قبيلة بني رشيد - الامتحانات والمخدرات

تسبب المخدرات و العقاقير المخدرة مخاطر و مشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم , و تكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية و النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية و التي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية و الدولية لمعالجتها .

إن الاقبال على تعاطي المخدرات يعد سلوك منحرف قد يندفع الفرد اليه نتيجة لتعرضه لظروف نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية تؤثر عليه، ولكن تختلف درجة التأثير هذه من فرد لآخر، وقد دلت الدراسات والبحوث على أن تعاطي المخدرات يزداد مع تدهور الأوضاع الاجتماعية والنفسية والاقتصادية. حيث ( ضعف الوازع الديني - مجاراة أصدقاء السوء – الحاله الاقتصادية المتدنية او بالعكس العيش بالرفاهيه الزائدة ( دون رقابه او توجيه) - التقليد الأعمى ومجاملة الآخرين – الفراغ - كثرة سفر الشباب إلى الخارج مع انعدام الرقابة الأسرية عليهم ) كل هذة اسباب من الاسباب الكثيرة لدى متعاطى الاقراص المخدرة وما بحكمها .

فى الاونة الاخيرة اظهرت لنا الدراسات والابحاث العلمية بان توزيع المواد المنبهه تزداد انتشارا فى أيام الامتحانات لدى الطلبه والطالبات وذالك عن طريق نشر الافكار المسمومة لديهم من المروجين لهذة الافه فى انها تزيد من درجة استيعابهم الى جانب انها تعطيهم القدرة على المذاكرة لاوقات طويله دون عناء , فالطلبه يعتبرون لهولاء المروجين صيدا ثمينا حيث قدرة التأثير عليهم بابسط الطرق والكلمات المغريه لهم والترغيب فيها لهم مثل تقديمها بأسعار زهيدة أو أحيانا إهدائها للطلبه والطالبات بالمجان مقابل تجربتها خصوصا إذا كانت " المرة الأولى" مشيرا إلى أن المروجين قد يسمون هذه الحبوب بغير اسمائها تحبيبا وترغيبا لهذة الافه الى ان يقعوا فى شباكهم ويداومون على تعاطيها أثناء الامتحانات وبعدها الى ان يخرج لنا جيلا ضعيف الفكر , حيث دمرت تلك الافه لجسده وعقله والقضاء عليه تماما .

لذا ندعو الى ضرورة تضافر الجهود من أجل الحد من انتشار هذه الآفة في أوساط الطلاب ، ودعوة أولياء أمور الطلاب إلى مراقبة أبنائهم قبل وبعد الاختبارات ومعالجة أي بوادر تتغير على سلوكهم واهمية تعريف الأبناء والبنات بخطورة تعاطي هذة الافه وتهيئة البيوت للامتحانات بعيدا عن أساليب التخويف والترهيب من الاختبارات والحرص على متابعتهم وتهدئتهم وحثهم على المذاكرة والالتجاء إلى الله عز وجل.
الغريب فى الامر أن فترة الامتحانات تمثل للكثير من الطلاب شيئا عظيما وعليه يبذل الطالب قصارى جهده من اجل تحصيل اكبر قدر ممكن من المعلومات التى ستكون سندا له في تلك الامتحانات , وهنا السؤال يطرح نفسه :-

هل هذة الامتحانات تحتاج من الطالب دراسه مضاعفة من اجل الاستعداد لها ؟!! أم هى عبارة عن تحصيل حاصل ؟!!
نرى انه من المفترض ألا تمثل هذة الامتحانات عبئا على طلابنا لدرجه انهم يسهرون الليالى ويبحثون عما ينشطهم ويقوى ذاكراتهم ليعطيهم القوة للسهر من اجلها و تحصيل اكبر قدر من المعلومات . حيث ان جميع هذة المعلومات التى جمعت بسرعة ستضيع هباءا منثورا , ولو انهم عملوا على ترتيب أوقاتهم من بدايه العام الدراسى لما احتاجوا الى كل هذا الجهد الذائد .

لذا نناشد وزارة التربية والتعليم وجميع الجهات المعنية بضرورة وضع الخطط التى من شأنها ان تضع طلابنا تحت المراقبه الدورية طيله هذة الفترة من الامتحانات هذا الى جانب قيام المدرسه بدعم المناهج الدراسيه التى تخبرهم عن اضرار تلك المواد المخدرة ومعرفه جميع انواعها لعدم وقوعهم فى شباك المروجين لها . وايضا القيام بعمل دورات تدريبية لجميع المدرسين والاخصائيين النفسيين بالمدارس من اجل توعيتهم وتعرفيهم بكل نواحى وجوانب الادمان حتى يعرفونها متى لجأ الطلاب إليهم . هذا الى جانب الدور الحيوى الذى يجب ان تقوم به الاسرة حيث ان الأسرة عماد المجتمع.. والأبناء نتاج الأسرة ... فإن حسنت تربيتهم وتنشئتهم صلح المجتمع وتقدمت الأمة.. لذا وجب على الوالدين أن يستلهما ما قررته شريعتنا السمحة في أسلوب تربية الأبناء .. وغرس القيم والمبادئ الحميدة في نفوسهم .. والاتجاه إلى طاعة الله ورسوله .. صلى الله عليه وسلم ... وهكذا نضمن لهم السلوك القويم والابتعاد عن الانحراف العقيم .. ومما يؤسف له .. أن بعض الأسر تركز في تربية أبنائهم على الجانب المادي .. وتهمل الجانب المعنوي والروحي .. وتختلف الأسباب باختلاف الأسر ومستوياتها الاجتماعية .. وهذا الأسلوب ينعكس سلباً على الأبناء عند بلوغهم سن المراهقة وما بعدها .. وعندها تبرر كل أسرة سلوكيات أبنائها وفق هواها وكأن ما يرونه فى ابنائهم لا يعنيهم بشئ .

لذا يجب ان نوجه عناية جميع الجهات المعنية وأؤلياء الامور بالخصوص بأنه لن يستفيد الوطن بالطالب الذى تجاوز المراحل الدراسيه بهذة الطر يقة والشواهدا كثيرة امامنا حيث تخريج شبابا فاقدا للوعى مذبذب الفكر وعاله على الاسرة التى نشأ بها والمجتمع بأسره .