قبيلة بني رشيد - ((( محمد مات ... خلف بنات ))) وبداية أسد فلسطين وشيخ الجهاد والمجاهدين أحمد ياسين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما سألوا الشيخ الشهيد أحمد ياسين رحمه الله تعالى عن بداية الجهاد وتأسيس حركة حماس الإسلاميه قال عشية هزيمة 67 هجري عندما قال موشي ديان ((( محمد مات ... خلف بنات )))
40041bani-3abs40041bani-3abs40041bani-3abs40041bani-3abs

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

عندما دخلت القوات الأسرائيلية الى مدينة القدس في أعقاب هزيمة الخامس من حزيران / يونيو 1967 م ، أنشد العسكر الأسرائيلين بهذه الكلمات (محمد مات ... خلف بنات ) وكان في مقدمة الجنود المحتفلين أنذاك وزير الحرب الأسرائيلي / موشي دايان ...

الكلمات التي مر عليها أكثر من خمسة وثلاثين عاما تعبر بوجه صريح عن كيكونة الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، فالحرب المعلنة فعليا منذ العام 1948 م وهو عام نكبة الجيوش العربية في فلسطين تدخل الآن مراحل أكثر تقدما لتؤكد أن الحرب ليست ذات توجه قومي أو عرقي بقدر ما هي حرب دينية صرفه طرفاها هم أؤلئك المسلمين بقيادة نبيهم الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم و أؤلئك المتحصنيين بأسوار خيبر من اليهود ...

قال الله تعالى :: ((( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .... )))

فأسرائيل الكيان الذي زرع في جسد الأمة الأسلامية والتي بدأت تاريخها السياسي منذ أعلان قيام دولتها أعتمدت على النهج الديني الأكثر تطرفا في التركيبة السياسية ، لذلك كان مؤسس دولة الكيان الصهيوني ( بن غوريون ) يؤكد بعد أعتراف الولايات الأمريكية وبريطانيا بدولته بقوله : " نحن اليهود شعب الله المختار ، وهؤلاء العرب من حولنا مجرد شعوبا كارهة لنا ولديانتنا اليهودية المتسامحة مع كل الأديان الأخرى ... " .

فالمتتبع للحركة السياسية الأسرائيلية منذ 1948 م حتى 2002 م سيجد أن العلمانية الأسرائيلية هي مجرد ((( غطاء ))) للعمل السياسي العام في الحركة السياسية العامة ، فحزب العمل الأسرائيلي الذي يمثل اليسار هو الشكل العلماني الذي دخل فعليا في مفاوضات السلام منذ مدريد في بداية التسعينيات حين كان يرأس الحكومة أنذاك ( شامير ) وحتى العام 1994 م حين وضعت مبادىء ( أتفاق أوسلو ) وتم التوقيع على صيغته النهائية في حديقة البيت الأبيض بين رئيس السلطة الفلسطينية / ياسر عرفات و رئيس الوزراء الأسرائيلي / رابين .

هذه العلمانية الأسرائيلية هي مجرد ( الهامش ) السياسي الذي يتم به التلاعب لتحقيق أغراض سياسية أوسع نطاقا ، وهذا ما نقرأه في القبول الأسرائيلي بعملية السلام بشكل عام ، فالواقع يتحدث أن أسرائيل حققت مالم تحققه في كل حروبها ضد العرب أجمعين خلال أكثر من ثلاثة عقود زمنية كسبت فيها أسرائيل كل المعارك الحربية الا أن الأنتصار فيما بعد 1991 م تمثل في تطبيعات مباشرة من الجانب العربي يتمثل في معاهدة ( وادي عربة ) الموقعة مع المملكة الأردنية الهاشمية ، والتطبيع الكامل مع موريتانيا ، والأعترافات الجزئية مع كل من قطر وعمان والمغرب ...

أن أسرائيل ومنذ بداية عملية السلام رفعت شعار ((( الأرض مقابل السلام ))) ، وهذا الشعار لم يأتي من فراغ بل من الداخل الأيدلوجي للسياسة الأسرائيلية فالأرض هي للعرب وهذا لم يتحقق ، فأسرائيل حين وقعت معاهدتي أوسلو و وادي عربة لم تسلم فعليا مساحة تستحق من الأرض بل أنها مازالت تعبث بالضفة الغربية وقطاع غزة ونجحت خاصة مع الجانب الأردني في تثبيت دعامة الأمن للداخل الأسرائيلي ، فالمستفيد من كل اللعبة السياسية هي أسرائيل .

هنا يتضح بجلاء مفهوم ( العلمانية ) في الفكر السياسي الأسرائيلي ، فالعلمانية هنا مجرد وسيلة لتحقيق أهداف الدولة العبرية في التمدد والسيطرة ، بينما الجانب الآخر وهو العرب اللذين أنسلخوا من عقيدتهم الدينية ودخلوا المفاوضات والحروب ضد أسرائيل بمفهوم ذائب ومبهم يتمثل في القومية العربية والتي تصطدم بالواقع السياسي الدولي دون مرجعية تاريخية ذات أنتصارات مركزية .
فالعرب جنس لم يرتقي حضاريا الا بعد أن جاء الأسلام ، والأسلام هنا ليس فراغا بل هو من جلب الأنتصارات الحقيقية فلا عز للعرب الا بالألتزام بالدين الأسلامي فالأرتباط بين العرب والدين هو المحقق للمنجز المستحيل .

لم يخطىء اليهود حين أنشدوا ((( محمد مات ... خلف بنات ))) ، فنحن تركنا قدرتنا وراء ظهورنا بينما عدونا تمسك بتوراته وهذا هو سر تفوقه علينا على مدار أعوام الصراع الطويل ...

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ... (( نحن قوم أعزنا الله بالأسلام ، فأذا أبتغينا العزة بغيره أذلنا الله )) ...