قبيلة بني رشيد

قبيلة بني رشيد (http://ban3abs.com/aa/index.php)
-   المنتدى الأدبــــــــــــي (http://ban3abs.com/aa/forumdisplay.php?f=27)
-   -   ღ ..حلم وردي.. ღ (http://ban3abs.com/aa/showthread.php?t=59415)

رواية 28-10-2009 11:24 PM

البارت الخامس والعشرين والأخير)
فتحت سارة عينيها باعياء ثم نظر حولها ببطء. كانت سارة تلجأ إلى النوم المتقطع في الساعات السابقه
وكأنها بحاجه إلى نوم عميق منذ شهور.
غضنت جبينها وهي تتبين المكان الذي هي فيه جدارن بيضاء ملساء جهاز لقياس دقات القلب وطاوله
وضع عليها طعام لم يلمس بعد.كانت أشعت الشمس تتسلل بهدوء من بين الستائر البيضاء النظيفه.
التفتت برعب حين سمعت صوتا آتيا من خلفها "وأخيرا صحيتي...الحمد لله على السلامه"
أضاءت وجه سارة ابتسامه جميلة وهي تتطلع إلى نوره ونوف الواقفات بالقرب من سريرها.
قالت سارة بصوت مبحوح" الله يسلمك..هو ايش اللي حصل لي؟!!"
اتسعت عينا نوره بصدمه وهي تتقدم من سرير أختها.جلست بارتياح على السرير
ثم قالت"انتي ما تتذكرين شي؟!"
أطرقت سارة ببصرها في محاولة للتذكر ثم ازدادت نبضات قلبها حين طاف بذهنها ذكرى تركي.
كان يقف بعيدا عندما شعرت بالاعياء وقد بان على محياه القلق.تذكرت خطواته المستعجله نحوها
وكانت عيناه تصرخ بالألم..تذكرت يداه القويتان وهما تسندانها قبل أن تغيب عن الوعي.
شعرت سارة بالقلق يتملكها ثم رفعت رأسها إلى أعلى لتشاهد كيسا ملئ بالدم بالقرب من سريرها
وقد اتصل بجسمها الرقيق عن طريق انبوب.
قالت نوف بهدوء "كان عندك فقر دم شديد عشان كذا أغمي عليك"
علا الإحمرار وجه سارة فهي ليست بحاجه إلى من يخبرها أن تركي هو من سارع إلى نجدتها.
ابتسمت نوره برقه وقالت"ماشاء الله رجع النور لوجهك"
سارة"الحمد لله...بصراحه كنت تعبانه الأيام اللي فاتت لكن كنت أجاهد نفسي"
قالت نوره بأسف" وطبعا طيحة الوالد...ومشكلة نهى كانت ثقيله عليك"
قالت سارة بقلق"نهى...كيفها؟"
تنهدت نوره قائله"تعبانه....اللى حصل لنهى ما تتمنينه لعدوك"
قالت نوف بقلق"أنا كنت أحاول أزورها لكن قلبي ما طاوعني"
سارة"ما عرفتوا من اللي سوى فيها كذا"
هزت نوره رأسها"ما رضت تعلمني..كل اللي فهمته انها تعرفت على واحد عن طريق الماسنجر
وبعدها بدأ يهددها بصور...لكن كيف وصل لها..ما تدري؟!!"
صرخت سارة بصوت خافت وقالت بعدم تصديق "معقوله؟!"
هزت نوره كتفيها"قال لي ماجد انه عندهم جهاز يقدرون من خلاله انهم يتتبعون جهاز الشاب
اللي مهددها ويوصلون لحد بيته..واذا كان من خلال مقهى يقدرون يعرفون في أي ساعه استخدم
الجهاز وياخذون اسمه من صاحب المقهى"
نوف"أنا سمعت قصه مثل كذا...واحد أرسل ملف تجسس على جهاز بنت وقدر يدخل على جهازها
وأخذ الصور اللي فيه وبدأ يهددها.البنت علمت أخوها اللي قدر مع الشرطه يوصلون للشخص"
سارة"مهما صار...البنت غلطانه لما تحفظ أشياء خاصه فيها في جهازها الكمبيوتر.."
نوره"لكن اللي فهمته من نهى ان الصور هذي ما كانت مخزنتها بجهازها..وانه حصل عليها
من خلال تصويرها في غرفتها"
شهقت سارة قائله"كيف وصل لغرفتها؟!!"
قالت نوره بحيره"هذا اللي ما أقدر أفيدك فيه"
تنهدت سارة قائله"والله صدمه..أحس ان الأحداث اللي صارت كلها حلم أبوي ونهى"
همست نوره قائله"وانتي بعدها"
ابتسمت سارة قائله "أنا كنت أعرف من زمان بفقر الدم هذا..خاصه بعد ما فقدت ولدي
لكن كنت أكابر"
ابتسمت نوف قائله"المهم انك تعافيتي..وعمي اليوم يطلع من المستشفى...ونهى
الأيام كفيلة انها تنسيها اللي صار وتمسح جروحها"
صرخت نوره فجأه بمرح"سااااارة...نسيت أقول لك"
اتسعت عينا سارة من الاثاره ثم قالت متحمسه"قولي بسرعه"
ضحكت نوره بسعاده"ما راح تصدقيني..."
سارة"تكفين يا نوره فرحي قلبي والله ما دخله الفرح من زمان"
غمزت نوره قائله "ايدك على 1000 ريال"
سارة"يووووه تكلمي بسرعه ولك اللي تبين"
نوره"طلال...رجع"
كاد قلب سارة أن يتوقف وهي تقول ببطء"من جد"
اتسعت ابتسامة نوره وهي تقول"والله العظيم وهو الحين عند أبوي"
ترقرقت الدموع في عيني سارة"ماني مصدقه...ياااه يا طلال..السعادة فارقت بيتنا من طلع منه"
حملقت نوف بهدوء في فضاء الغرفه وهي تقول في نفسها"وأنا السعادة فارقت قلبي من يوم اختفى"
غمزت نوره لسارة قائله"على فكره كان عندك هو وتركي قبل ساعة..لكن انتي كنتِ نايمه"
شعرت سارة بالاحراج وهي تتخيل تركي يتطلع إليها بينما كانت هي نائمه.
همست نوره"تصدقين لو تشوفين وجه تركي....كله هموم"
نوف"أنا شفته من بعيد وهو يطلع من غرفتك...كان وجهه عابس..أحس انه بعالم آخر"
عضت سارة شفتيها ثم قالت"اللي بيننا انتهى"
نوره"انتي تكذبين على نفسك"
نوف"يا بنت انتي للحين على ذمته"
سارة"مستحيل أنسى اللي سواه فيني..مستحيل أنسى انه بايده قتل ولدي"
نوف"سارة..تركي ما كان يدري انك حامل..وبعدين اللي يحب يسامح...تركي كان
ضحية أمه وأكذابها...صدقيني تركي ندمان"
رفعت سارة ذقنها بكبرياء"كان المفروض يحسب حساب اليوم هذا...ليش الرجل دائما يخطئ
وحنا اللي ندفع الثمن...ليش حنا الضحيه دائما...هو اللي يقسى وحنا اللي نسامح..
هو اللي يقطع حبل الوصل وحنا اللي نمده..."
نوف"لأن الدنيا كذا...حنا البلسم حنا الدفء وحنا القلب النابض حتى نحافظ على مملكتنا الخاصه"
انسابت دمعه على خد سارة وهي تقول"تركي ضربني بكل قسوه...وما أعطاني فرصه أدافع عن نفسي"
نوره"لو تركي ما يحبك كان طلقك...صدقيني لو الوحده تطلب الطلاق عشان زوجها مد يده عليها
فثلاثة أرباع نساء العالم مطلقات"
صرخت سارة بألم"أنا أقابله بحب وهو يقابلني بتجريح"
نوف"لو شفتي وجهه قبل شوي ما قلتي الكلام هذا"
نوره"هذا زوجك وهو ندمان...لا تصيرين القاضي والسجان والجلاد"
أغمضت سارة عينيها ثم قالت بضيق"أنا لازم أنساه حتى لو طعنت قلبي"
قالت نوره بصوت قوي"مستحيل"
تطلعت إليها سارة بذهول بينما أكملت نوره وهي تتطلع إلى عيني أختها "مستحيل تطلعينه من حياتك..
ودمه يمشي في جسمك"
قالت سارة ببطء"ايش تقصدين؟!!"
نوره"سارة...تركي تبرع لك بكميات كبيره من دمه ورفض انهم يعطونك من أحد ثاني"
اهتز جسد سارة وهي تتطلع إلى كيس الدم الموصل إلى شرايينها بينما أكملت نوره في محاوله لفتح
أبواب قلب أختها "كان فيه كيسين قبل هذا...تركي كان كل همه انتي وما اهتم بصحته..هذا ايش تسمينه؟"
شعرت سارة بألم بصدرها بينما اختلجت العبرات في حلقها وهي تشعر بأن جزء من جسد تركي قد التحم
بجسدها وبدأ يأخذ طريقه في شرايينها"
************************************************** ********
أغمضت نهى عينيها وقد انهمرت الدموع منهما..وضعت الآله الحاده على يدها وهي تأخذ آخر نفس لها بالحياه
غير متحسفه على ما فيها من ألم وخداع.
سمعت صرخة رعب من خلفها"لالالالالالالالا"
اضطربت نهى وفتحت عينيها لتقعان على وجه والدتها البائس...ارتعش جسد نهى فسقطت الآله من يدها..
اقتربت والدتها منها ثم ضمتها بقوه وهي تصرخ "ليش تسوين بنفسك كذا يا يمه؟!!"
قالت نهى باكيه "خليني أرتاح...ما أبي أعيش"
تطلعت والدتها إلى عينيها من خلف شلال الدموع "أي راحه تبينها من ورى الانتحار..استغفري ربك
وبعدين حنا نبيكِ يا يمه"
تطلعت نهى إلى وجه والدتها مصدومه بينما أكملت أم فيصل"أنا اللي غلطت مو انتي...أنا كنت مضيعتكم..
لاهيه بالحياه ونسيت اني أم وزوجه..والغلطه هذي انتي اللي دفعتي ثمنها...سامحيني وأنا أمك...سامحيني"
وضعت نهى رأسها على صدر والدتها ورغم الألم الذي بقلبها إلا أنها شعرت براحه نفسيه.
قالت نهى"يمه...أنا تعبانه"
أم فيصل"ما راح أتركك يا بنتي تسوين بنفسك كذا...الله غفور رحيم...فليش حنا ما نغفر..أنا قلت لي ندى كل شي
طبعا بعد ما أجبرتها تعلمني...صدقيني يا يمه أنا اللي صنعت الأنانيه وحب الذات اللي فيك..أنا مستحيل أسامح
نفسي على اللي حصل"
همست نهى بألم"أنا انتهيت يا يمه"
صرخت أم فيصل بقوه"لا تقولين كذا...كلنا حولك...لازم تنسين كل اللي حصل..وهذا اللي قاله لنا طلال"
تطلعت نهى بجمود إلى والدتها تبحث عن بارقة أمل ثم قالت بصوت خافت خائف"قلتي طلال؟!"
ابتسمت أم فيصل من بين دموعها "ايه طلال...طلال رجع يا يمه..كان ناوي يدخل لكن أنا قلت له ينتظر"
شهقت نهى باكيه"طلال موجود...وينه يمه...وينه؟"
قالت أم فيصل بصوت مبحوح"راح لشغل قريب ويرجع...لكن ما أبيه يشوف دموعك وإلا راح يتضايق"
مرت لحظات صمت ثقيله بددتها صوت نهى المهموم "هو عرف باللي صار؟"
أمسكت أم فيصل يد ابنتها تقودها إلى السرير ثم قالت بهدوء وهي تضع نهى في سريرها"طلال أكثر واحد يحبك
وطلب مننا اننا ننسى كل شي ...وأحب أقول لك شي يمكن يريحك..أنا قبل شوي كنت عند أبوك..هو سأل عنك
وقال انه مسامحك وأهم شي انك تتعافين وترجعين نهى مره ثانيه وترجع الابتسامه لوجهك"
تنهدت نهى قائله"ما أعتقد"
جلست والدتها بالقرب منها ثم قالت"اللي حصل انتي مالك ذنب فيه...صحيح انتي أخطأتي وكلنا أخطأنا..
المهم الحين انك تفكرين بصحتك..وتطلبين الغفران من الله..وابدأي حياه جديده..وانتبهي اللي سويتيه
قبل شوي ما أبيه يتكرر وإلا راح تقضين علي وعلى أبوك"
رمت نهى بجسدها في حضن والدتها وهي تبكي"أوعدك يا يمه اني ما أسوي شئ بعد كذا يزعلك
أو يزعل أبوي...أوعدك"
وضعت أم فيصل يدها على شعر ابنتها الحريري وهي تنظر إليها بحنان وتأخذ عهد على نفسها
أن لا تضيع عائلتها مره أخرى بأي ثمن"
************************************************** ************
خرجت نوف من غرفة سارة متجهه إلى غرفة نهى والتي تقع في الدور الثاني.انتظرت وصول المصعد
وحين دخلت تفاجأت بشخص آخر يدخل معها في نفس المصعد ويضغط على الزر المؤدي إلى الدور الثاني.
تطلعت بشوق ورهبه إلى عيني أحب انسان عندها بالدنيا.
قال طلال وقد علت وجهه ابتسامه جميله "وين رايحه؟"
همست نهى ببطء"رايحه لنهى"
اتسعت عينا طلال وقال"صدفه حلوه مثل صاحبتها..وأنا بعد رايح لنهى"
توقف المصعد فأسرعت أصابع طلال تطلب الدور الأخير بينما اجتاح نوف خوف شديد.ابتعدت نوف
والتصق جسدها في زاوية المصعد بينما كان يراقبها طلال وقد علت وجهه ابتسامه شيطانيه ولمع
في عينيه المرح.
اقترب منها هامساً"وين بتروحين مني يا نوف؟!"
قالت نوف بوجل وقد وصل قلبها إلى حلقها"طلال...اللي تسويه خطأ"
هز طلال كتفيه بلا مبالاه ثم قال"وين الخطأ؟ خطيبتي وبكره بتصيرين زوجتي"
شهقت نوف وهي ترفع رأسها بعدم استيعاب.أخذت دقات قلبها تتسارع وحاولت السيطره على نفسها
بلا فائده همست بعدم تصديق "خطيبتك؟!!"
ابتسم طلال برقه"يس...البارح طلبتك من أبوكِ..عمي..وهو وافق ومحمد كان موجود وكان متحمس
والباقي الحين عليكِ"
عضت نوف على شفتيها وقد تملكها الارتباك "راح أقول لك رأيي لكن مو الحين"
اقترب منها طلال أكثرووضع يده على المرآه خلفها ثم قال بثقه"وأنا أبي أسمع رأيك الحين"
اعترى نوف احساس غريب بالاضطراب قالت وهي تتظاهر بالحزم بينما هي أبعد ما تكون عن الشعور به
"طلال...وقف المصعد عند الدور الثاني وبعدها يصير خير"
همس طلال بهدوء مميت "نو...لين أسمع ردك"
شعرت نوف باختناق في صدرها وبالدموع تهددها قالت هامسه برجاء "تكفى يا طلال..خلني أروح"
أخفض طلال رأسه ثم همس في أذنها بمتعه "شكلك ما تعرفين طلال للحين.....
صدقيني راح أكون مبسوط بحجزك معي هنا بالمصعد لين تقولين لي رأيك وبسرعه"
انسابت دمعه على خد نوف وهي لا تعلم ماذا تقول...هي تعرف أنه يعرف رأيها مسبقاً ولكنه يمتحنها
وها هو ينظر مستمتعاً إلى حيرتها.
نوف"طلال لو شافك أبوي الحين راح يزعل منك"
طلال"ما همني أحد...خلاص يا نوف ما فيه أحد بالعالم راح يبعدك عني بعد كذا"
شعرت نوف بجفاف في حلقها ثم تسارعت الكلمات من بين أسنانها"دامك تحبني ليش اختفيت؟!
كان ممكن أنخطب بالفتره هذي...كان ممكن تحصل أشياء كثيره..جاي بعد كل هالوقت هذا تقول
لي ببساطه انك تبي تتزوجني...تحاصرني وتبي رأيي في دقايق..وانت مختفي لأشهر ولا اهتميت فيني"
كانت نوف تريد أن تجرحه بسبب اختفاؤه كانت تريد أن تبين أنها لم تكن رخيصه..كانت تريد معاقبته
كانت تغرس خناجرها في قلبه وهي التي تنزف دماً.
أغمض طلال عينيه وهو يعلم أنها قالت ما قالته حتى تجرحه ولن يضع اللوم عليها فما حدث كان هو السبب فيه
ولكنه اختفى بعد ان اعتقد أنها لغيره...لأخيه فيصل..لو كان أحد غيره كان حارب من أجلها ولكنه كان في موقف صعب.
فتح عينيه وتطلع إلى عينيها الغارقتين بالدموع ثم همس بألم"أستاهل كل اللي قلتيه يا نوف..لكن لا تشكين بحبي لكِ
أنا حبيتك من كان عمرك خمس سنين وكل يوم من عمري يكبر معه حبك..ومستحيل يتوقف..أنا راح أعطيكِ فرصه للتفكير
وصدقيني أي قرار تتخذينه راح أكون مرتاح له..."
فُتح المصعد عند الدور الثاني فتطلع طلال إلى عيني نوف قائلاً "روحي يا نوف لنهى وبعد ما تنتهين منها أنا راح

أدخل علميها بكذا...ولا تنسين تقولين لها كلمتين تطمنها"

طأطأت نوف رأسها ثم تحركت ببطء نحو غرفة نهى وهي تلوم لسانها على القاء التهم على طلال..فهو أيضاً كان
مظلوماً.
وصلت إلى غرفة نهى ثم استندت على الباب وهي تحاول جمع أفكارها.
رسمت ابتسامه على وجهها ودخلت لتجد أم فيصل عند ابنتها وتشاهد مشهداً لن تستطيع نسيانه.فقد كانت أم فيصل
تضم ابنتها بتملك بينما أراحت نهى رأسها على صدر والدتها باستسلام


تنحنحت نوف قبل أن تقول"مساء الخير"
قالت نهى بسعاده"هلا نوف...مساء الورد"
اقتربت نوف من سرير ابنة عمها بينما قالت أم فيصل بهدوء" أترككم لوحدكم..وأنا بروح لأبو طلال"
همست نوف قائله"كيفك يا نوف الحين"
نهى"الحمد لله بخير"
لجأت نوف إلى الصمت وصدى كلمات طلال الأخيره ترن في أذنها.
أيقضها صوت نهى من أفكارها وهي تقول بمرح"تدرين ان طلال هنا"
شعرت نوف باحراج فقالت"أيوه..أعرف"
نهى"كلمني قبل شوي بالجوال..وكان مبسوووط...وأنا أحس بفرحته خاصه بعد ما عرف انك ما تزوجتي "
غضنت نوف جبينها بعدم فهم بينما ابتسمت نهى برقه وقالت مسترسله"طلال كان بيتقدم لخطبتك قبل يختفي"
رفعت نوف رأسها مصدومه ثم همهمت"وايش اللي منعه؟!"
وهنا كاد قلب نوف أن يتمزق وهي تستمع إلى اعتراف نهى"طلال اختفى عشان ما يشوفك مع أحد ثاني..
خاصه اذا كان هذا الثاني أخوه...هو سمع أمي تقول لأبوي انهم راح يخطبونك لفيصل وان فيصل ما عنده مانع
ما تتخيلين الصدمه لطلال...صدقيني اختفاؤه مو بسبب ان أبوي طرده بس...طلال كان يحبك وكان يحلم فيكِ..كان
دائماً يكلمني عنك وعن أحلامه معك بعد ما تصيرين زوجته"

شهقت نوف باكيه وهي تتذكر كلماتها الجارحه له قبل لحظات.
قالت بصوت متقطع"اعذريني يا نهى..أنا لازم أطلع"
هزت نهى رأسها متفاهمه وقد تأكدت من مدى حب نوف لطلال تنهدت براحه"الله يهنيكم"
خرجت نوف إلى الردهه تبحث عن طلال بينما هو كان قد اختفى.
************************************************** *******
يتبع

رواية 28-10-2009 11:27 PM

غاصت ندى في مقعدها وقد اتكأت برأسها على النافذه بينما كانت سيارة الجيب والتي يقودها محمد
تنطلق بهم إلى بيت عمها .بقلب حزين راقبت السيارات التي كانت تظهر وتختفي في الطرقات الواسعه.
كانت الشمس في بداية ظهورها بأشعتها الذهبيه الجميله والتي تحتضن الأرض بالدفء والأمان.
كانت أكثر المنازل في مدينة الرياض مازالت تنعم بسبات عميق.
تنهدت ندى وهي تنظر إلى عمها الجالس في المقعد الأمامي وقد بان على وجهه التفكير بينما لزم محمد الصمت
التام.
أغمضت ندى عينيها وهي تشعر بالاختناق وتتسائل هل ما قامت به صحيح أم خطأ..؟
فهي حقاً لم تكن في موقف يجعلها تفكر بطريقه صحيحه أو بحكمه فقد اضطرها سلطان إلى اتخاذ قرارها بسرعه
وبدون تراجع..رجعت ندى بذاكرتها إلى الوراء إلى حيث الأحداث الأخيره وهي تتألم من أجل سلطان.
اقترب سلطان من ندى وقال هامساً "ندى أنا وعدتك اني ممكن اني أتغير"
كان محمد يتطلع إليه وقد أطبق بأسنانه بقوه وكم تمنى في تلك اللحظه أن يشنقه بيديه.
قالت ندى وهي تخفض من بصرها"سلطان اللي بيننا انتهى"
قال سلطان بلهجه يائسه"ندى...والله اللي حصل غصب عني"
صرخ محمد بحنق"انت ما تفهم...البنت ما تبيك..أصلا زواجها منك من البدايه كان خطأ"
التفت إليه سلطان ثم قال بوجوم"انت لا تتدخل بيني وبين زوجتي"
اقترب محمد وقد أمسك بقبضتيه قائلا "هذا اللي يبي يفقع مرارتي"
اقترب محمد أكثر وحين أراد الامساك بسلطان وقف والده بينهما ثم قال بهدوء"محمد..الأمور ما تجي كذا"
تطلع سلطان إلى ندى وقد نسي من حوله ثم قال بألم"ندى..أنا سمعت كل شي..عرفت ان نهى بنت عمك هي اللي
ورطتك بالموضوع.
وهي اللي كانت تكلمني على الماسنجر على اساس انها أنت وهي بعد اللي أرسلت صورتك وحددت مكان نتلاقى
فيه
ندى...ما تتخيلين كيف كان شعوري لحظتها..صدقيني كنت بنتحر...من اللي سمعته معناه اني جنيت عليكِ..أتلفت
أحلى وأجمل ورده لما ورطتك معي بكل وقاحه...
كنت تعباااان ورحت لاصدقائي وعشان أنسى اضطريت أرجع للمخدرات
والمسكر ذيك الليله صدقيني كانت لحظة ضعف مني...صدقيني ما أذكر ايش حصل بعدها..ندى أنا تعبان..
صدقيني اللي سمعته من نهى حطمني"
استمعت ندى بذهول إلى هذيان سلطان بينما وقف محمد ووالده بوجوم محاولين استيعاب ما سمعوه.
صرخ محمد بانتصار"كنت عارف انها مو ندى لكن ما صدقتوني...أعرفها مثل ما أعر ف نفسي"
اقترب أبو سلمان من ندى وقد ترقرقت الدموع من عينيه ثم قال"سامحيني يا بنتي على ظلمي لك"
ترقرقت الدموع من عيني ندى ثم همست"قلت لك يا عمي قبل كذا اللي حصل كان قدري"
التفتت إلى سلطان ثم قالت برقه"سلطان انت صدق تقدرني"
قال سلطان بصدق"أنا بحياتي ما حبيت أحد مثل ما حبيتك"
قالت ندى وهي تتحاشى النظر إليه"طلقني يا سلطان اذا كنت فعلا تبي سعادتي"
ازداد تنفس سلطان ثم همس بوجل"هذا اللي تبينه؟!"
قالت ندى بثقه"سلطان ما عمر الحب من طرف واحد بنى بيت...وطلاقي لمصلحتك ومصلحتي"
ضغط سلطان على أسنانه وهو يحبس أنفاسه..أحس بالضياع..كان كمن قذف من فوق سطح سفينه
وترك يواجه أمواج المحيط وأسماك القرش...كان يغرق..يغرق..يغرق..
أخذ نفس عميق ثم قال"ندى انتي طالق"
استيقظت ندى من ذكرياتها على صوت عمها العميق"ندى...حنا وصلنا"
تطلعت ندى إلى منزل عمها الذي بدأ يظهر من بين المنازل "يااااه والله زمان"
شعرت ندى براحه عظيمه رغم الألم في قلبها..
أتاها صوت عمها المتعب"نوف مو موجوده بالبيت...نامت عند بنت عمها بالمستشفى
لكن ما أبي أحد يدري عن اللي حصل..حتى سبب طلاقك..."
همست ندى بهدوء "ان شاء الله"
أبو سلمان"الله يبارك فيك يا بنتي كنتِ دائما عاقله"
************************************************** *********
وضعت هند يدها على خد فيصل الشاحب وأمسكت بأطراف أصابعه البارده وهي تجهش بالبكاء.
كانت عيون الشفقه تتطلع إليها وهي تستمع إلى صدى نحيبها المتواصل.
اقتربت من وجهه هامسه"فيصل..تكفى رد علي..فيصل أنا آسفه..أحبك والله أحبك..لكن ما قدرت أعبر لك
وكنت في البدايه ابي أجرحك..وآه جرحتك لين ذبحتك..رد علي وأقسم بالله ما أجرحك بعد كذا"
كانت دموعها تتساقط على وجهه المسجى على الأرض والمغطى بالدماء.
ضغطت هند على يده وهي تئن بألم "آآآه يا فيصل...يا ليتني مكانك..فيصل لا تتركني والله أموت من بعدك"
ازداد بكاء هند وهي تشعر بالألم يكاد يخنقها..اقترب أحد رجال الشرطه ثم أمسك بكتفيها طالباً منها الابتعاد
فصرخت في وجهه إلا أنه لم يبتعد من مكانه وبدأ يهزها وهي تصرخ بصوت عالي مغمضة العينين
بينما اقترب وجهه من وجهها وهو يصرخ فيها"هند...هند...اصحي"
فتحت هند أهدابها ببطء وهي تتنفس بصعوبه وقطرات العرق تتجمع على جبينها.نظرت حولها في العتمه
وهي لا تدرك ما حولها أو أين هي؟!.
امتدت يد فيصل إلى الدرج بجوار سريرها(الكمودينو) ثم أضاء الأبجوره قال برقه"بسم الله عليكِ"
رمشت هند غير مصدقه أن ما مرت عليه كان مجرد حلم..حاولت التحدث إلا أن نوبة بكاء مفاجأه
ألجمت لسانها....جلس فيصل بجانبها ثم رفع رأسها وأسندها بيديه القويتين. قرب من شفتيها كأساً من
الماء البارد ثم قال بحنان "اشربي"
أطاعته هند بانقياد وشربت جميع ما في الكأس.كانت نبضات قلبها تتسارع بينما هدأت أنفاسها.
مرت فترة صمت ثقيله حاولت فيها هند السيطره على دموعها.
سمعت فيصل يقول بهدوء"كان كابوس...صح"
هزت هند رأسها وقالت وهي تخفض بصرها"حلم فضيع ما ودي أتذكره"
قال فيصل برقه"كنت نايم بالغرفه الثانيه لما وصلني صراخك...كيفك الحين؟"
بللت هند شفتيها وهي تشعر بجفاف في حلقها"الحمد لله..أحس براحه"
ابتسم فيصل برقه"الحمد لله..الحين حاولي ترجعين للنوم..وأنا بروح للغرفه الثانيه"
نهض فيصل فأمسكت هند بيده وفي عينيها توسل صامت..
غضن جبينه ثم جلس بالقرب منها وهو يسألها"خايفه ترجعين للنوم؟!"
عضت هند على شفتها وقد تملكها الإرتباك ثم قالت هامسه"لا تروح"
قال برقه وعينيه تشمل وجهها بطريقه حركت قلبها "تقصدين انك تبني أنام معك بالغرفه؟!"
شعرت هند بالاحراج وزحفت الدماء إلى خديها ثم قالت هامسه"ما أبيك تبتعد عني بعد كذا"
أخذ فيصل يحدق في وجهها ويمرر بصره على بشرتها الناعمه"أسمع كلام جديد"
همست هند بينما كان بصرها إلى أسفل"أنا آسفه يا فيصل..انت تحملتني كثير..
صبرت علي وعلى عقلي الصغير...وكان كبريائي يمنعني من......"
عضت هند على لسانها وقد تسارعت دقات قلبها بينما اقترب فيصل منها وهو يهمس برقه"من ايش؟"
أجابت بصوت منخفض وهي تتحاشى النظر إليه"اني أحبك"
احتواها فيصل بذراعيه وهو يتنهد براحه"يااااه يا هند..ما توقعت في يوم انك بتقولينها"
استكانت هند بين ذراعيه وهي تشعر براحه غريبه.
رفع فيصل ذقنها وهو يتطلع إلى عينيها الواسعتين ثم قال"وأنا أموت فيكِ يا أحلى زوجه"
قالت وهي تبتسم ابتسامه لم يشهدها على ثغرها من قبل...ابتسامه صافيه مجرده من تعبيرات التهكم والسخريه
"وانت أعظم زوج"
أمسك فيصل بخصلات شعرها المتناثره على كتفيه ثم قال برقه"الله لا يحرمني منك..ويقدرني على اسعادك"
************************************************** ***************
ومرت الأسابيع تتبعها الأشهر حصلت خلالها ندى على طلاق رسمي من المحكمه بينما كانت كل تلك
الايام تتحاشى التحدث بالموضوع مع أحد خاصه مع نوف التي قدرت موقفها..
توفيت ريم وكانت الصدمه كبيره على أم تركي التي أصيبت بشلل في قدميها مما جعلها مقعده
ومعتمده على كرسي متحرك...اضطرت ليلى إلى تقديم استقالتها حتى تتفرغ لخدمة والدتها بينما أخذ تركي يتردد
على منزل أبو طلال في محاولات مستميته لإعادت سارة مره أخرى إلى حياته.
كان أبو طلال قد تعافى كلياً من الجلطه إلا أنه سلم شئون شركته إلى طلال وفيصل.
نوف وافقت على طلال وتمت إجراءات التحاليل بالمستشفى.نهى بدأت حياه جديده رغم غصات الألم
والتي تحاربها من فتره لفتره.نوره كانت تراقب نمو طفلها بينما أعطى ماجد جهده للقضاء على عناصر الإرهاب.
وكان يوم...كانت نهى تقرأ المصحف بخشوع بعد آداء صلاة المغرب حين سمعت طرقات خفيفه
على باب غرفتها..وضعت المصحف جانبا ثم سارت بهدوء لتفتح الباب..وقفت بجمود وهي تشاهد
صديقتها نوال تقف بتردد عند باب غرفتها.
هتفت نهى بسعاده "نواااال....مو معقوله"
ابتسمت نوال وهي تحتضن نهى ثم تطلعت إلى وجهها قائله "ما اتصلتي قلت أجي أشوفك"
قالت نهى بصدق "يا هلا وغلا..تعالي ادخلي والله اني مشتاقه لك"
دخلت نوال وهي تنظر إلى الغرفه الجميله والمرتبه .جلست على الكرسي بعد أن وضعت عباءتها.
قالت نوال بتساؤل "ليش ما تردين على مكالماتي؟!!"
التقطت نهى جهازها المحمول من فوق تسريحتها ثم جلست على السرير.
قالت بتردد وهي تطالع شاشة جهازها "اعذريني يا نوال ..كنت أمر بمحنه..لكن أبشرك أنا الآن بخير"
جلست نوال بالقرب من نهى ثم وضعت يدها على كتف صديقتها الوحيده ونظرت إلى عينيها بحنان
قالت هامسه "سمعت بالخبر..بنت عمي تعمل بالمستشفى...ولما كلمت اختك نوره أكدت لي الخبر"
لزمت نهى الصمت فهي لا تعلم بماذا ترد..ألهذه الدرجه انتشر الخبر.
ابتسمت نوال برقه وقالت"ليه تخبين عني شي مثل هذا وأنا أعز صديقه عندك؟!"
تنهدت نهى ثم قالت"ما كنت أبي أدخلك بمشاكلي"
نهرتها نوال قائله"ايش الكلام الجديد اللي أسمعه؟وليش الصديقات موجودات أصلا"
ابتسمت نهى قائله"والله انك أفضل صديقه عندي..يوه نسيت أجيب لك شي ..بعدين تقولين عنا بخلاء"
نوال"اجلسي أنا جايه لدقايق...عشان أشوفك هذا أولا وعشان شي ثاني"
تطلعت نهى إليها بعدم فهم ثم قالت بتساؤل "خير ان شاء الله"
ابتسمت نوال ثم قالت "طبعا خير..سامي أخوي عند أبوكِ الحين وهو جاي يخطبك"
قالت نهى بابتسامه جانبيه وباستهزاء"خطوبه؟!!انتي تعرفين بحالتي يا نوال"
قالت نوال بحماس"وسامي بعد يعرف بموضوعك..وعشان كذا أصر انه يخطبك"
نهى"أنا ماني فاهمه شي"
انزلت نوال عيناها وقد انسابت دمعه على خدها. قالت متنهده "سامي صار له حادث بعد دخولك المستشفى
أصابه شلل لكن بعد علاج مكثف قدر يمشي معتمدعلى عصا..لكن الدكتور بلغه انه مستحيل راح ينجب
في المستقبل يعني صار له مثل حالتك يا نهى"
اتسعت عينا نهى ثم قالت "معقوله؟!كل هذا يصير لك وأنا ما أدري"
مسحت نوال دموعها ثم قالت وعلى وجهها طيف ابتسامه"ومن اللي يتكلم؟!!"
فتحت نهى فمها لكي ترد فقاطعها رنين جهازها النقال يعلن عن وصول رسالة من مجهول المصدر.
فتحت الرسالة وبدأت تقرأ محتوياتها برعب "مساء الخير..كيفك نهى..أنا سامي أكيد اختي عندك الحين
وقالت لك كل شي...أنا راغب فيك وبكل قوه..أنا متحسف على كل اللي صار لك بسببي لأن سامي هو
نفسه صقر..أنا مستعد أصلح كل شي وأبدأ حياه جديده معك"
وقفت نهى مصدومه وقد اتسعت عيناها من الذهول وتجمدت الدماء في جسمها بينما ارتعشت أناملها
وسقط جهازها المحمول على الرخام.
وقفت نوال بسرعه وهي تتطلع إلى عيني نهى ثم قالت "نهى سلامتك..ايش فيك"
قالت نهى بهدوء مميت "لا...ولا شي"
تنهدت نوال قائله "طيب..وايش رأيك بموضوعي؟"
قالت نهى بصوت صارم وبلا تردد "ماني موافقه"
قالت نوال بقلق "ممكن أعرف السبب"
نهى"لما اثنين يتزوجوا يكون في نيتهم تأسيس أسره..وأنا وأخوك ما نقدر على الشي هذا
فمن الأساس أنا ماني موافقه"
نوال"هذا قرارك الأخير؟"
نهى"وما عندي نيه أتراجع"
ارتدت نوال عباءتها ثم قالت بهدوء"على راحتك...يالله مع السلامه"
نادت نهى قائله "نوال"
التفتت إليها نوال ثم قالت "سمي"
نهى"أدري ان اللي بقوله ما راح تفهمينه...لكن قولي لسامي اللي انكسر مستحيل يتصلح"
غضنت نوال جبينها بعدم فهم ثم هزت كتفيها بلا مبالاة وخرجت.
تطلعت نهى إلى وجهها في المرآه وهي على وشك الانهيار قالت في نفسها "والله من الوقاحه..
حطمتني يا سامي والحين جاي تجمع اللي كسرته"
جلست على سريرها بارهاق وهي تتساءل من أين أتته الثقه حتى يرسل بتلك الرساله ويعترف لها.
لقد أذاقه الله من نفس الكأس الذي شربت هي منه..وهو يعلم أن أي فتاه لن ترضى أن تكون زوجه
له مهما كان الثمن...اذن فعش يا سامي طول عمرك وانت تتذكر نهى واللي سويته فيها.
تمالكت نهى نفسها ثم أخذت منشفتها وذهبت لكي تستحم في الحمام الملحق بغرفتها فهي بحاجه
إلى التجديد كل يوم.خرجت من الحمام بعد أن أخذت شاور منعش.اختارت بنطالا زيتي
وبلوزه مشجره بأوراق الخريف.أمسكت بالفرشاه ومررتها على شعرها بقوه وكأنها تود أن تمزقه.
فاجأها دخول نوره التي قالت مبتسمه "واااو اليوم اختي الصغيره حلوه"
تطلعت نهى إلى صورة أختها في المرآه ثم قالت مبتسمه "بلا كذب"
نوره"بالعكس..اللي يشوف الجسم الممشوق والوجه اللي مثل القمر يقول ملاك يمشي على الأرض"
نهى"اخلصي ...ايش عندك"
اقتربت نوره مبتسمه ثم قالت "نوال ايش كانت تبي؟"
ضحكت نهى قائله "يعني يا البريئه ما تدرين!!..معقوله وكالة ناسا ما عندها خبر"
شعرت نوره بالاحراج فقالت "يعني..قلنا نتأكد"
نهى"يا حياتي....نوال كانت جايه تخطبني"
قالت نوره بلهفه "وانتي ايش كان ردك؟"
قالت نهى بوقار"طبعا رفضت..وتكفين يا نوره لا تسأليني عن السبب..واذا كنتم تحبوني
لا تجيبون سيرة الزواج عندي...أنا مرتاحه كذا"
هزت نوره رأسها علامة الموافقه ثم قالت"براحتك..انتي كبيره الحين ومسؤوله عن قراراتك
وانتي أعرف بمصلحتك أكثر مننا"
ابتسمت نهى قائله "وهذي نوير اللي أعرفها...حكيمه"
ساد صمت قصير قطعته نهى قائله"على فكره..هند وفيصل ايش أخبارهم"
نوره"كلمتهم البارح...الآن هم في بيروت"
نهى"ما تدرين متى يرجعون"
نوره"يقول فيصل لين نمل"
ابتسمت نهى قائله"الله يسعدهم"
نوره"آمين...على فكره أم تركي وليلى عندنا تحت"
نهى"أكيد بخصوص سارة"
تنهدت نوره قائله"ايوه...المشكله أمي مو راضيه تتفاهم معهم"
نهى"وسارة ايش رأيها؟"
نوره"سارة بغرفتها والحين بروح لها..أكيد ما كانت تدري عنهم"
نهى"الله يسعدها يا رب وين ما تكون"
نوره"بصراحه أم تركي ضيقت صدري..طول الوقت وهي تترجى في أمي وتبكي
وتقول ولدها بيضيع"
نهى"تركي موجود؟"
نوره"لا تركي في العمل..لكن أم تركي تقول انه بعالم آخر كأنه كاره الحياه..
أم تركي خايفه على ولدها...وفي نفس الوقت ندمانه على اللي عملته في سارة"
نهى"الله يكون في عون الجميع..لكن أنا لو كنت مكان سارة كان سامحته ورجعت للبيت
وعطيته فرصه ثانيه فهذا مهما يكون زوجها"
نوره"صدقيني سارة تحب تركي..لكن أحس انها تخاف ترجع لنفس الوضع مثل أول"
نهى"اذا كان الرجل ندمان فلازم سارة تسامحه وتبدأ معه حياه جديده"
اتجهت نوره إلى الباب قائله "أنا بروح لها الحين"
نادتها نهى "نوره"
التفتت إليها نوره وقد شقت الابتسامه وجهها "هلا"
قالت نهى مبتسمه"الحمل يناسبك"
تطلعت نهى إلى جسمها المنتفخ ثم قالت بحنان "وماجد يقول كذا بعد"
نهى"يا ليل ماجد هذا..هو كل سالفه يكون فيها ماجد"
نوره"ماجد هو حياتي ومستقبلي"
ابتسمت نهى برقه"الله يخليه لك"
نوره"والله يسعدك يا نهى"
نهى"على فكره ما تعرفين ولد أو بنت"
غمزت لها نوره"أعرف لكن بخليه مفاجأه"
نهى"ههههههه اذا كانت بنت سميها صيته على اسم جدتي واذا ولد عقاب"
نوره"يووووه يا نهى وحنا نبي نجدد شيباننا...انتبهي لو يسمعك خالد يذبحك"
نهى"أجل اطلعي لسارة بسرعه قبل أقول كلام في خالد ما يرضيكي"
ضحكت نوره وهي تخرج من غرفة نهى متجهه إلى غرفة أختها سارة.
جلست أم تركي بقلق وهي تتطلع إلى عيني أم فيصل ثم قالت"مثل ما قلت لك يا أم فيصل لو تبي بيت
لحالها حنا راضين"
قالت أم فيصل غاضبه" ايش بعده...بعد ما ذوقتيها انتي وولدك العذاب..طلعت من بيتي مثل الورده
ورجعت وهي ناشفه...يا عيني حتى دمعتها ما جفت من عينها"
ليلى"يا أم فيصل سارة رجعت الحين مثل أول وأجمل...واللي صار ممكن يتصلح"
أم فيصل"رجعت مثل أول لأنها معززه مكرمه في بيت أبوها...مو منذله في بيتكم"
أم تركي"اطلبي اللي تبين..حطي أي شرط...وحنا مستعدين ننفذه"
وقفت أم فيصل ثم قالت بصوت صارم"الجواب هو لا"
تنهدت أم تركي بحزن فاقتربت ليلى من والدتها مواسيه.
سمعوا صوت رقيق قادم من جهة الباب "بعد اذنك يمه..أنا بروح لبيت زوجي"
صدمت أم فيصل من كلام سارة بينما هتفت أم تركي وليلى بسعاده.
اقتربت سارة من والدتها مبتسمه وقالت" يمه تكفين خليني آخذ قراري بنفسي..اذا أخطأت
أم تركي فكلنا نخطئ...وهذي هي قدامك تعتذر عن كل شي..وأنا نسيت كل شي"
قالت أم تركي منتحبه "أصيله يا بنتي"
اقتربت أم فيصل من ابنتها ثم قالت بحنان"والله انك عاقله..لكن أنا خايفه عليك"
سارة"لا تخافين..وصدقيني يا الغاليه مكاني في بيت زوجي... عند تركي"
مسحت أم فيصل على رأس ابنتها ثم قالت"اللي تشوفينه"
قالت سارة بهدوء"انتظروني بروح معكم..نفسي لما يرجع تركي يشوفني في بيته"
************************************************** ********************

يتبع

رواية 28-10-2009 11:33 PM

************************************************** ********************
كانت ندى في غرفتها تستمع بانتباه إلى ثرثرة ابنة عمها نوف بينما مال قرص الشمس إلى المغيب.
ضحكت ندى ثم قالت"نوف..ما تلاحظين ان هرجك كثر بعد ملكتك على طلال"
كان طلال قد عقد قرانه على نوف بهدوء تام في المحكمه .
تنهدت نوف قائله "ندى والله ماني مصدقه انه خلاص ارتبطت أخيرا بطلال"
ندى"أحيانا أحلامنا تتحقق على أرض الواقع خاصه إذا كنا متمسكين فيها"
نوف"ياااه سنين يا ندى والحلم بطلال ملازمني...دعيني أعبر عما في قلبي من مشاعر"
ندى"يا عيني على الأسلوب...عبري وغردي دام لي آذان مصغيه"
نوف"الحب شي عظيم"
ندى"طبعا وإلا كيف ولد الشعراء والكتاب..."
ابتسمت نوف بعذوبه وهي تتلمس بأناملها العقد الناعم النائم على صدرها.كان على شكل قلب
منقوش بداخله حرف( t)
اقتربت ندى هامسه "الحلوه سرحانه في ايش؟"
تطلعت ندى الى نوف ضاحكه بينما كانت نوف تائهه في عالم آخر فقد سحبتها أمواج الذكريات
إلى تلك الليله بعد الملكه. أرسل لها طلال مسج يقول فيه أنه بالمجلس بمفرده ويريد رؤيتها.
كادت نوف أن تطير فرحا فبعثرت ما في دولابها بحثا عن لباس أنيق وجميل.تنهدت محتاره وهي تتطلع
إلى غرفتها حيث وزعت ملابسها في كل مكان.
دخلت ندى الغرفه واتسعت عيناها وهي تشاهد الفوضى من حولها فسألت نوف ضاحكه"وشعندك على
هالمهرجان لا يكون تبين تتبرعين بملابسك"
تطلعت إليها نوف ثم قالت بحنق"عن التريقه..وساعدني باختيار فستان حلو"
ندى"واااو...فستان حلو اكيد السالفه فيها طلال"
هزت نوف كتفيها بلا مبالاه ثم قالت"زوجي ويبي يشوفني..ولازم أطلع بصوره حلوه"
ندى"اثقلي يا بنت...بعدين تطيحين من عينه"
تنهدت نوف"أطيح من عينه وأستقر بقلبه"
ابتسمت ندى وهي تشاهد لمعان الفرحه يشع من عينيها "الله يوفقك يا رب"
نوف"قولي لي يا ندى ايش أختار؟"
ندى"امممممممم...ايش رأيك بالليلكي روعه"
نوف"لا قديم..امممم راح أختار الفوشي" رفعت نوف فستان جميل وبسيط مصنوع من القطن
ويصل إلى نصف ساقها.
شهقت ندى قائله"هذا قصير يا نوف"
نوف"واذا كان قصير...المهم أكون على الموضه وأسلب قلب طلال"
ابتسمت ندى"المسكين...بتسلبين قلبه وعقله"
ارتدت نوف فستانها بمرح واختارت لها ندى حزام من الجلد وكعب فوشي. وقفت نوف عند المرآه
وجملت وجهها بماكياج خفيف وكثفت الماسكرا على أهدابها.صففت شعرها الحريري القصير
وثبتت على جانبه ورده فوشية اللون ثم وضعت قطرات من عطرها المفضل (جوسي كوتور)
القت نظره أخيره على مظهرها من خلال المرآه ثم التفتت إلى ندى وهي تبتسم فحضنتها
بقوه ثم قبلت خدها وهمست في اذنها"ادعي لي"
هتفت ندى"بالتوفيق"
نزلت نوف بهدوء وهي تتطلع حولها وتدعي الله في سرها أن لا يشاهدها أحد وببطء اتجهت إلى المجلس
وكم هالها أن تشاهد محمد يخرج من المجلس.وقفت بلا حراك وقد ألجمت المفاجأه لسانها.
تطلع محمد إليها بفتور ثم قال "على وين؟"
ترددت نوف ثم قالت بصوت خافت"قالت لي أمي آخذ بعض الأغراض من المجلس"
قال محمد باستهزاء"لا والله..وان شاء الله ناويه تدخلين مجلس الرجال باللبس هذا؟!!"
نوف"ايش فيه لبسي؟"
محمد"اسألي نفسك ...اللي يشوفك يقول بتروحين لحفله"
نوف"لا يا شيخ...وانت ما تبيني أتزين"
قال محمد بحنق"تتزينين ببيت زوجك...يالله الحين قدامي غيري ملابسك..وانتبهي تدخلين المجلس
لأن فيه ضيف عندي"
ضربت نوف بحنق كعبها على الأرض أمام عيني محمد المندهش ثم اتجهت مسرعه إلى غرفتها
صادفتها ندى على الممر فقالت بتعجب"رجعتي بسرعه"
لزمت نوف الصمت وهي تتجه إلى غرفتها وكان الغضب مرسوما على محياها..
تبعتها ندى وهي تتساءل في سرها عن سبب انزعاج ابنة عمها.
خلعت نوف فستانها وهي تهدد وتتوعد ثم اتجهت إلى الحمام الملحق في غرفتها وأزالت مكياجها
همهمت نوف غاضبه"والله لأوريك يا محمد...هين شغلك عندي"
ندى"محمد؟!!"
نوف"ايه.... أخوي المحترم..هادم اللذات..عاملي فيها ناصح"
اقتربت ندى من نوف ووضعت يدها على كتف ابنة عمها ثم قالت برقه"ايش اللي حصل؟"
طأطأت نوف رأسها ثم همست"طردني..لكن ما عليه مرده لي...والله ما أنساها لك يا محمد"
ضحكت ندى قائله"أخوكِ ويبي مصلحتك"
نوف"اصبري علي..والله لأعطيه درس على موقفه ما راح ينساه"
ارتدت نوف من شدة حنقها جلابيه بسيطه جدا بنية اللون كانت هديه من جدتها ولم تلبسها نوف أبدا..
جلست نوف على سريرها متنهده"والله ما أدري يا ندى...شكل محمد فاجأ طلال بالمجلس"
وصلت رساله الى جهاز نوف فقرأتها بلهفه (اعتذر منك يا نوف..ومحمد الله يهديه لزقه..أنا بروح
وعلى فكره أنا تركت لك هديه بسيطه في الملحق الخارجي أتمنى تعجبك"
أغلقت نوف جهازها وقد عادت الإبتسامه إلى وجهها فقفزت من مكانها ثم جلست بالقرب من ندى
واحتضنتها ضاحكه قالت ندى مبتسمه"سبحان مغير الأحوال"
نوف"طلال جايب لي هديه..والله انه ذوق...يقول انه تركها لي بالملحق"
ندى"وايش تنتظرين؟!جيبيها بسرعه"
وقفت نوف بنشوه ثم تطلعت إلى ندى "تجين معي؟"
قالت ندى بتردد"لا..أخاف أقابل محمد" وكانت ندى تتجنب الالتقاء مع محمد في الأيام السابقه.
نوف"أجل أنا بروح الحين ودقايق وأكون عندك"
ندى"خوذي جلال الصلاة ممكن تصادفين أحد بطريقك للملحق"
أخذت نوف (الجلال) ثم ارتدته على عجل وأسرعت إلى الملحق...كان الليل قد أرخى ستائره
على مدينة الرياض وكانت نسائم الهواء اللطيفه تداعب وجه نوف.اقتربت نوف من الملحق في قسم الرجال
وكان يضيئه نور خفيف تظهر خيوطه من خلف النافذه.
دخلت نوف الملحق الخالي ووقع نظرها على صندوق صغير من الخشب وقد ازدان بنقوش جميله.
أمسكت نوف بالصندوق وفتحته...نظرت إلى محتوياته بحيره ,كان هنالك منديل قديم عليه بقعة دم,
ورقه مطويه رسم بداخلها وجه بطريقه بسيطه وصندوق صغير فتحته ثم ابتسمت وهي تشاهد عقد الذهب.
ترقرقت الدموع من عينيها وهي ترفع العقد بنعومه..
سمعت صوت طلال الرقيق من خلفها "أتمنى تعجبك الهديه"
شهقت نوف وهي تتطلع إلى نفسها وإلى ملابسها...لم تستطع الالتفاف فلزمت مكانها وغطت وجهها.
كانت تتنفس بصعوبه وهي تسب محمد في سرها.
استدارت نوف ثم قالت متلعثمه والصندوق في يدها "ممكن أمر"
ضحك طلال قائلا "للحين تحبين الهرب"
قالت نوف في نفسها "يا ويل قلبك يا نوف..ايش بيقول عنك وانتي في هالحاله..حسبي الله عليك يا محمد"
ابتسم طلال وهو يتقدم"قمر...والله قمر..لكن المشكله مخبيه وجهك عني"
هتفت نوف وهي توجس خيفه من اقتراب طلال"لا تحلم"
اقترب طلال ثم قال هامساً"طول عمري وأنا أحلم"
أمسك طلال بالطرف الآخر من الصندوق ثم رفع المنديل وهو يسألها "ما تذكرين المنديل هذا؟"
غضنت نوف جبينها ثم قالت ببطء"لا...ما أتذكر"
ابتسم طلال قائلا "هذا المنديل له عشر سنوات معي..انتِ طحتي من الجدار وانجرحت رجلك
عطيتك المنديل وبعد ما نظفتي الجرح رميتيه وأنا احتفظت فيه..والوجه هذا انتي رسمتيه لي
لما كان عمرك ثمان سنوات"
انسابت الدموع من عيني نوف ثم همست"معقوله...للحين محتفظ فيهم"
طلال"حتى تعرفين إلى وين وصل حبي لكِ"
عضت نوف على شفتها حتى شعرت بطعم الدم ثم همست"وأنا يا طلال ما توقفت عن حبك"
ابتسم طلال برقه"على كذا لازم نتزوج وبسرعه"
هزت نوف رأسها فقال طلال "بعد شهر ...يناسبك؟"
ولم تمتلك نوف إلا أن تهز برأسها. تطلع طلال إلى رقتها ونعومتها كان جسمها يهتز من الخوف
وكم كان بحاجه إلى احتضتنها إلا أنه تنهد ثم قال بسرعه"روحي يا نوف بسرعه قبل أغير رأيي"
هربت نوف من أمامه وهي تحتضن الصندوق.
أيقضها صوت ندى من أحلامها "ألووووو يا آنسه وين سافرتي؟"
تطلعت نوف إليها ثم قالت برومنسيه" يوووه يا ندى...والله انه يجنن"
ضحكت ندى قائله"خلاص هانت...كلها كم اسبوع وتتزوجين"
نوف"عقبااااالك يا رب"
ابتسمت ندى برقه وهي تتذكر محمد بينما قلبها يهتف باسمه.
سمعت نوف وندى طرقات على باب غرفة ندى ثم فتح الباب لتظهر الجده مبتسمه.
صرخت نوف وندى بسعادة ثم قفزن واحتضن جدتهن..احتضنت ندى جدتها مطولا
وهي تبكي بينما مسحت الجده على رأسها وهي تقول"كيفك يا بنتي؟"
تطلعت ندى إلى وجه جدتها الحبيب وقالت "بخير يا الغاليه...انتي كيفك؟"
قالت الجده بحنان"بخير يا بنتي دامك بخير"
ندى"متى وصلتم؟"
فتحت الجده فمها لكي تتكلم فقاطعها صوت ضعيف من خلفها"من ساعه..لكن حبينا انها تكون مفاجأه لك"
صرخت ندى مبتهجه حين وقع نظرها على جدها الذي رفع يديه لكي يحتضن ندى ونوف.
اختلطت صرخات الفرح بالبكاء وكانت فرحة ندى بوصول جديها لا تضاهيها فرحه.
تطلع إليها ثم قال مبتسما"ماشاء الله يا ندى وجهك مثل البدر"
قالت ندى مبتسمه"وانت رجعت عشرين سنه..ما شاء الله شباب"
همس الجد في أذنها"يعني يمديني على العرس"
قالت الجده حانقه"وانت من يبيك يا الشايب"
ضحكت نوف قائله"اطلبها بالجنه يا جدي"
الجده"وأنا وين أروح"
قال الجد ضاحكا"يعني وراي وراي"
ضحك الجميع ثم تنحنح الجد وقال موجها حديثه إلى ندى"البسي جلالك يا ندو وانزلي تحت"
ندى"ليش؟"
الجد"فيه موضوع خاص ابيك فيه"
همست ندى قائله"ان شاء الله"
خرج الجد وهو يقول"بسرعه...انتظرك"
ازدادت ضربات قلب ندى وهي تتساءل ما سبب طلب جدها إلا أن ابتسامة جدتها أراحتها.
دخلت ندى الصاله برفقة جدتها وكم كانت دهشتها كبيره حين شاهدت محمد وسلمان جالسان بانتظارها بالاضافه
الى عمها أبو سلمان وعمتها.القت التحيه بصوت منخفظ ثم جلست بالقرب من عمتها أم سلمان.
أبو سلمان"يالله حي بنتنا اللي ما صرنا نشوفها...حابسه نفسها بغرفتها طول الوقت"
شعرت ندى بخفقات قلبها وبالعرق يتصبب من جبينها ثم قالت في نفسها "الله يهديك يا عمي وهذا وقته"
قال الجد بصوت عالي" يا ندى...بدون مقدمات...محمد يبيكِ زوجه له...ونبي رأيك؟"
ازدادت ضربات قلب ندى وشعرت برغبه في الاختفاء والتلاشي "والله الموت أهون علي من هاللحظه
لا ويبي رأيي قدام محمد...والله المشكله"
الجده"تكلمي يا بنتي"محمد مثل أخوك"
همهم محمد قائلا"أي أخوها ...الله يهديك يا جدتي"
أم سلمان"الله يهديكم...انتم فاجأتم البنت..."
أبو سلمان"حنا نبي رأيك يا ندى"
أم سلمان"أرفقوا عليها البنت مستحيه"
الجده"تستحي من أهلها؟!"
أبو سلمان"أنا طلبتك يا ندى عشان تعطينا رأيك بصراحه وبدون مجامله وقدامنا كلنا"
كاد أن يغمى على ندى وهي تستمع إلى أحاديثهم التي اختلطت عليها بينما كان محمد يراقبها وقد علت
وجهه ابتسامه رقيقه.
الجد "هاه وأنا جدك...وشتقولين؟!!"
شدت ندى على طرف (جلالها) ثم هزت رأسها علامة الموافقه..كاد محمد أن يطير فرحا بينما هتفت
أم سلمان"كلووووووش...مبروك يا محمد..مبروك يا ندى"
احتضنت الجده ندى بسعاده في نفس الوقت الذي دخلت فيه نوف مسرعه وهي تهتف"ايش فيه ..
صوتكم واصل لغرفتي"
قال أبو سلمان مبتسما "باركي لأخوك يا نوف...خطبنا له ندى"
صرخت نوف فرحه ثم قفزت واحتضنت ندى وقد ترقرقت الدموع من عينيها"مبرووووك"
سلمان"مبروك يا محمد..مبروك يا ندى..وعلى فكره تكاليف زواجكم علي"
قال محمد مبتسما"ما تقصر يا سلمان" ثم تطلع إلى ندى التي رفعت نظرها إليه وقلبها ينبض بحبه.
سأل أبو سلمان ندى"يا بنتي قولي شروطك اللي تبينها والمهر وأنا تحت أمرك"
الجد"يا أبو سلمان الله يهديك..الأمور هذي ما يبيلها مشاوره"
أبو سلمان"لا اسمحلي طال عمرك...الحق حق...وندى من حقها تطلب المهر اللي تبيه"
تطلعت ندى إلى عمها شاكره ثم أخذت نفس عميق.وقفت برصانه وبدون ارتباك قالت"انت يا عمي
صاحب نفوذ ولك يد بجميع أقسام الدوله...ومهري ان سلطان يتعالج ويدخل مستشفى الأمل"
تطلع محمد إليها بصدمه ثم وقف وقال بتردد "ندى...انتِ...؟"
قاطعته ندى"محمد...اقسم بالله ان اللي بيني وبين سلطان مجرد مشاعر أخوه..ومشاعر وحده
نفسها تنقذ شخص من دمار المخدرات"
شهق الجميع بمن فيهم نوف فهذا الموضوع كان جديدا عليهم إلا أن ندى لم تهتم فما تريده هو انقاذ سلطان.
محمد"لكن يا ندى سلطان ما لنا سلطه عليه"
قالت ندى بصدق وقلبها يخفق"سلطان انسان يتيم وهو ضاع لأن ما فيه يد تدله على طريق الحق..أنا صحيح
أجبرت عليه...لكن هو انسان بحاجه لعطف واهتمام...وبحكم انه كان صديقك يا محمد فأقل شي انك تنتشله
من المستنقع اللي هو فيه"
هتف سلمان قائلا "أصيله يا بنت عمي"
قال الجد بابتسامة فخر"تربيتي"
ابتسم محمد وهو يتطلع إلى ندى وقد ازداد حبا لها وتعلقا فيها وخاصه بعد ان اكتشف عقلها الكبير الذي يوازي
قلبها.
قال أبو سلمان"أوعدك يا بنتي انه خلال يومين راح أدبر سرير لسلطان في مستشفى الأمل"
تنحنحت ندى ثم قالت"أهله يا ليت ما يدرون...ممكن يقول لهم انه رايح بعثه للخارج أو أي شي..ومهري اللي
كان سلطان معطيني اياه يا ليت يوصل لأهله ويصرفون منه لين يرجع لهم بالسلامه"
هز أبو سلمان رأسه موافقا بينما صفق جدها بمرح.
قال محمد بسرعه"طيب...بما ان اجراءات سلطان ممكن تاخذ وقت فعلى الأقل نسوي اجراءات تحاليل
المستشفى"
ضحك سلمان ثم همس في اذن أخيه"اركد يا محمد"
اقترب محمد قائلا"اللي ايده بالنار......؟؟وبعدين ليش التأخير بنت عمي ووافقت والزواج أبيه وبأسرع وقت"
قال أبو سلمان"هاه...وشقلتي يا ندى"
همست ندى محرجه"أهم شي يدخل سلطان المستشفى..وبعده بكيفكم"
قالت تلك الكلمات ثم خرجت مسرعه تلحق بها نوف بينما جلس محمد يناقش ترتيبات الزواج مع سلمان"

توقفت السياره التي كانت تقل أم تركي,ليلى وسارة عند باب الفله الكبير...تطلعت أم تركي إلى سيارة تركي
وسياره أخرى ثم قالت بقلق"هذا تركي وصل البيت ومعه ضيف"
ليلى"أجل أكيد هو بالمجلس الحين"
سارة"على كذا أنا بروح لجناحي...ويا ليت ما يدري تركي"
ابتسمت أم تركي موافقه"ولا يهمك...شغله عندي"
أسرعت سارة إلى الطابق الاعلى حيث جناحها بينما توجهت ليلى تقود الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه والدتها
إلى الصاله.قالت أم تركي "ليلى اتصلي على مطعم...اليوم نبي نحتفل"
ابتسمت ليلى ثم قالت"من عيوني..وعشاكم الليله على حسابي"
توقفت سارة بتردد عند باب غرفتها أغمضت عينيها ثم أخذت نفس عميق..وضعت يدها على مقبض الباب
وفتحته ببطء...كان القسم ينام في ظلام شديد كئيب وكأنه كان يبكي على فراقها.
أغلقت سارة الباب خلفها ثم أنارت الضوء ووقفت تنظر إلى الأثاث شاهقه.
كان كل شي كما تركته...وكأنها لم تبرح هذا المكان أبداً...وقد بدى كل شي نظيف مرتب.
دخلت إلى غرفتها التي شهدت مولد حبها لتركي وقد ترقرقت الدموع من عينيها..
فتحت دولاب ملابسها ولمست أناملها ملابسها المرتبه بعنايه..حتى أدوات الزينه والعطورات مازالت
في مكانها على التسريحه...ابتسمت برقه وأخذت المنشفه لكي تجهز نفسها لحبيب قلبها..
خرجت إلى غرفتها بعد أن أخذت شاور اختارت لباس خفيف لونه وردي ثم جملت وجهها
فوضعت ماسكرا على اهدابها الكثيفه وروج وردي اضفى عليها الكثير من الجمال..
تركت شعرها منسدلاً على ظهرها ووضعت قطرات من عطرها (سكادا)
أضاءت الشموع العطريه وبخرت الغرفه ثم نثرت بعض الورود حول السرير.
اقتربت من السرير ثم جلست عليه ووضعت يدها على الشراشف البيضاء والمزدانه
بخيوط ذهبيه...تمددت على السرير وهي تدفن وجهها في وسادة زوجها وتشم رائحة عطره...
شعرت بالألم وهي تتذكر كيف أنه كان ينام وحيداً في هذه الغرفه بينما ذكرياتها تحيط به.
كانت الذكريات تحاصرها حتى غابت في سبات عميق.
دخل تركي مبتسماً على غير عادته قبل رأس والدته وحيا أخته ليلى بمرح.
قال متسائلاً"دخلت البيت وما لقيتكم...وين كنتم؟!"
ابتسمت أم تركي ثم قالت"أخذتني ليلى للمستشفى عشان بعض التحاليل"
تركي"وان شاء الله التحاليل زينه"
ليلى"أم تركي ما فيها إلا العافيه...واليوم بالذات صحتها مثل الحصان"
تركي"الله يجعله كل يوم"
أم تركي"من الضيف اللي عندك قبل شوي؟!"
ابتسم تركي وهو يتطلع إلى أخته ثم قال "الدكتور بدر"
شعرت ليلى ببروده في جسمها وبصعوبه بالتنفس ثم سمعت والدتها تقول "هذا الدكتور
المشرف على حالة ريم الله يرحمها"
تركي"نعم...واليوم جاي يطلب يد ليلى"
عضت ليلى شفتها وهي تشعر بالاحراج الشديد...كان بدر قد أرسل إليها احدى الممرضات يستشيرها
وكان ذلك قبل وفاة أختها ريم وقد قالت ليلى في وقتها أنها ستفكر...
هتفت أم تركي بسعاده"يا عساه يوم المنى اللي أشوف فيه ليلى عروس"
تركي"هاه يا ليلى ايش رأيك"
همست ليلى قائله"وأمي؟!!"
نهرتها أم تركي قائله"ما عليكِ مني..ولا تفكرين فيني..أهم شي حياتك"
تركي"وأمي ايش فيها...عايشه معززه مكرمه في بيت ولدها..عندها خدامه تحت أمرها
وأنا راح أطلب لها ممرضه تلازمها"
قالت ليلى بهدوء"الله يسامحك يا أخوي...تطلب لأمي ممرضه..وأنا وين أروح؟!"
أم تركي"أنتي تشوفين حياتك يا بنتي مع زوجك"
وقفت ليلى وقالت بصوت صارم"ايش تفيدني الشهاده اذا ما قدرت أخدم امي
وبعدين انت تضمن الممرضه تكون عند أمي لما تحتاجها..أو تتوقع انها بتكون أحن مني على أمي"
تنهدت تركي قائلا"شوفي يا ليلى..انتي بتكونين قريبه من أمي ومتى ما حبيتي تشوفيها ما راح يمنعك
بدر...لكن مسألة انك تربطين مصيرك بمصير أمي هذا اللي أنا ما أسمح فيه"
ليلى"اسمع يا أخوي رأيك على عيني وعلى راسي...لكن شرطي يا ان امي تعيش معي وأنا بنفسي
أقوم بخدمتها أو مو لازم أتزوج من أساسه"
تركي"ليلى...لا يكون راسك يابس...ما انتي أكثر اهتمام لأمي مني"
ليلى"هذا رأيي وانتم بكيفكم"
تنهدت أم تركي ثم قالت بهدوء"وأنا موافقه يا بنتي"
التفت تركي إلى والدته منزعجا"موافقه على ايش يمه؟!"
ابتسمت أم تركي قائله"تركي...بصراحه أنا من زمان ودي أوقول لك اني بعد ريم ما أقدر
أسكن بالبيت هذا...كل زاويه منه تذكرني فيها...وليلى بنتي.... وأنا ما صدقت انها تتزوج
وتكون في بيت زوجها...لا تحرمني من الشي هذا يا ولدي"
اتسعت عينا تركي ثم قال"اذا على البيت أغيره...ابيعه وأدور واحد ثاني..واذا على شرط
ليلى..انتي تقدرين تعقلينها"
ليلى"تركي ليش تبي تحرمني من رعاية أمي..انت أكثر وقتك بالشغل..وأنا بكون حولها
أراقبها وأخدمها...وبصراحه شرطي هذا يدري عنه بدر وهو ما عنده مانع.."
تركي"أنا ما أرضى أمي تسكن في بيت واحد غريب عنها"
أم تركي"لا يا ولدي...بيكون بيت بنتي وبدر مثل ولدي"
قالت ليلى برجاء"تكفى يا تركي...اذا كنت فعلا مهتم بأمي وبمستقبلي"
تركي"يعني لازم تمسكيني مع الايد اللي توجعني"
أم تركي"طيب أنا عندي لكم حل..الفله اللي جنبنا معروضه للبيع..ممكن الدكتور بدر يشتريها
وبكذا بكون في في بيت بنتي وقريبه منك...هاه ايش قلت"
تركي"بشرط..انا اللي أشتري الفله ..ويكون هديه زواج ليلى...ويكون بيننا باب داخلي"
ابتسمت ليلى وهي تتطلع إلى والدتها بينما ترقرقت الدموع من عيني أم تركي وهي تحمد الله في سرها.
تنهد تركي ثم قال متعباً "أنا بروح ارتاح شوي بغرفتي.."
قالت أم تركي مبتسمه وهي تغمز لليلى"براحتك يا يمه..وترانا طالبين من المطعم.."
تركي"والله مالي نفس للعشا"
ضحكت ليلى قائله"لا..ان شاء الله بتنفتح نفسك"ثم مسكت لسانها في آخر ثانيه.
قالت أم تركي بسرعه "روح يا يمه..وليلى راح توصل طعامك لغرفتك"
قال تركي باستسلام"اذا كان على كذا فلا بأس"
صعد تركي السلم بتكاسل ثم دخل إلى القسم الذي كان يجمعه مع سارة.
وقف بجمود وهو يشم الروائح العطريه المنبعثه من غرفته.أصابته الحيره وكان يتوقع
أن ليلى دخلت في غيابه وقامت بتنظيف القسم . تقدم بهدوء وقد فاحت رائحة الفانيلا
المنبعثه من الشموع المنتشره في الزوايا ابتسم تركي بتعب وهو يقول في نفسه "شموع
الدنيا كلها وأنوارها ما تجي جزء من نور سارة"
دخل غرفته ثم رفع نظره إلى السرير وعندها وقف مصدوماً..كان صدره يعلو وينخفض
بسرعه وقد اختلجت أنفاسه في حلقه...أغمض عينيه وفتحهما أهو يحلم أم ما يراه واقع
استند على الجدار خلفه وهو يتأمل سارة النائمه بهدوء وسلام...اقترب منها ثم وقف في مكانه
حائراً...يخاف أن يصل إليها فتتحول إلى سراب...ولكنه يراها أمامه كالحلم ينام بهدوء ملائكي.
تنهد بعذاب ثم اقترب منها وجلس على طرف السرير يتأملها.
أحست سارة بيدين قويتين تهزانها برقه..إلا أن دافعا غريزيا حثها على ابقاء عينيها مغمضتين
في نوم مزيف. فقد كانت تلوم نفسها في سرها على نومها السريع في حين كان تركي يكلمها
وينطق باسمها في لهفة...مال نحوها ليقول بصوت منخفض"يا حلوتي...اصحي"
فتحت سارة عينيها فجأه وخفق قلبها وهي تتأمل الجسد الرياضي الرائع ونظرات الشوق
المطله من عيني زوجها...وجدت صعوبه في السيطره على اللون الزهري الذي أخذ يزحف إلى وجهها.
ركز عينيه على وجهها...كان يجب أن يقضي على السكون لذلك قال"انتي حلم..اذا كنتي كذا فما ودي أصحى"
تصاعد البكاء إلى حنجرة سارة دون أن تستطيع السيطره عليها "تركي...أنا"
قاطعها تركي وهو يمسح الدموع التي انسابت بحريه على خدها "تكفين اسكتي وخليني أتأملك"
همس وعيناه تجولان على وجهها "خسرت الدنيا لما خسرتك..سامحيني يا أغلى مخلوقه على وجه الأرض
سامحيني وأوعدك اني ماراح أسمح لدموعك بالنزول مره ثانيه..سامحيني وما راح أسمح للزعل بيني وبينك"
ابتسمت سارة برقه ثم قالت"اللي يحب لابد يسامح وأنا أحبك يا تركي"
أمسك تركي بيدها برقه شديده خوفا من أن يخدش نعومتهما كان صوته عميق منخفض أجش"وأنا ما حبيت
غيرك ومستحيل راح أحب"
سارة"أوعدني يا تركي انك راح تكون لي للأبد"
قال تركي بلهفه "أوعدك انك بتكونين لوحدك في قلبي إلا اذا...؟؟"
تطلعت إليه سارة ثم قالت بحيره "إلا اذا....؟!"
ضحك تركي ثم قال" إلا اذا وصل ولي العهد"
ابتسمت سارة ابتسامه أخذت بقلب تركي الذي همس"حنا لازم ننسى الماضي ونعوض اللي فات"
سمع طرقات خفيفه على باب جناحهما فقال تركي بمرح "هذا المطعم...تراي ميت جوووع.."
ابتسمت سارة قائله "وأنا بعد"
تركي"أجل يالله نتعشى ولا ليلى بتروح ويروح علينا العشاء"
سارة"أوكي"
************************************************** *****************

يتبع

رواية 28-10-2009 11:36 PM

************************************************** *****************
ومرت الأيام أدخل خلالها سلطان المستشفى وحصل محمد وندى على نتائج التحاليل المتطابقه.
تزوجت ليلى بهدوء لظروف موت أختها وسكنت مع أمها في الفيلا المجاوره والتي أصر
الدكتور بدر على دفع نصف المبلغ مع تركي..كانت سارة تقضي أكثر وقتها عند أم تركي وليلى
إلى حين عودة زوجها من العمل.
وأتى اليوم الذي كانت تحلم به ندى...كانت تقف أمام المرآه وقد بدت كملكة جمال متوجه.
كانت ترتدي فستان أحمر قاني طويل يصل إلى كاحليها بدون أكمام..وقد تركت شعرها
الشلال منسدلا بنعومه على ظهرها.وجملت وجهها بمكياج ناعم زادها فتنه..
صرخت نوف ونوره من خلف الباب"ندو...اخلصي علينا لنا ساعه ورى الباب"
فتحت ندى الباب وهي تبتسم بينما شهقت نوف قائله"الله يكون في عونك يا أخوي"
نوره"ما شاء الله...الله يكفيك شر الحاسدين"
قالت ندى بوجل" ما تدرون ..جاء الشيخ أو لسه؟"
نوف"ههههههههههه محمد ما صبر لين سحبه من بيته..الحين تلاقينه بالمجلس"
دخلت سارة وهي تتطلع إلى جمال ندى" مبروووك يا أحلى بنت بالعائله.."
ابتسمت ندى ثم قالت هامسه"الله يبارك فيكِ"
سارة"فيه وحده تبي تسلم عليك"
غضنت ندى جبينها وقالت بتساؤل "مين؟"
دخلت نهى الغرفه بتردد فهتفت ندى بصدق"هلا وغلا نهى"
ضمتها نهى وهي تبتسم "مبروك يا بنت عمي...الله يوفقك يا رب ويسعدك"
ندى"تسلمين يا رب"
دخلت مها ثم حيت الجميع وقبلت ندى مهنئه .تقبلت ندى التهاني والهدايا من صديقاتها ومن مها.
سمعت طرقات خفيفه على الباب ثم صوت ناعم يقول"مستحيل تبدأون الحفل بدوني"
صرخ الجميع بسعاده حين أطلت هند برأسها مبتسمه من فتحت الباب.
قالت سارة مبتهجه"متى وصلتم؟"
هند"قبل شوي...سلم فيصل على محمد وبارك له وراح للبيت...قال بينام لأنه تعبان"
نوف"ونااااسه أجل بتسهرين عندنا"
هند"للصبح"
نوره"وأنا بعد...ماجد بعمله...عنده استلام الليله"
ندى"بصراحه هذي أجمل وأحلى ليله مرت علي وأنا أشوفكم حوالي"
غمزت لها هند"علينا....والا محمد هو اللي محليها"
سارة"هنوده احرجتي البنت"
ضحكت ندى مبتهجه وضحك الجميع معها.
سمعا صوت أجش عند الباب قائلا"تسمحون لي أدخل يا بنات"
نادته سارة ضاحكه"حياك يا جدي...تعال اسرع علينا بعض الناس مستعجلين"
لكزتها ندى بقوه ثم قالت هامسه "أوريكِ"
تقدم الجد وقد ارتسمت ابتسامه رقيقه على وجهه المليئ بالتجاعيد حيته هند وباقي البنات.
جلس بالقرب من ندى ثم فتح كتاب خاص لعقد القران وطلب من سارة أن توقع.
قالت هند بسخريه"نوف امسكي يد ندى لا يطيح القلم"
ندى"أقول اسكتي يا هنوده..أو تبني انبش الماضي"
ضحك الجميع على هند التي استمرت بقذف كلماتها المرحه "ندو بصمي ترى التواقيع مشكوك فيها الأيام هذي"
أمسكت ندى القلم مبتسمة ثم وقعت فقبل جدها على رأسها وقد ترقرقت الدموع من عينيها.
همست نوف"عقبالك يا جدي"
الجد"يالله همتكم...دوروا لي زوجك"
هند"وانت فيك حيل يا جدي...كلك عظام يالله حسن الخاتمه"
غمزت سارة قائله"أكيد يبيها تساعد جدتي بالمطبخ...وتنظيف البيت"
ندى"الله يبارك بالشغالات"
هند"لا انتم ما تفهمون جدي أكثر مني (جدها بحكم انه جد فيصل) هذا يبيله وحده تحط له فكس وتهمز رجوله
وتنظم له علاج السكر والضغط"
ابتسم الجد بسرور ثم قال"والله ما أحد يفهمني مثل هند"
غمزت نوف"علينا يا جدو"
ندى"انتبه يا جدي لا تسمع كلام البنات خرابات البيوت..والله لو تدور الدنيا ما تلقى مثل جدتي"
سارة"هههههههههه ومن يشهد للعروسه"
هند"لا تهتم يا جدي..ان فكرت تتزوج دق علي وأنا أضبطك"
نوف"ليه حتى الزواج يبيله واسطه"
قال الجد بضعف"أي والله بمثل حالتي يبيله واسطه"
هند"قلي مميزاتها وأنا أدبرها لك ولا يهمك"
قال الجد بسرور"أبيها طويله وبيضا ومليانه شوي وشعرها طويل..مثل الي يقولون عنها البرتقاله"
هند"الله يحوم كبدك يا جدي...كل هالمواصفات وبالاخير مثل البرتقاله"
ندى"يوووه يا جدى انت تشوف الاشياء هذي من ورانا"
الجد"أنا ما شفتها لكن هم يوصفونها لي"
ابتسمت سارة قائله"يقال لك ترقعها"
الجد"خلاص ابيها نحيفه وبيضا وشعرها قصير"
نوف"قلنا تبي نانسي عجرم واخلص"
الجد"وهذي منهي يا بنتي"
هند"هذي وحده تبيع بسوق حجاب"
الجده"لا ما أبيها بياعه أنا ابي وحده تقعد معي بالبيت"
همست نوف"أجل كيف لو تدري عن وظيفتها الأساسيه"
نهرتهم ندى قائله"حرام عليكم..لا تلعبون على جدي"
نوف"يستاهل واحد يالله حسن الخاتمه ويبي يعرس"
هند"وانتم ايش حشركم خلوه يستانس"
سارة"أجل عقبال كل الرجال"
ولم تلبثت الفتيات أن رمين سارة بالوسائد وصرخن في وجهها فضحكت وهي تتجنب الوسائد.
نهض الجد ثم قال"عاد لا تقولون للعجوز ترى أنا أمزح"
همست نوف"علينا...لا والله لكن مو حاصل"
خرج الجد وبدأت الفتيات يتبادل الحديث بينما باركت أم سلمان أم فيصل وأم ماجد لندى وخرجن
لكي يتركن المجال للفتيات بالحديث مع بعضهن.
دخلت رحاب ثم همست في أذن ندى"ندو محمد يبيك تحت"
ازدادت ضربات قلب ندى ثم قالت "ما ادري..ما أقدر"
صرخت نوف قائله"وليش ان شاء الله الزين هذا كله...لازم يشوفه أخوي"
ندى"يشوفني في يوم العرس"
هند"أنا مع ندىد...حنا يا بنات القبايل ما عندنا السوالف هذي...البنت ما تشوف زوجها إلا ليلة العرس"
نوره"ندو...اتركي عنك هند المعقده...هذا زوجك...والشرع حلل رؤيته لك"
سارة"لكن المجتمع ما حلل لنا هذا الشي..حتى الرجل ما تضمنين انه تتغير نظرته عنك لو تطلعين
معه أيام الملكه"
نوره"انتم تدرون ان الملكه هي الزواج..والعرس مجرد اعلان للزواج..وحطوا في بالكم بمجرد
توقيع ندى أصبحت مُلكه..حتى لو الوحده تبي تسافر للخارج مع أهلها بعد الملكه
لازم بعد اذن زوجها...صدقوني أيام الملكه هي أحلى أيام..اسئلوا مجرب"
هند"والله أمي ما شافت أبوي إلا في ليلة الزواج ..وما علموها أهلها بالعرس إلا قبله بليله"
نوره"هذا أول...الحين تفكيرنا تغير"
نوف"لا تضغطون على ندو...خلوها تفكر بنفسها..وبعدين محمد مو غريب عنها..هذا ولد عمها"
ندى"ما أدري محتاره"
سارة"روحي يا ندى...لكن للحظات وارجعي"
نوره"أكيد يبي يبارك لك"
قالت رحاب مبتهجه"هو تحت عند الدرج..وقال لي أبي أبارك لها..وبعدين لا تخافين من العجايز
كهم طلعوا للحديقه مسويه لهم أمي جلسه خيال"
وقفت ندى ثم أخذت الجلال فاقتربت منها نوره ورمت الجلال جانبا ثم قالت بحنق"ان شاء الله تبين تقابلينه
بالجلال"
قالت ندى برعب"لكن فستاني ضيق و...."
قاطعتها نوره"هذا زوجك يا بنت افهمي"
جلست ندى وقلبها يزداد خفقانه"يوووه خلاص هونت"
نوف"لعبه هي؟ يا ليتني مكانك...المشكله انه ملكتي قبلك .... وزاجك بيكون قبلي باسبوع"
وقفت ندى بتردد ثم قالت "ادعو لي"
هند"منصوره ان شاء الله"
سارة" وهي رايحه تحارب؟!...روحي يا ندى وحنا بانتظارك هنا"
ابتسمت ندى بقلق ثم خرجت وحين وقفت أعلى السلم شاهدت محمد وهو مطأطئ الرأس.
وقعت عيناها عليه وتلاشى ما حولها...وقادها قلبها المتراجف بين أضلعها إليه.
رفع محمد رأسه بهدوء وكاد قلبه أن يتوقف وهو ينظر إلى الملاك الذي يتهادى أمام عينيه برقه.
كتم أنفاسه وهو يتطلع إلى عينيها النجلاوين وإلى بشرتها الرقيقه...وصلت إلى حيث كان يقف
ولم تكن ندى تشعر أهي من يمشي أن هنالك من يقودها بلا ادراك..
اقترب محمد منها فشعرت ندى بالتوتر وهي تقف بجانبه .قالت مبتسما"مبروك يا أحلى زوجه"
ابتسمت ندى برقه ثم رفعت رأسها وقالت هامسه "الله يبارك فيك"
تنحنح محمد ثم رفع علبه صغيره وقدمها لها بعد أن فتحها.كان فيها خاتم يلمع بفخامه وجمال
جعلها جماله تشهق رغما عنها وقالت"روعه"
أمسك محمد يدها برقه متناهيه وأدخل الخاتم في أحد أصابعها لتتأمله ندى مسروره.
محمد"طبعا انت تعرفين ان زواجنا باقي عليه اسبوعين"
هزت ندى رأسها بدون أن تنبس ببنت شفه..فأكمل محمد"انا الليله نفسي أعزمك على مطعم حتى
نتذكر هذي الليله اللي أعتبرها أنا أجمل ليله في حياتي وأتمنى انك ما ترفضين دعوتي"
ترددت ندى قليلا إلا أنها لم ترغب في جرحه خاصه وهو يقف أمامها وفي عينيه يشع الحماس
قالت ندى برقه"عطني عشر دقايق وأنا أكون جاهزه"
قال محمد بسعاده"وأنا بانتظارك"
صعدت ندى مسرعه بينما كان قلب محمد يتبعها...
وحين وصلت التفت الفتيات حولها يسألنها..مدت يدها مبتهجه فانحبست أنفاسهن من روعة الخاتم.
ابتسمت ندى قائله"عزمني على العشا برى وأنا بروح معه الحين"
نوف"عقبالنا يا رب"
هند"كلها ثلاثة أسابيع ولا تتركين مطعم إلا وتتعشين فيه"
سارة"ياالله يا ندى ايش تنتظرين..بسرعه"
سمع الجميع صراخ نوره المفاجئ فالتفتت إليها سارة والفتيات برعب.
اقتربت سارة من أختها ثم قالت"نوره ..بسم الله عليك..ايش فيك"
نوره"آآآآآآه...الحقوا علي بولد أحس بآلام.."
هند"وجع وهذا وقته"
سارة"اسكتي انتي بعد...والولاده لما تجي تستأذن قبل"
قالت ندى بقلق"ايش بنسوي الحين"
قالت نوف بانتصار"ما فيه غير المعرس محمد يودينا للمستشفى"
سارة"كيف يودينا...والله ما عندك ذوق يا نوف وندى؟.."
ندى"مستحيل أروح أي مكان ونوره على الحاله هذي"
قفزت نوف ثم قالت"ما فيه الا محمد موجود هنا بسرعه البسن عباياتكن"
ثم ابتسمت بشيطانيه وقالت في نفسها"والله وقدرت أرد لك الضربه يا محمد"
كانت صرخات نوره تزداد بينما تطلعن إليها الفتيات برعب ينتظرن نوف التي أسرعت
مهروله إلى محمد.
صرخ محمد في وجهها "مستحيل"
نوف"بنت عمك تتألم لازم نوديها للمستشفى"
قال محمد بحنق"وماجد وينه؟"
تنهدت نوف قائله"ماجد بالعمل...بسرعه أقول لك"
محمد"حسبي الله ونعم الوكيل..عاد بنت عمك ما جتها الولاده إلا الليله..يالله بسرعه على السياره"
خرجت سارة إلى الحديقه ممسكه بنوره التي تئن من الألم وبجوارها نوف وهند ونهى.
هتفت أم فيصل برعب"ايش فيها نوره؟"
سارة"شكلها بتولد يمه..ادعوا لها"
وقفت أم ماجد وقد تقافزت الفرحه من عينيها بينما قالت أم فيصل"أنا بروح معكم"
سارة"يمه ما فيه مكان....روحي مع أي احد" قالت كلماتها ثم واصلت المشي إلى حيث كانت
سيارة محمد تنتظر. دخلت نوره من الباب الخلفي ثم جلست متنهده بينما جلست بجانبها
سارة ونهى وهند التي قالت "مبروك يا محمد"
ابتسم محمد بتشدق"الله يبارك فيك"
سارة"مشكور يا محمد...واعذرنا اشغلناك"
هز محمد كتفيه بلا مبالاه ثم همس قائلا"لا..عادي..نوره اختي"
فتحت نوف الباب الأمامي للسيارة فتطلع إليها محمد بعنجهيه"على وين؟
نوف"قدام بعد وين"
محمد"اقلبي وجهك وروحي ورى..هذا المكان لندى"
نوف"هين مردك لي"
ضحك محمد قائلا"بالاحلام يالله على ورى"
استكانت نوف في الخلف محبطه وتعليقات هند الهامسه تضايقها والتي كانت تقول"لو انك
الحين مع طلال كان جلستي بسيارته اللكزس قدام"
اقتربت ندى من السياره فناداها محمد طالباً منها الصعود بجانبه.شعرت ندى بالاحراج فلزمت الصمت
وامتثلت لإوامر محمد.
بعد مرور ثلاث ساعات كانت نوره قد رزقت بولد.جلست أمها بجانبها وباقي الفتيات وكن يتطلعن
برقه إلى المولود الجديد والذي أضفى جمالا على حياة نوره.
سارة"ماتلاحظون ان نوره تعبانه خلونا نتركها ترتاح"
ندى"وأنا أقول كذا بعد"
هند"يا ناس يهبل كأنه نوره"
نوره"لا أنا أقول مثل ماجد"
نوف"انتي كل شي ماجد"
طرق طلال وفيصل الباب ثم دخلا على أختهما مهنئان ...
كان محمد واقف في الردهه وبجانبه تركي الذي قال"شكل كل الزوار اللي بالمستشفى لنوره"
محمد"هههههههههههههه ما بقى أحد من العايله إلا وحضر.. باقي جدي وجدتي ونسكن هنا"
تركي"الله يعينك عاد اليوم ملكتك"
محمد"الليله هذي راح أطلعها من عيون ماجد"
ابتسم تركي وهو يطالع في آخر الرواق"اذكر القط...."
ابتسم محمد ثم اقترب من ماجد مهنئا..حياه ماجد وكان معه والدته.
نادى محمد بصوت عالي"يالله يا اللي داخل ترى ما صارت...الرجال يبي يشوف ولده"
خرجت نوف وندى والباقين ...همس محمد في أذن طلال"أقول ما تاخذ النشبه نوف معاك"
قال طلال مبتسما"هذا يوم المنى..انا ما عندي مانع"
وقف محمد بوجوم حين وقع نظره على جده ثم قال"شكل ما لنا فرصه الليله"
ضحك طلال بصوت عالي بينما كان جدهما يقترب منهما..
دخل الجد على نوره وبعد أن سلم عليها رجع وطلب من نوف وندى أن يذهبن معه.
قال محمد هامسا"ما قلت لك"
أخذت أم ماجد حفيدها بين ذراعيها وهي تبتسم فقال لها ماجد"هذا خالد يا يمه"
ترقرقت الدموع من عينيها وهي تقبل الطفل الصغير ثم استأذنت لكي تذهب مع فيصل
وهند إلى بيتها بينما بقي ماجد مع زوجته.
كان يحمل ابنه بكل رفق ثم قال هامسا"مزيون مثل أمه"
ابتسمت نوره برقه وهي تشاهد ماجد يحتضن ابنه بسعاده.
************************************************** *****************
زفت ندى على أنغام رومانسيه وقد ارتدت فستان أبيض ناعم ذا ياقه مستديره واسعه
وقد تحلت بعقد ألماس كان قد أهداه لها محمد..اقتربت من( الكوشه)
وهي تبتسم لبنات عمها سارة,نوف,نهى وهند الاتي اصطفين بالقرب من( الكوشه)
جلست وهي تبتسم وما لبث أن دخل محمد وقد تعلقت عيناه عليها وسط تصفيق الحضور.
جلس بجانبها وشملها بنظره رقيقه.تطلعت إليه ونظرات الحب المنبعثه من عينيها تذيب قلبه.
أمسك بيدها وسرق نظره جانبيه ثم اقترب هامسا"يالله مشينا"
تطلعت ندى إليه باعجاب وكان قلبها يغرد بحب.
صدفه و من بين كل الناس علقني=من يوم شفته وعيني جات في عينه

حسيت شي في عيونه حيل يجذبني=لما ابتسم بانت بوجهي تلاوينه

سلم علي وجلس جمبي وكلمني=كل الحواجز تلاشت بيني و بينه

أخذ ايديني بايديه وقام يوصفني=ولا تمنيت ايدي تترك ايدينه

قالي كلام بصراحه حلو دوخني=ماقد سمعت بحلاته آه يازينه

معاه أحس الأغاني عنه وعني=واجمل أغاني الغزل شعري وتلحينه

النهاااااااااااااااااااايه
كاتبة الروايه
طيف الخيـــــاري الرشيـــــدي
9-11-1430

محمد بن سعيد 28-10-2009 11:42 PM

يعطيك الف عافيه

شهاليل 29-10-2009 12:45 AM

>> أندمجت جداَ ..
يالله من جد نهاااايه ولا أروع ..
*
*
طيف المشاعر ..
إسم عانق سماء الجمال بهذه الروايه الأكثر من رائعــه ..
حز في نفسي ان الروايه إنتهت ,,
لكن الامل بالرواياات المقبله ..
اتمنى أن نشااهد روايه أخرى وأخرى وأخرى
دمتي الغلااا

الهنوف 29-10-2009 02:07 AM

نهاية سعيدة وجداً رائعة
استمتعتُ بمتابعة روايتك الجميلة
كل التوفيق لكِ وبانتظار القادم من الروايات ( :
.
.
.

ألمــــاس 29-10-2009 02:57 AM

يااااااي
نهااية روعة يا طيووف
ابدعتي ابدعتي يالطيف
اعجبتني كثير هالرواية
بانتظااار رواياتج القااادمة

يعطيج ألف عاافية


الساعة الآن +4: 02:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.2
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا المنتدى يعمل على نسخة في بي بلص