قبيلة بني رشيد

قبيلة بني رشيد (http://ban3abs.com/aa/index.php)
-   المنتدى الإسلامـــي (http://ban3abs.com/aa/forumdisplay.php?f=3)
-   -   بداية العــــــــام الهجري الجديـــد ( 1431هـ ) (http://ban3abs.com/aa/showthread.php?t=72350)

أبو عيسى 18-12-2009 02:42 PM

بداية العــــــــام الهجري الجديـــد ( 1431هـ )
 
إخواني أخواتي اعضاء وزوار المنتدى الإسلامي بشبكة بني عبس..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

اليوم الجمعة. الموافق 1/1/1431هـ

نعم دخل العام الهجري الجديد (( 1431هـ )) نسأل الله أن

يجعله عام خير وبركة ويكتب الله فيه النصر والرفعة للإسلام

والمسلمين .. وكما تعلمون إن بداية كل عام بشهر الله المحرم ،

وهو أول شهور السنة الهجرية وأحد الأشهر الحرم التي قال الله فيها :

(( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ

وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ))

[ التوبة : 36 ]

وبناءً على ذلك أذكر نفسي وإياكم بفضل صيام يوم عاشوراء بهذا الشهر0

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه

وسلم عن صيام يوم عاشوراء فقال:

{ أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.

وأما استحباب صوم يوم التاسع مع صوم عاشوراء

فدليلها قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم :

[ لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ]رواه مسلم

وقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله :

[ صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ وَلا يُكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ"

وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة

الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله :

[ يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط ، لكن الأفضل صيام يوم قبله

أو يوم بعده ، وهي السنّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :

" لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع0

تنبيه..

كما إنني أرى إن صيام اليوم التاسع في هذه السنه


أولى من صيام الحادي عشر نظراً لإحتمال إن اليوم


التاسع هو اليوم العاشر لهذا الشهر بالذّات,

وكذلك اتباعاً للسنه للحديث المذكور أعلاه..!!


هذا والله’ أعلم وأستغفر الله وأتوب إليه ,,

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه,,,,

رشيديه و أفتخر* 18-12-2009 03:03 PM

جزاك الله خير
وكل عام وانتم بخير

نايف ابن عليثه 18-12-2009 03:14 PM

جعلهآ الله في ميزآن حسنآتكـ ..

وكل عآم وفآلك الخير ...

البعيد الهادي 18-12-2009 03:15 PM

الله يجزاك خير ياابو عيسى
وجعله في موازين حسناااتك
وكل عاام والجميع بخير وصحه

لابتي وافتخر 18-12-2009 03:18 PM

جزاك الله خير
وكل عام وانتم بخير

كبرياء امراة 18-12-2009 03:18 PM

جزاك الله كل خير,,
وبااارك فيك,,
لك حبي,,وودي

أبو عيسى 18-12-2009 03:51 PM

شكراً للجميع على الإطلاع ونأمل الفائده للجميع,,

ابن صقعان 18-12-2009 11:54 PM

جزاكــ الله كل خير

سعد الرشيدي 19-12-2009 12:13 AM

http://bani-3abs.org/uup//uploads/im...876f087e69.gif

جزاك الله خير شيخنا ابو عيسى وجعلها بميزان حسناتك

الهلاليه 19-12-2009 12:23 AM

جزاك الله خير


وكل عام والجميع بخير



دمتم بحفظ الرحمن

هامة العز 19-12-2009 12:32 AM

جزاك الله خير
وكل عام وانتم بخير




(*العرعري*) 19-12-2009 01:03 AM

الله يجزاك بالخير ياابا عيسى ويكتبها بموازين حسناتك

ابو ريان الرشيدي 19-12-2009 01:05 AM

جزاك الله خير الجزاء

وجعلها بميزان حسناااااتك

الـرونـق 19-12-2009 02:01 AM

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه,,,,


اللهم آمين


جزاك الله خير

بنت الإسلام 19-12-2009 02:58 AM

جعلها الله في ميزان حسناتك

عويض بن شامان بن خلف 19-12-2009 05:12 AM

ابوعيسى بارك الله فيك وحفظك الله
أسمحلى بهذه الاظافة
نهاية عـــــــــــ 1430 ـــــــــام

http://www.islamway.com/inc/units/ph...cle_id&id=2720


بقي أيها الأحبة أيام معدودة ونودع فيها عامنا هذا بخيره وشره

فموضوعي ماهو إلا تذكير ، حاولت أن أضع فيه مقالات تتحدث عن نهاية العام من موقع صيد الفوائد
اسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها
وقبل أن أضع الرابط ، أضع بين أيديكم مقالة من دار الوطن للكاتب أبو خالد
=======

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أولاً وآخراً، والصلاة والسلام على من جاء بالصدق وصدّق به ظاهراً وباطناً، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

ما أسرع مرور الأيام، وما أشدّ تعاقب الملوان (الملوان: الليل والنهار)، وما أجرأ الليالي على هدم أعمارنا وانتقاص آجالنا.

بالأمس القريب ودعنا شهر رمضان الذي مضى وكأنّه حلم جميل ما أتى إلاّ وقد آذن بانصرام.. ثم مضى بعده موسم الحج وكأنّه طيف خيال أو عابر سبيل مرَّ مرور الكرام وانصرف.

واليوم نحن في وداع عامٍ كامل من أعمارنا وفي استقبال عام جديد.. سنة كاملة من عمر الإنسان قد تهيأت للرحيل.. ماذا أدينا فيها من أعمال؟!

وماذا قدَّمنا من طاعات؟ وماذا اكتسبنا فيها من أجور وحسنا؟

كم آية من القرآن قرأنا؟

وكم صلاة ركعنا فيها وسجدنا؟

وكم درهم أو دينار أنفقنا وتصدقنا؟

وكم من الأيام صُمنا؟

وكم من المعروف بذلنا؟

كم يتيم مسحنا دمعته؟

وكم مسكين فرَّجنا عنه كربته؟

وكم بائيسٍ فقير سددنا خلّته وقضينا حاجته؟

وكم مجاهدٍ دعونا له ونصرناه؟

وكم آمر بالمعروف ناهٍ عن المنكر شددنا أزره وباركنا خطاه؟

كم معصية ركبنا؟

وكم نظرة خائنة نظرنا؟

وكم رجل أو امرأة اغتبنا؟

وكم من حدود الله انتهكنا؟

وكم من ضعيف ظلمنا؟

وكم من فقير أو مسكين أو يتيم أهملنا؟

وكم من الساعات والأيام غفلنا؟

سنة كاملة أُودع فيها في صحائف الحسنات ما شاء الله أن يُودع.. وسُوّد فيها في صحائف السيئات ما شاء الله أن يُسوّد.. فيا ليت شعري من منَّا المقبولُ فنهنِّيه.. ومن منّا المطرود فنعزّيه..

ووجدوا ما عملوا حاضراً

ولئن كنا قد نسينا ما فعلنا من الحسنات والسيئات.. فإنّ ذلك محفوظ في كتاب قد أحصاه الملكان.. وسطره الكرام الكاتبون.. قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] أي ما يتكلم ابن آدم بكلمة إلاّ ولها مَنْ يرقبها، مُعَدٌّ لذلك، يكتبها، ولا يترك كلمة ولا حركة، كما قال تعالى: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ} [الانفطار : 10-12].
وفي يوم القيامة يرى كلّ إنسان عمله ماثلاً أمام عينيه فيعتريه الخوف والهلع، ويُنجّي الله تعالى أهل الإيمان برحمته بعد أن أطاعوه واتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم وعملوا بطاعته واجتنبوا معصيته، ويهلك الكافرين بسبب أعمالهم الخبيثة وأفعالهم الفضيعة كما قال تعالى : {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (29) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (30) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (31) وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُمْ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنَّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (32) وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (33) وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ} [الجاثية: 28-34].

وفي هذا اليوم يقف العصاة مذهولين مبهورين ويقولن: {يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً} [الكهف: 49].

بادر قبل أن يُبادر بك

فيا أخي الحبيب! هل أعددت لهذا اليوم عُدَّته؟ وهل سعيت فيما ينجيك من هوله وكربته؟

وهل حاسبت نفسك على ما بدر منك من أقوال وأعمال؟

وهل اجتهدت في طاعة مولاك ذي الجلال والإكرام؟

أم أنّك في غفلتك سادر.. وفي طريق الغيِّ سائر؟

أَفِقْ أخي قبل أن يحين موعدك فتقول: {رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} فيقال لك {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} [المؤمنون: 99-100].

وانظر أخي إلى الصالحين.. كيف كانوا يعملون؟ كيف كانوا يقولون؟ كيف كانوا يفعلون؟ واحكم على نفسك من خلالهم.. وقل لي: هل عملك ينجيك غداً من عذاب السعير؟ أم أنّك من الذين أساءوا العمل وأخطأوا المسير؟ أم من الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً؟ واجه نفسك بهذه الحقيقة ولا تعتمد على رجاء كاذب أو أماني باطلة..

واعلم بأنّ الصالحين قبلك مع ما كانوا عليه من عبادة وطاعة وإحسان عمل، كانوا لا يثقون بأعمالهم، ويخافون من الردّ وعدم القبول..

فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين، الذين رفع الله ذكره.. وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.. وبشَّره بالمنزلة العظيمة والمقام الرفيع الذي لا أعظم منه ولا أرفع يوم القيامة.
كان يقوم من الليل حتى تتفطّر قدماه، فلما قيل له: تفعل ذلك وقد غفر لك ربك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: «أفلا أكون عبداً شكوراً؟». وكان صلى الله عليه وسلم يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم الواحد أكثر من مائة مرة..

وهل كان صلى الله عليه وسلم يعصي ربه حتى يستغفره ويتوب إليه في اليوم مائة مرة؟

كلا والله ما كان إلاّ طائعاً، ولكنها المحاسبة الدائمة للنفس، والمراقبة التامة لخطراتها، والتواضع الجم باستغفاره والتوبة إليه وعدم الركون إلى مقام النبوة الرفيع.. قال صلى الله عليه وسلم: «لن يدخل أحد الجنة بعمله». قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟! قال: «ولا أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل».

فيا أخي الحبيب! إذا كان هذا حال سيد المرسلين فكيف يكون حالي وحالك؟ كيف نفرح ولا ندري ما مصيرنا؟ وكيف نلعب ولا ندري ما مآلنا؟ وكيف نمزح ولا ندري أمن أهل الجنة نحن أم من أهل النار؟ قال تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].

وقال تعالى: {يوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [آل عمران: 30].

وقال تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: 6].

فيحكم الله بين عباده ويحاسبهم على أعمالهم جميعاً، ولا يترك من ذلك شيئاً ولو كان صغيراً، ولا يظلم أحداً من خلقه، بل يعفو ويصفح، ويغفر ويرحم، ويعذّب من يشاء بقدرته وحمته وعدله، ويملأ النار من الكفار وأصحاب المعاصي، ثم ينجي أصحاب المعاصي من المؤمنين فيخرجهم من النار بعد أن يعذَّبوا فيها ما شاء الله، ويخلّد فيها الكافرين، وهو الحاكم الذي لا يجور ولا يظلم..

ثم لتُسألنَّ يومئذ عن النعيم

ولعظيم يوم الجزاء أمر الله عباده بمحاسبة أنفسهم والاستعداد لما أمامهم حتى لا يفجأهم الموت وهم على حالهم من الغفلة والإهمال، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم".

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإنّه أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذٍ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

فالمؤمن يحاسب نفسه لأنّه يعلم أنّه سوف يحاسب غداً بين يدي الله عز وجل، والعاصي يمضي قُدماً لا يحاسب نفسه؛ لأنّه غافل عن يوم الحساب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحدٍ إلاّ سيكلمه ربّه عز وجلّ، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلاّ ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلاّ النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة» [متفق عليه].

وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنّنا سوف نُسأل عن نعيم الدنيا فقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].

سوف يسألنا الله عز وجل عن نعيم الدنيا؛ عن الماء البارد، والطعام الشهي، والمسكن والمركب والملبس؛ ماذا عملنا فيه؟ وكيف وصلنا إليه؟

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبدٍ حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن علمه ما فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه» [رواه الترمذي وصححه الألباني].

قال قتادة: "إنّ الله سائل كلّ عبد عما استودعه من نعمه وحقه".

وقال ابن القيم رحمه الله: "والنعيم المسئول عن نوعان: نوع أُخذ من حلّه وصُرف في حقّه، فيسال عن شكره، ونوع أُخذ بغير حلّه وصرف في غير حقّه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه".

فيا أخي الحبيب: أعدّ للسؤال جواباً، وللجواب صدقاً وصواباً، فإنّ الأمر جدُّ خطير، لأنّه متعلق بالمآل والمصير، إمّا نعيم مقيم، وإمّا عذاب أليم.
قال أحد السلف: "لو أن الله توعدني إن أنا عصيته أن يسجنني في الحمام لكان أجدرُ بي أن لا أفتر من عبادة الله عز وجل، فكيف وقد توعدني إن أنا عصيته أن يعذبني في نار جهنم؟!".

طريقة المحاسبة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في طريقة محاسبة النفس: "وجماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً عن الفرائض، فإن تذكَّر فيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح.
ثم يحاسبها عن المناهي، فإذا عرف أنّه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية.
ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خُلق له، تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى.
ثم يحاسبها بما تكلّم به، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعته أذناه: ماذا أردت بهذا؟ ولمن فعلته؟ وعلى أيّ وجه فعلته؟
ويعلم أنّه لابد أن ينشر لكلّ حركة وكلمة ديوانان: ديوان لمن فعلته؟ وكيف لعته؟؛ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثاني سؤال عن المتابعة".

من أخبار أهل المحاسبة

أخي الحبيب: ليست محاسبة النفس مقتصرة على نهاية العام، أو نهاية الشهر أو نهاية اليوم، فإنّ الصالحين كانوا يحاسبون أنفسهم عند كلّ عمل من الأعمال أو قول من الاقوال، قال الحسن رحمه الله: "رحم الله عبداً وقف عن همّه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخَّر..".

وقال الحسن أيضاً في قوله تعالى: {وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: 2]: "لا تلقى المؤمن إلاّ يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟، والعاجز يمضي قدماً لا يعاتب نفسه".

وقال ميمون بن مهران:" لا يكون الرجل تقيّاً حتى يكون لنفسه أشدّ محاسبة من الشريك لشريكه".

وقال إبراهيم التيمي:مثّلتُ نفسي في الجنة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها. ثم مثَّلت نفسي في النار؛ آكلُ من زقومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي!! أي شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أُردّ إلى الدنيا فأعمل صالحاً. قلت: فأنت في الأمنية فاعملي".

وكذلك أنت أخي الحبيب لازالت الفرصة أمامك فاغتنمها ولا تضيعها، فإنّ كثيراً غيرك قد حُرموا تلك الفرصة، ووسِّدوا القبور، وجُندلوا في صفائحها، فاشكر الله على تلك المهلة، وتب إليه ممّا مضى، وأحسن العمل فيما بقي، فإنّ الأعمال بالخواتيم، والتوبة تمحو ما كان قبلها من الذنوب، فخُذ نفسك بالجدّ، ودَعْ عنك الكسل والفتور، فقد ذكر محمد بن المنكر أنّ تميماً الداري رضي الله عنه نام ليلة لم يقم يتهجد فيها حتى أصبح، فعاقب نفسه بقيام سنة كاملة للذي صنع.

وكان الأسود بن يزيد مجتهداً في العبادة، يصوم النهار، ويقوم الليل، فقال له علقمة: كم تعذّب هذا الجسد، فقال الأسود: كرامة هذا الجسد أريد.

وانظر أخي كيف كانوا يحادثون أنفسهم، ويكلمونها، ويسمعون منها، وكأنّها أشخاص غيرهم، أو أشباح يحسّون بها ولا يرونها، فقد سمع محمد بن المنكدر زياد بن أبي زياد وهو يخاصم نفسه في المسجد يقول: اجلسي هنا.. أين تريدين؟ أين تذهبين؟ أتخرجين إلى أحسن من هذا المسجد؟ انظري إلى ما فيه.. تريدين أن تبصري دار فلان، ودار فلان، ودار فلان؟.. وكان يقول لنفسه: مالك من الطعام يا نفس إلاّ هذا الخبز والزيت، ومالك من الثياب إلاّ هذان الثوبان ومالك من النّساء إلاّ هذه العجوز، أفتحبين أن تموتي؟ فقالت: أصبر على هذا العيش..

وأعظم من هذا أنّهم كانوا يعاتبون أنفسهم في ساحات القتال وميادين الوغى لئلا تتراجع وتتخاذل أمام بريق السيوف وطعنات الأسنة وضربات الرماح، ففي غزوة مؤتة حينما أصيب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه دعا الناس: "يا عبدالله بن رواحة! يا عبدالله بن رواحة!" وكان في جانب العسكر ومعه ضلع جمل ينهشه، ولم يكن ذاق طعاماً قبل ذلك بثلاث، فحينما سمع النداء رمى بالضلع ثم قال: "وأنت مع الدنيا!! ثم تقدم فقاتل"، فأصيب أصبعه، فارتكز فجعل يقول:

هل أنتِ إلاّ إصبع دميتِ وفي سبيل الله ألقيتِ

يا نفسُ إلا تقتلي تموتي هذا حياضُ الموت قد صليتِ

وما تمنيت فقد لقيتِ إن تفعلي فعلهما هديتِ

وإن تأخرتِ فقد شقيتِ


ثم قال: "يا نفس! إلى أيِّ شيء تتوقين؟ إلى فلانة؟ هي طالق ثلاثاً. وإلى فلان وفلان؟ غلمان له وإلى معجف حائط له فهو لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم".

ثم يقول:

يا نفس مالك تكرهين الجنة أقسم بالله لتنزلنه

طائعة أو لتكرهنَّهْ فطالما قد كنت مطمئنة

هل أنت إلاّ نطفة في شنة قد أجلب الناس وشدوا الرنهْ


ثم قاتل حتى قُتل رضي الله عنه.

فيا أخي الحبيب! دع عنك التسويف والغفلة، وإيّاك إيّاك وطول الأمل، ولا يغرنك الذين عمّروا طويلاً، ولكن انظر كم يموت من الشباب.

قال ابن الجوزي رحمه الله: يجب على من لا يدري متى يبغته الموت أن يكون مستعدّاً، ولا يغتر بالشباب والصحة، فإن أقلَّ من يموت الأشياخ، وأكثر من يموت من الشباب، ولهذا يندر من يكبر، وقد أنشدوا:


يُعَمِّرُ واحد فيغرُّ قوماً ويُنسى من يموت من الشباب!!

كم من الشباب يموتون بالأمراض الفتاكة؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الحوادث القاتلة؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الإدمان؟

وكم من الشباب يموتون بسبب الحروب والخصومات؟



فعلى الحازم أن يتجهّز للقاء الله، وأن يبادر إلى التوبة والأعمال الصالحة، ولا يفتر من محاسبة نفسه ومعاتبتها في ساعته، في يومه، في شهره، في سنته، حتى يدركه الموت على حالٍ من اليقظة والاستعداد والتأهب.

أخي الحبيب!

تؤمّل في الدنيا قليلاً

ولا تدري إذا جنَّ ليلٌ هل تعيش إلى الفجر

فكم من صحيح مات من غير علة

وكم من سقيم عاش حيناً من الدهر


نسأل الله تعالى أن يوفقنا للعلم النافع والعمل الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عايد2001 19-12-2009 09:28 AM

الله يجزاك خير ياابو عيسى
وجعله في موازين حسناااتك
وكل عاام والجميع بخير وصحه

عبدالرحمن العويمري 19-12-2009 11:43 AM

جزاك الله خير وعسى ان يجعل الله هذا العام الجديد خير لنا في دنيانا وأخرانا ويغفر لنا زلاتنا فيما مضى

ابو رايد 19-12-2009 12:02 PM

جزاك الله خير

بركه الخياري 19-12-2009 02:06 PM

ابو عيسى

جزاك الله خير

وكثر الله من أمثالك

طارق 19-12-2009 02:14 PM

جزاك الله خيررررررررررر

سعد عبدالله 19-12-2009 02:19 PM

الله يجزاك خير ياابو عيسى
وجعله في موازين حسناااتك
وكل عاام والجميع بخير وصحه

حافي القدمين 19-12-2009 02:46 PM

اللهم اجعل هذة السنة
خير علينا وعلى الامة العربية
والاسلامية
جزاك اللة خيراً ابا عيسى
وجعلها اللة في ميزان حسناتك

جابر الشويلعي 19-12-2009 08:57 PM

أشكرموصول الى أبو عيسى جزكم الله خير
مع الشكر الجزيل ابورامي على
الاضافة

سند الداموك 19-12-2009 08:59 PM

الله يجزاك خير ياابو عيسى
وجعله في موازين حسناااتك
وكل عاام والجميع بخير وصحه

المشعل 19-12-2009 09:42 PM

يعطيك العاافيه ابو عيسى

موضوع رائع ومفيد

جزاك الله خير وبارك الله فيك ..

تحياتي لك

(ابوعواض) 19-12-2009 10:01 PM

جزاك الله خير
وكل عام وانتم بخير

ناصر الخياري 19-12-2009 11:08 PM

تسلم وجزاك الله خير...

ولد عبس الزبني" 20-12-2009 12:34 AM

جعلهآ الله في ميزآن حسنآتك ..

وكل عآم وآلجميع بخيرر ...


ودي لسموك ..

دلوعة قلبه 20-12-2009 12:42 AM

جزاك الله خيرا وكل عام وانتم فى صحه وسلامه

ابو سعد الرشيدي 20-12-2009 01:45 AM

مشكور اخوي على التذكير وجزاك الله عنا كل خير

وكل عام وانت بالف خير

ابو رايد 20-12-2009 10:29 AM

جزاك الله خير

فهد القلادي 20-12-2009 12:28 PM

الله يجزاك خير ياابو عيسى
وجعله في موازين حسناااتك
وكل عاام والجميع بخير وصحه

فهاد الرشيدي 20-12-2009 12:50 PM

جزاك الله خير
وكل عام وانتم بخير

ابومالك 20-12-2009 01:03 PM

جزاك الله خيراً ابا عيسى
جعلها الله في ميزان حسناتك و جعاالله هذة السنة
خير علينا وعلى الامة العربية
والاسلامية

............................... 20-12-2009 01:26 PM

جزاكـ اللهـ خير , وكل عام والجمييييييع بخير ...

عايض بن صالح 21-12-2009 09:31 PM

جزاك الله خير الجزا

لافته على الطريق تحتاج الى تمعن

والعمل بما تحتويه من ارشادات

بارك الله فيك

أبو عيسى 24-12-2009 12:41 AM

أشكر الجميع منكم واتمنى لكم التوفيق من الله والسداد والأجر والثواب..

خاتم الرشيدي 24-12-2009 02:59 AM

أسأل الله أن يجزاك خير الجزاء وان يجعل هذا العام عام خير على الامه الاسلاميه

دايما ابو عيسى بطرحك تخصص للاأمور الدينيه نصيب بارك الله فيك

ويسرني أن أدعوك للمشاركه بهذا الموضوع ووضع بصمتك من ألناحيه الدينيه عليه
وأضافت ماتستطيع أضافته من المنظور الشرعي والسنه النبويه وجزاكم الله خير الجزاء

الرابط
http://www.bani-3abs.net/aa/showthread.php?t=72682

وتقبل خالص الود والتقدير

أبو عيسى 25-12-2009 04:31 PM

تذكير غداً لاتنسون الصيام وفقكم الله,,


الساعة الآن +4: 04:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص