خلاف بين رجلين يؤدي لنفوق 70 رأساً من الإبل
 

على الجانب الشمالي من وادي الرمة وبالمنطقة الواقعة بين محافظتي رياض الخبراء والرس وعلى مقربة من الطريق وفي منظر يصعب على المرء تخيله وتصديقه، تلقت بلدية محافظة الرس بلاغاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل أيام يفيد بوجود قطيع من الإبل سُجنت داخل شبك مضت عليها أيام بلا ماء ولا أكل، يصل عددها إلى ما يقارب المائتين رأس، يقدر ثمنها بأربعة ملايين ريال، وفور تلقي الخبر وجَّه المهندس عبد الرحمن العميل رئيس بلدية محافظة الرس وبدافع إنساني وجَّه مساعد الرئيس ورئيس قسم الحدائق والتشجير فوراً بتوجيه صهاريج ماء لسقي هذه الحيوانات وشراء أعلاف وإطعامها لحين معرفة ملابسات قضيتها والتنسيق مع المحافظة بهذا الشأن.

وهذا ما تم فعلاً من بداية الأسبوع المنصرم, وما زالت البلدية ترعى هذه الإبل بسقيها وإطعامها.
وبعد التحري والبحث عن حقيقة هذه الإبل علمت (الجزيرة) أن خلافاً حاداً نشب بين البائع والمشتري، وأكدت مصادر أن القضية تعود إلى ستة أشهر مضت وقد نفق منها في الأشهر الماضية عدد 70 رأساً بسبب الجوع والظمأ.. المشتري الذي تحتفظ (الجزيرة) بكامل اسمه قال: تعرضتُ لخدعة واحتيال من قبل البائع و(انطلت) عليَّ الحيلة بسبب الثقة الزائدة، وإيضاحاً للحقيقة وهي تعود لشخص آخر وحصلت مبايعة بيني وبينه بشأنها واتضح أنها غير شرعية وتقدمتُ للمحكمة العامة بمحافظة الرس طالباً النظر بالقضية بالقضاء المستعجل حسب نظام المرافعات الشرعية إلا أن المحكمة مازالت تنظر بالدعوى.
ولم تتصرف حيال الإبل بأي شي رغم أنني أبلغتهم أن الإبل هلك منها 70 رأساً في الفترة الماضية، وهناك خمسون منها مريضة ومهددة بالعمى والباقي عليها خطر من الجوع والمرض والهلاك، وطلبت من المحكمة التصرف فيها بحسب ما تراه، حسب الوجه الشرعي، وبذلك وصلتُ إلى حد برأتُ فيه ذمتي لأني لا أستطيع الإنفاق عليها.
من جهة أخرى التقينا الشيخ رشيد الحربي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قام بمخاطبة البلدية عن موضوع الإبل فقال: تلقيتُ إخبارية من أحد المواطنين عن هذا الموضوع وتوجهتُ وعددٌ من رجال الهيئة إلى المكان فكان المنظر بشعاً جداً.. الإبل تأكل بعضها.. شاهدتُها بنفسي.. مشهد مبكٍ يقشعر منه البدن؛ ويضيف: هذه قضية حيوانات ضعيفة لا يعقل ما يحدث لها وهذه الأفعال لا تليق بالمسلم إطلاقاً.
وقمتُ بالاتصال ببلدية محافظة الرس للمساعدة في إنقاذ هذه الثروة الوطنية من الهلاك ووجدت التجاوب لإطعام هذه الحيوانات وسقيها لحين الانتهاء من أمرها ولا يوجد عذر لما اقترفه البائع والمشتري ويجب أن يعاقبا.
كما التقينا مساعد رئيس بلدية الرس الأستاذ شامان حضرم الحربي حيث قال: منذ تلقينا الخبر عن هذه الحيوانات الضعيفة وما آل إليه حالها وجهنا قسم السقيا بالبلدية لتوجيه ما يلزم من الماء لسقيها فوراً حيث تم إرسال عدد وايتينِ شربتاه بلحظات. وكانت هذه الإبل هزيلة جداً وتوقعنا أن أغلبها قد نفق إلا أنها قامت متثاقلة وقد أصابها الإعياء نحو الماء، ثم تم شراء سيارة أعلاف حمولة صغيرة فتم إعلافها وقد تكرر ذلك الشيء بتوجيه أعلاف سيارة نقل صغيره ووايت ماء يومياً، ونعجب من هذا التصرف الأهوج ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل، وليس لهما عذر في ما فعلا بهذه البهائم!!.
من جانبه قال حمد إبراهيم الذياب رئيس قسم الحدائق والتشجير إن هذه الأعمال منافية لتعاليم ديننا وبها إهدار للمال وللثروة الحيوانية وسنحاول توجيه مخلفات قص المسطحات الخضراء بالمحافظة لها لتقتات منه لحين معرفة التوصل لحل لمشكلتها.
من جهته أفاد أحد المشايخ المتقاعدين في هذه القضية أن حكم الشرع المتوقع صدوره بمثل هذه القضية هو أن تصادر هذه الإبل لبيت مال المسلمين ويعزر البائع والمشتري بالعقوبة المالية والجسدية وأن تشكل لجنة من قبل المحكمة لمعاينتها وتوضع حراسة عليها حتى تنتهي هذه القضية.


جريدة الجزيرة

رد : خلاف بين رجلين يؤدي لنفوق 70 رأساً من الإبل
 

لاحول ولاقوة الا بالله

لا تعليق

رد : خلاف بين رجلين يؤدي لنفوق 70 رأساً من الإبل
 

هلا وغلا بمرورك العطر