قبيلة بني رشيد - من الإعجاز الغيبي :سفينة نوح بين أخطاء العهد القديم وتصويب القرآن :(مجهودي)

تحدث أحبار اليهود في سفر التكوين عن قصة نوح عليه السلام, وفصلوا الحديث عن السفينة وحجمها ومقاساتها وعن الطوفان وكيفيته, وعن الركاب الذين حملهم نوحٌ عليه السلام معه في السفينة من البهم والبشر, ولقد صحح القرآن الأخطاء التي وردت في رواية العهد القديم كالآتي :

1- زعمهم أن الله أمر نوحًا أن يٌقسّم البهائم إلى قسمين بهائم طاهرة وبهائم غير طاهرة, والصواب هو ماذكره القرآن في قول الله تعالى (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ), زوجين اثنين ذكرًا وأنثى.

قوله تعالى(وَفَارَ التَّنُّورُ) إشارة علمية لاقتراب حدوث الانفجارات النبعية التي ستشكل الطوفان.

2- زعمهم أن نوحًا حمل معه بنيه كلهم في السفينة, وذكروا هذا الزعم أكثر من مرة, وقد صحح القرآن هذا الخطأ بأن نص أن أحد أبنائه كان كافرًا وأنه لم يركب معه في السفين, وإنما غرق مع المغرقين,قال تعالى (....وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).

3- زعمهم أن نوحًا حمل معه امرأته في السفينة وأنها نجت مع الناجين, وصرّح القرآن بأن امرأة نوح كانت كافرة, مثل امرأة لوط, وأنهما لم يغنيا عنهما من الله شيئًا, وكونها كافرة معناه أنها لم تركب معه السفينة, وإنما غرقت مع المغرقين, وقد قال تعالى (قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آَمَنَ وَمَا آَمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ).

4- زعمهم أن الطوفان كان من السماء فقط, وصرّح القرآن بأن الطوفان كان من نزول الماء من السماء وتفجر الماء من الأرض, فالتقى ماء السماء وماء الأرض, قال تعالى (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10) فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).

5- زعمهم أن السفينة استقرت على جبال " أراراط" , وقد نص القرآن على أنها استقرت على جبل"الجودي" , قال تعالى (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).

في قوله تعالى:(ابْلَعِي مَاءَكِ)إشارة إلى أن الماء يعود للأرض، فمع أن الماء نزل من السماء وقسم منه نبع من الأرض إلا أن الخطاب جاء للأرض أن تبلع ماءها، إذن كل الماء هو للأرض وهذا يشير إلى أن الماء الذي نزل من السماء إنما جاء من الأرض أصلاً.

حروف النداء: المد دلالة على أن الأرض تسمع, ولقد أتت الأحداث بالفعل المبني للمجهول للسرعة, وأيضًا جاءت الأفعال المبنية للمجهول في الأمور الإلهية ليبين هيبتها.

في إضمار السفينة في قوله (استوت على الجودي) شرط الفخامة والدلالة على عظم الشأن.

فالقرآن ليس كلام الرسول, فلو كان من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم, لأخذ كلام الأحبار في العهد القديم, ولوقع في نفس الأخطاء التي وقعوا فيها, إن هذا كله يدل على أن القرآن كلام الله أوحى به إلى محمد صلى الله عليه وسلم.