قبيلة بني رشيد - إلى أبي وأمي

سألت الدكتورة أميرة طلبة وطالبات الدراسات العليا بقسم الإرشاد النفسي هذا السؤال:-

"أيهما أقل ضرراً على الطفل وصحته النفسية, الخلافات الزوجية أم الطلاق" ؟

اختلفت الآراء فمنهم من رأى أن الخلافات والمشاكل اليومية أقل ضرراً على الطفل.

والفريق الآخر رأى أن الطلاق أو الانفصال هو الأكثر خطورة على نفسية الطفل.

وكان رأي الدكتورة أميرة كالتالي:-

أن المشاكل والخلافات الزوجية اليومية أمام الأبناء لها أثرها السيئ على الصحة النفسية للأبناء لأنها لا تنتهي ودائمة ويعيش جوها المفعم بالتوتر كل يوم هؤلاء الأبناء، أما الطلاق فإنه أخف ضرراً ونفسية الأبناء لأنه مشكلة وانتهت بالطلاق والانفصال بين الزوجين، ويستطيع أن يتوافق الأبناء مع هذه المشكلة.

وعلى أية حال إذا كان هناك مشاكل زوجية يومية أو مشكلة واحدة انتهت بالطلاق فلا يختلف اثنان أن لهذا التوتر الأسري أثره السيئ على نفسية الأبناء.

الصحة النفسية للطفل في الأسرة:

تمثل الأسرة أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع بصفة عامة وبالنسبة للطفل بصفة خاصة, فالأسرة هي المؤسسة الاجتماعية الصغيرة التي تمنح الحب والمن والرعاية, والعناية بالأطفال جزء من الطبيعة البشرية السليمة، لذا فلابد من أن يهتم كل من الآباء والأمهات برعاية أبنائهم وبنمو شخصيتهم، فالعلاقة السائدة في الأسرة تلعب دوراً هاماً في نمو الطفل وفي تشكيل شخصيته وتوجيه سلوكه.

لذلك تعتبر الحياة في البيئة الأسرية من الدعائم الأساسية لبناء شخصية الطفل وتوجيه سلوكه الاجتماعي والانفعالي والنفسي، والطفل في بداية حياته يتعلم الكثير من الخبرات التي تساعده على النمو السليم, فإذا كان الطفل ينشأ في جو عائلي عادي يسوده العطف والحنان والطمأنينة استطاع أن ينمو نمواً صحيحاً يتميز بالقدرة علي التكيف مع نفسه, ومع المجتمع الذي يعيش فيه.

ولاشك أن التفاعل الاجتماعي السوي والعلاقات السوية بين أفراد الأسرة وخاصة الوالدين الذي يقوم على أساس المودة والأدب لها أثرها الطيب في تنشئة الطفل، أما الأسرة التي تقوم دعائمها على أساس من عدم المودة وعدم الاحترام وعدم توافر الثقة المتبادلة بين طرفيها تعلو فيها الأصوات المتبادلة وأحياناً الأيدي، هذه البيئة سيئة على الطفل.

فالأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الطفل وهي المسئول الأول عن صحته الجسمية والنفسية.

وللأسرة وظيفة نفسية:

يُعتبر الإشباع النفسي والارتباط الانفعالي من أهم ما تقدمه الأسرة لأبنائها. فالأسرة لها آثارها على النمو النفسي السوي وغير السوي للطفل فهي التي تحدد بدرجة كبيرة إذا كان الطفل سينمو نمواً نفسياً سليماً أو إذا كان سينمو نمواً غير سليم.

القدوة أساس التربية الصحيحة:

الوالدان هما القدوة الطيبة لأبنائهما، ومن أكثر الناس أثراًَ فيهم. فإذا لم يكن الوالدان قدوة صالحة في دينهما وأخلاقهما وسلوكهما فلن تؤثر فيهم النصائح.

فكيف يطلب الأب –مثلاً- من الابن أن لا يدخن وهو يدخن ليلاً ونهاراً.

وكيف نطلب من الأبناء لساناً عفيفاً وهو يسمع الكلمات النابية تنهال عليه في البيت من كل جانب.

وكيف نطلب من الأبناء الاستقامة والعفاف وصاحب البيت قد حاد عن الطريق, وصدق الشاعر حين قال:-

إذا كان رب البيت للدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

ولهذا المعني الهام حذر الرسول –صلى الله عليه وسلم – امرأة من الكذب على ابنها الصغير وبيَّن لها أن الكذب عليه أمر خطير ولا يستهان به لصغر سنه.

...يقول عبد الله بن عامر –رضي الله عنه-:-

((أتانا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بيتنا، فذهبت ُ ألعب فقالت أمي:-

يا عبد الله تعالى أعطيك، فقال رسول الله :- وما أردت أن تعطيه؟

قالت : تمراً. فقال :أما أنك لو لم تفعلي كُتبت ْعليكِ كذبة))، رواه أبو داوود.

يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – :-

((كلكم راعٍِِ وكلكم مسئول عن رعيته ........)) صحيح، ((إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل بيته))، صحيح.

وخلاصة القول:

إن الأبناء في حاجة إلي القدوة الصالحة وأقرب من يتلقى منهم هذه القدوة هما الأب والأم.

وإذا كنا نقول لا للخيانة الزوجية فذلك من أجل جيل سوي مهذب يتربى في كنف أبوين طاهرين عفيفين.

وبكلمة موجزة نقول تماسك الحياة الزوجية = تماسك المجتمع والأمة.

وفق الله الجميع إلى تحقيق السعادة في حياتهم الأسريةأأألا

منقول