومعرفته، وعون على الخير، وكف اللسان عن الكلام القبيح.
{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا } أي: أول النهار وآخره، لفضلها، وشرفها، وسهولة العمل فيها.

عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وآمركمأنتذكرواالله فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان ". أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب.
يقول ابن القيم الجوزيه رحمه الله تعالى : فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى وأن لا يزال لهجا بذكره فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة فهو يرصده فإذا غفل وثب عليه وافترسه .

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالوا بلى قال ذكر الله تعالى. "انظر صحيح الجامع حديث رقم (2629) .

فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: "ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر" .أخرجه الترمذي وصححه الألباني

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان" سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" متفق عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لأن أقول سبحانالله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".رواه مسلم
وذكر ابن القيم الجوزيه رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب للذكر أكثر من مائة فائدة ومنها:

الأولى: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره

الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل

الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب

الرابعة:أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط

الخامسة: أنه يقوى القلب والبدن

السادسة: أنه ينور الوجه والقلب

السابعة: أنه يجلب الرزق

الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة

التاسعة:أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى فإن الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول إلا بالذكر.

وفوائد الذكر كثيرةً جداً ولكن الهدف من الطرح هو التذكير قال تعالى في محكم التنزيل :{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }سورة الذاريات:55

أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الذاكربن الله كثيراً............أمين

وصلى وسلم الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.