قبيلة بني رشيد - الكويت تعيش الصدمة الشيعية

الكويت تعيش الصدمة الشيعية

الكويت – تعم الشارع الكويتي حالة من الصدمة بعد إعلان نتائج الانتخابات، وفوز مرشحي الشيعة بنحو ثلث المقاعد، وصاحبت ذلك تخوفات من هذه النتائج محليا وإقليميا.

وحصل الشيعة الذين يشكلون بين 25 و 30 بالمئة من سكان الكويت البالغ عددهم 1,2 مليون نسمة، على 17 من اصل خمسين مقعدا في مجلس الامة، بحسب النتائج التي اعلنتها اللجنة الانتخابية الوطنية.

وحقق الشيعة هذه النتائج التي لا سابق لها في تاريخ الكويت اثر رفضهم دعوة المعارضة التي يهمين عليها السنة الى مقاطعة الانتخابات.

وقد تمثل الشيعة بتسعة نواب فقط في المجلس الذي انتخب عام 2009، وسبعة في المجلس المنتخب في شباط/فبراير الماضي.

ويقول مراقبون محليون إن لعبة المقاطعة التي مارسها تحالف الإخوان والقبائل فتح الباب أمام المجموعات الصغيرة "وبينها الشيعة" لتملأ الفراغ، خاصة ان الانتخابات تمت وأن نتائجها سيكون لها تأثير حول القرارات والقوانين التي تحدد مستقبل الكويت.

وذهب هؤلاء إلى تحميل مسؤولية الصعود الصاروخي للمرشحين الشيعة للإخوان المسلمين الذين سعوا إلى تأزيم الوضع الاجتماعي والسياسي بالبلاد بغاية دفع الأسرة الحاكمة إلى التنازل لهم بإقرار قانون انتخابي يمكنهم من فوز مريح يطالبون عبره برئاسة الحكومة، وهكذا يحققون أجندة خارجية بتكرار تجربة "الربيع العربي" في الكويت.

وقد أسفرت انتخابات مجلس الامة 2012 فى الكويت عن اختيار 50 عضوا جديدا بتركيبة جديدة بلغت نسبة التغيير فيها 64 % ، مما أوقع المعارضة والمقاطعين في موقف صعب لم يتوقعونه رغم جميع المحاولات التى مارستها المعارضة لثني الناخبين عن المشاركة.

وكان شيوخ القبائل الرئيسية دعوا الى المقاطعة على غرار ما فعلته المعارضة الاسلامية والليبرالية والقومية، وذلك اعتراضا على تعديل قانون الانتخابات الذي بات ينص على اختيار الناخب مرشحا واحدا بدلا من اربعة كما كان يجري سابقا.

وإذا كانت المعارضة تقول إن الشيعة كانوا تاريخيا في جيب الحكومة، وأنه لا خوف منهم، فإن ملاحظين يقولون إن نسبة الثلث في مجلس الأمة تتيح للمجموعات الشيعية بأن تطالب بتغيير الكثير من القوانين التي عجزت عن تمريرها سابقا، ورفع سقف مطالباتها ذات الطابع المذهبي؛ مثل المطالبة بجعل يوم عاشوراء إجازة رسمية في البلاد، وإدخال المذهب الجعفري في المدارس وكليات الشريعة ليدرسه الطلاب من السنة والشيعة معاً.

ويكشف الملاحظون أن المجموعات الشيعية ليست كما يبدو في ظاهر الصورة حملا وديعا بيد الأسرة الحاكمة، بل إن لديها علاقات وثيقة بأحزاب ومرجعيات شيعية في إيران والعراق، وأن الرغبة في الانفصال تسربت إلى بعض الشباب الكويتي بعد فوز الشيعية في العراق بالحكم، وخوض شيعة البحرين احتجاجات طويلة للاستلام الحكم.

ويتخوف هؤلاء من أن يرتفع منسوب الرغبة في الانفصال بعد هذه النتائج التي تعكس حضورا مميزا للمثلين الشيعة، ويربط هؤلاء بين هذا الصعود والاهتمام الإيراني البالغ بـ"تثوير" شيعية الخليج للضغط على دولهم التي ضيّقت الخناق على الدور الإيراني في المنطقة.

لكن مؤيدين للحكومة يقللون من الخطر الذي يمكن أن يمثله الشيعة بالكويت الذين تميز موقفهم بالوقوف ضد غزو 1990، معتبرين أن الانتخابات التي بلغت نسبة المشاركة فيها 40.3 بالمئة كشفت حجم دعاة المقاطعة، وأن الكويتيين شاركوا بفعالية، خاصة كبار السن والنساء، وهما الفئتان اللتان شاركتا بفعالية كبيرة.

ويرى هؤلاء أن نتائج النظام الانتخابي الجديد كشف القاعدة الانتخابية الحقيقية لكل مرشح "نظام الأربعة أصوات الذي يضخم القاعدة الانتخابية للتجمعات الكبرى"، وهو الذي أدى إلى حرمان كثير من المستقلين والأقليات القبلية والتيارات السياسية ذات القاعد القليلة من فرصة الفوز.

وقال هؤلاء إن الانتخابات الكويتية تمت لأول مرة دون صراخ، واعتمدت على حملات انتخابية قريبة من مشاغل المواطن.

***************************

يتقاسمون غنائم الاضرحه والقبور.

https://pbs.twimg.com/media/A54z8QRCUAAV7NO.jpg