قبيلة بني رشيد - "وقعة النَّقرَةُ"

"النقره" ماء في عالية "القصيم" يطؤه الطريق المسفلت الذي يصل القصيم بالمدينه المنوره و يقع على بعد 297 كيلاً من "بريده" جهة الغرب .

و ذكر "العبودي" في "النقره" أنه حدثت وقعة بين ابن ليلى قائد سرية لابن رشيد و بين قوم من بني رشيد على "النقره" فصارت الغلبه لبني رشيد (1) .

و هنا خلط "العبودي" بين ابن ليلى و ابن جراد فنسب المعركه "النقره" إلى "ابن ليلى" و الصحيح هو ابن جراد و ليس ابن ليلى فإبن ليلى قد قُتل في وقعة :العلم" كما سبق بيانه و وقعة "النقره" وقعت بعد وقعة "العلم" , أنظر هذا الرابط :

http://www.bani-3abs.org/aa/showthread.php?p=2451186#post2451186

أراد الأمير سعود بن عبد العزيز بن رشيد أن يثأر لقتلى وقعة "العلم" فأرسل ابن جراد أحد أمرائه على سرية لإبن رشيد لتوجه نحو قبيلة بني رشيد .

و كان من أمر يوم "النقره" أن فروعاً من بني رشيد قد نزلت من ديارها المحصنّه مثل جبال "العلم" و حرّتها "حرة النار قديماً" متوغله في الأراضي الواسعه و المنبسطه بجهات "النقره" و في ذلك وجد ابن جراد الفرصه مواتيه له للاغاره عليهم و هم مبعثرون في وسط الصحراء فباغتهم ابن جراد فأخذهم فريقاً بعد آخر .

فنذرت بعض فروع قبيلة بني رشيد بهذا الغزو المفاجيء فهرعت مستنجدتاً لما أصاب فروعهم الأخرى .

بينما ابن جراد ظل يلملم الغنائم متخذاً من بئر "النقره" مكاناً للتجميع و إذا هم كذلك وصل المدد من بعض فروع الرشايده و اتخذت من الجبل المطل على بئر "النقره" من جهة الشمال مكاناً للتحصن و كان أول من طلّ عليهم من على الجبل رجلاً يدعى "حضرم" من فرع القلادان الذي صوّب بندقيته تجاههم فصاب رصاصة حنك "رحول" قد شُدَّ على كورها طرف رواقٍ من أروقة بيت الشعر و طرفه الآخر ما زال في الأرض فما كان من الرحول "الناقه" إلّا أن نهضت و هي ترغيّ و تجول في وسط الإبل و هي تجر خلفها على الأرض رواق البيت مما أفزع الإبل فهاجمت جميعها و تعذر على ابن جراد السيطرة على هذا الموقف في حين تحصنّت قبيلة بني رشيد و أخذت مواقعها و أمطروا سرية ابن رشيد بوابل من الرصاص و هم في فوضى من أمرهم و سترجعت بنو رشيد ما أخذه ابن جراد من الإبل و الغنائم و زادت عليها نجائب إبل ابن رشيد و التي كان وسمها و هو "مطقع" فوضعت بنو رشيد فوق هذا الوسم وسمها و هو "الكفه" و في ذلك يقول أحد شعراء بني رشيد ما يلي :

يا جراد طار ما وقع 000000 ورّد "النقره" يبا ماها
قال وقع قال ما وقع 000000 ديرتي و ابعد ممساها
يوم حضرم وسطهم صقع 000 الضياغم خاب مغزاها
كم ذلولٍ وسمها مطقع 00000 فوقه الكفه وسمناها
كم هنوفٍ نهدها صقع 00000 طشت البخنق بيمناها
كم جوادً دمها نقع 000000 بغميق الروح أصبناها
طار و أقفى مودع 000 حتى خيله و الحله كسبناها

من الجدير بالذكر : أن المؤرخ | محمد علي العبيّد -رحمه الله- (ت 1377 هج) قد ذكر الموقعه بالتفصيل , و قيل أنه كان حاضراً فيها , أنظر : (مخطوط : النجم اللامع لنوادر جامع : 372) .

______________________

(1) "المعجم الجغرافي - بلاد القصيم" ج 6 ص 2435 .