قبيلة بني رشيد - قبيلة عبس بن بغيض اعلامها (12) خالد بن يزيد العبسي

خالد بن يزيد العَبْسي
من التابعين كان أحد القادة في جيش حسان ابن النعمان الغساني
وكان من بين الأسرى المسلمين الذين أسرهم البربر في معركة (يوم البلاء) بالمغرب الأوسط حولي 75هـ وكان خالد وهو في الأسر يرسل بصورة سرية معلومات عن جيش البربر إلى حسان ابن النعمان مما مكنه سنة 82هـ من مهاجمة البربر وإلحاق الهزيمة بهم سأل حسان بن النعمان الغساني أهل القيروان عمن بقي من أعظم ملوك إفريقية ليسير إليه فيبيده أو يُسلم فدلوه على أن امرأة بجبل أوراس يقال لها الكاهنة وجميع من بإفريقية من الروم خائفون منها وجميع البربر مطيعون لها فإن قتلها وان لك المغرب كله ولم يبق لك فيه مضاهٍ ولا معاند وكانت هذه الكاهنة بربرية. وعزم حسان على قصدها فخرج إليها بجيوشه وقتل من العرب خلق كثير فسمي ذلك اليوم يوم البلاء وسمي النهر الذي التقوا عليه: نهر البلاء فاتبعته الكاهنة بمن معها حتى خرج من حد قابس فأسلم إفريقية ومضى وجهه وأسرت من أصحابه ثمانين رجلاً منهم خالد بن يزيد العَبْسي وكان رجلاً مذكوراً فأحسنت إساءهم إلا خالد بن يزيد وكان أذكى من كان مع حسان فحبسته عندها ثم عمدت إلى دقيق شعير مقلوّ فأمرت به فَلُتَّ بزيت والبربر تسمي ذلك (البسيسة) وقالت لخالد ما رأيت في الرجال أجمل منك ولا أشجع وأنا أريد أن أرضعك فتكون أخاً لولدي فعمدت إلى دقيق الشعير الملتوت بزيت وجعلته على ثديها ودَعت ولديها وقالت: كلا معه على ثدييّ ففعلا فقالت قد صرتم إخوة وكانت الكاهنة من جماعة من البربر لها رضاع إذا فعلوه يتوارثون بينهم ولا تزال مثل هذه العادة موجودة عند بعض القبائل ومنها اليزيدية في العراق. وقد يكون لتقرب خالد بن يزيد من الكاهنة أثر كبير على الإحسان إلى الأسرى فمن المحتمل جداً أن خالداً بذل جهوده بعد أن أصبح أسيراً عند الكاهنة لإنقاذ إخوانه الأسرى فكان له ما أراد.وتوافت على حسان فرسان العرب ورجالها من قبل عبد الملك فدعا حسان عند ذاك برجل يثق به وبعثه إلى خالد بن يزيد فأتاه فقال لـه إن حسان يقول لك ما يمنعك من الكتابة إلينا وبعث حسان مع هذا الرجل بكتاب يستعلم من خالد الأمور فكتب خالد في ظهر كتاب حسان: (إن البربر متفرقون لا نظام لهم ولا رأي عندهم فاطو المراحل وجدَّ في السير) وجعل الكتاب في خبزه فاحترق الكتاب بالنار فلما كسر حسان الخبزة وقرأ الكتاب الذي كتبه إليه خالد وجده قد أفسدته النار.فقال لـه حسان إرجع إليه وعاد الرجل إلى خالد فكتب إلى حسان بما كتب أولاً وأودعه قربوس السرج حفره ووضع الكتاب وأطبق عليه حتى استوى وخفي مكانه.ولما اقترب حسان من الكاهنة خرجت ناشرة شعرها فقالت يا بني انظروا ماذا ترون في السماء؟ فقالوا نرى شيئاً من سحاب أحمر فقالت لا وإلهي ولكنها رَهجْ ثم قالت لخالد بن يزيد: (إني إنما كنت تبنيتك لمثل هذا اليوم أنا مقتولة فأوصيك بأخويك هذين خيراً فانطلق فخذلها أماناً) فانطلق خالد فلقي حسان فأخبره خبرها وأخذ لابنيها أماناً، كان حسان حريصاً على جميع المعلومات عن العدو فحرص على الاتصال بخالد بن يزيد وحصل على معلومات قيمة جداً عن تفرق البربر فلا نظام لهم ولا رأي عندهم وبذلك سار إليهم وهو قرير البال ومطمئن اللقاء يعرف أن العدو الذي سيقاتله منهار المعنويات 0
المصادر
1ــ محمد عبد القادر بامطرف/ جامع شمل أعلام المهاجرين المنسبين إلى اليمن وقبائلهم ج2،1 ص412.

2ــ أنظر البلاذري 231.

3ــ في معالم الإيمان 1/57 أساءت.

4ــ البيان المغرب 1/27.

5ــ محمد شيت خطاب/ قادة فتح المغرب العربي ج1 ص183- 188، ص195- 217.

مع تحيات ابو مهند العبسي4774bani-3absn200678