نحن.والأقلام....
ألقيت نظرة إلى قلمي وقلبي ..في لحظة مرت بي...
حينما رأيت شخصا يعلو صدره وينخفض..
وهو يخرج من أعماق أعماقه نفثة الأسى ..
من عالم ملييء بالهموم والصعاب ..
أمسكت قلمي لأبعث من حروفي رسالة ..
وما أريد من ذاك إلا أن أستشعر نحن معاشر من يكتب
قيمة تلك اللحظة ..التي نخرج فيها كوامن قلوبنا ..
على ما في إخراج مكنون الأنفس من جمال ..
وراحة تسري في حنايانا ...إلا أنها حينما تخرج ...
تفتح معها أبوابا من الآلام والآمال على حد سواء ...
في لحظة من اللحظات سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك ..
ربما الكتابة تنكأ جراح لا تبرى أبدا ..
لكننا مع ذالك نرتاح في إخراج زخم الأمواج الهادرة ..
من بحار أفئدتنا إلى شواطىء صفحاتنا .. ترسو هناك بهدوء عذب ..
هدوء يخرجنا لعالم رحب مريح ..
يجعلنا نمر بدقائق نتأمل حروفنا التي خرجت من صميم معاناتنا ...عذبة
هدوء يجعلنا نهاجر من سطوة غضبنا ..إلى ابتسامة الرضى عن أنفسنا
هدوء لذيذ يجعلنا نسكب عبرة مختلفة عن سابقيها...
لأنها ممزوجة بنوع من الفرج ..
فلله الحمد والمنة على تلك النعمة.
يا ...للعجب..
في أحاين كثيرة ونحن في خضم كتاباتنا ..نصارع أمواج العبارات .. والعبرات
يتحدد بل ويتجسد مع كل حرف سطرناه ..
مساحة من الارتياح بانزياح سيل المشاعر المتراكم ..
من مواقف الحياة المتتابعة بثقلها على كاهلنا ...
يا ليت شعري لو لم نملك بأمر الله ناصية الأقلام ..
فمن ذاك الذي يرفع عن أنفسنا ثقل الأيام ...
إن في وقائع الأيام سياط مؤلمة لأجسادنا ..
تنهكنا بالأرق والآهات والدموع..
و لربما تلك حكمة بالغة ..غائبة عنا مغيبة عن وعينا بعدم انتباهنا..
فبين هم الكتابة ..والبحث عن الحروف ..والتقاط الكلمات ..واستجداء العبارات ..
تتجدد المشاعر عمقا وفهما واتضاحا وتصويبا ..
هذا هو الرونق الذي يكسب الكلمات تلألأ... لا يخمد بمرور الأيام ..
لأنه خرج من عمق الصدق مع النفس ..
وكفى بالصدق نورا ينبعث في حروفنا..
و يا لعمق المشاعر بين إحساسنا بها ..وإمساك القلم لإخراجها ..
إلى حيز الصفحات... والنزول بها إلى معترك الحياة ..
وإني لأحمد الله على تلك اللحظة..
حينما أنفرد أنا والقلم ...
نجلس سويا برهة من الشفافية..
سواء كتبت ..أو رسمت ..
كلاهما على حد سواء يشعرني بنعمة الأقلام..
ذاك أن تلك اللحظة ..
هي أقل ما بقي لي من اللحظات التي أكون فيها"أنا"كما "أنا "
نفسا وإحساسا و صدقا وحبا و حقيقة.
فإني كدت أنسى نفسي في رحلة التعب ...
التي قطعتها في الأرض ..
ولا يدرك صدق الأقلام...
إلا الصادقون .