بسم الله الرحمن الرحيم

كيف أسامح ؟؟؟

التسامح شيمة الأكرمين !!!

والعفو عند المقدرة !!!

كلها أقوال جميلة وكلها أوامر علوية حتى تسمو النفس البشرية...!!!

أحيانا يخاف الكثيرون منا إبداء هذه المشاعر حتى لا تفهم بعكسها !!!

لأن الكثير من الناس يعتقدون أن في التسامح ضعف...!!!

"ولقد قالها لي أخ كريم من قبل ...

أنه أحيانا يفهم منك هذا على أنه ضعف مع أني أصل ود من قطعني بغير ذنب !!!"

هكذا يعتقدون بأنه سوف يتم تفسير فعلهم هذا!!!

إذا كنا على وعي بهذا سوف أقوم ببعض التصحيحات ...

أهم وسيلة لتركيز وعي الناس على أن التسامح قوة وليس ضعفا هي:

قناعتهم الداخلية والمتأصله بهذا !!!

ومعرفة ذلك وخاصة لو كنا مسلمون وفي عقيدتنا يرسخ هذا المعنى !!!

لذا وجب علينا القناعة التامة بذلك

أن التسامح قوة ...وليس ضعفا على الاطلاق !!!

التسامح قوة...!!!

كيف يمكن تحقيق هذا؟؟؟

وترسيخه في الوعي الإنساني ؟؟؟

فالتسامح يكون أشد ثقلا في المعركة الانتقامية !!!

فهناك طرفان في هذه المسألة ...

طرف تم الخطأ فيه وطرف آخر هو المخطئ ...

لذا قد يعاند أو يكابر الطرف المخطئ ولا يعترف بخطئه ...

وأيضا المخطئ فيه يعاند ويكابر ولا يقبل إلا الانتقام ...

لأنه بمنتهى البساطة أسهل وأيسر واقصر الطرق ومن وجهة نظره

أنه حق له أن يرد على ذلك !!!

ولكن ...

إذا كان هذا الطرف (المخطئ فيه) عاقلا متزنا إلى حد ما وعلى دين وعقيدة سليمة

سوف يفكر مليا قبل أن يقدم على رد الانتقام لنفسه ...

بالخطأ المماثل (العين بالعين)

أو حتى اشد وأعنف (البادئ أظلم)

ولكن يقابل هذا الخطأ بمنتهى الموضوعية والعقلانية والصبر والاحتساب لله

ولسوف يؤجر على هذا لا محالة...!!!

وبمنتهى الهدوء والصبر ويقول :

لقد عفوت ... لقد سامحت...لقد تغاضيت ...

وأحتسب أجري عند الله ...!!!

ربما ساعتها يفكر المخطئ

أننا عندما نقرر التسامح هذا قد دخلنا الطريق الأصعب وتحملنا وصبرنا

لنتخلق بخلق الإنسان السوي الأسوة الحسنة لنا عندما كان

اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وازواجه وذريته أجمعين

يحث نفسه وأصحابه على مسامحة الأعداء أو الخصوم

وخير شاهد عندما فتح مكة قال لهم

أذهبوا فأنتم آمنون ...!!!

منتهى العفو ... منتهى الكرم ... منتهى التسامح ...

منتهى القدرة البشرية لمواجهة الخطأ بالتسامح !!!

فالتسامح هو عدم المطالبة بحق لك ...!!!

وومحاولة لتناسي الخطأ ويأتي من عقل وقلب واعيان لما يفعله صاحبهما !!!

وايضا لا ينقصك قدرك أو حقوقك ولكن يزيدها ...

وهو يأتي من النفحة الربانية فينا !!!

والانتقام هو انتزاع لحق لك سواء بالمثل أو بالزيادة فكلاهما سواء !!!

ويجعلك تزداد شرا وحقدا وتتناسى حتى لو كان من أخطأ فيك قد أحسن إليك من قبل

ويأتي من عقل وقلب قد شابهما سواد الحقد وينقصك حقك حتى لو كان لك حق ...!!!

وهو يأتي من النفخة الشيطانية التي ينفثها الشيطان في قلبك وعقلك ...!!!!

فلتحاول من صقل تلك النفحة والازدياد منها بتنقية القلب والعقل

من اي حقد أو غل لأي أحد أخطأ فيك مهما كان !!!

ولا تحاول أن تجعل الشيطان يزداد نفثه في قلبك وعقلك فهذا نذير شؤم عليك !!!

أخوتي حاولوا أن تتسامحوا فيما بينكم ولا تبغاضوا ...

حاولوا السمو بأخلاقياتكم كما علمنا سيد الخلق أجمعين

أسوتنا الحسنة

سيدنا محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وازواجه وذريته أجمعين

تسامحوا وأحبو بعضكم البعض وأكثروا من إفشاء السلام بينكم

"تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"

كلها كلمات تحثنا وتدفعنا دفعا للتسامح

فنحن نسأل الله أن يعفو عن سيئاتنا ويغفر ويرحم ويسامحنا

فأولى بنا أن نتراحم فيما بيننا

حتى عندما تأتي الساعة لعلها تزن وتثقل من ميزان حسناتنا...

اللهم آمين